مصري وتنزاني وبريطاني وتونسي وثلاثة أميركيين يتوجون بجوائز الملك فيصل

جائزة الملك فيصل العالمية تقدم في فروع أدبية وعلمية وبحثية سعيا لترسيخ الانفتاح الثقافي والمعرفي.
الجمعة 2022/01/07
الجائزة تحتفي بالثقافة العربية ومنجزات أهم العلماء في العالم

الرياض – أعلنت جائزة الملك فيصل العالمية أخيرا عن أسماء الفائزين بالجائزة لعام 2022 في مختلف فروعها.

وأوضح أمين عام الجائزة الدكتور عبدالعزيز السبيّل أن لجان الاختيار للجائزة بفروعها الخمسة (خدمة الإسلام، والدراسات الإسلامية، واللغة العربية والأدب، والطب، والعلوم)، عقدت سلسلة من الجلسات تخللها الاطلاع على الأعمال المرشحة وتقارير المحكّمين، وقررت منح الجائزة في فرع خدمة الإسلام لهذا العام بالاشتراك لكل من الرئيس علي حسن مويني، الرئيس الأسبق لجمهورية تنزانيا الاتحادية، والدكتور حسن محمد الشافعي عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر.

عبدالعزيز السبيل: لجان الاختيار للجائزة عقدت سلسلة من الجلسات لتطلع على الأعمال المرشحة قبل إعلان النتائج

وأشار السبيّل إلى أن مويني مُنح الجائزة لدوره في قيادة بلاده خلال فترة حكمه للتحرّر من الاستعمار وترسيخ التعددية الحزبية، كما أسَّس العديد من الأنظمة والمؤسسات الإسلامية الاجتماعية في بلاده وترجمة الكثير من المصادر والمراجع في الحديث والفقه والسيرة إلى اللغة السواحلية، ساعيا لبث روح التسامح الديني.

أما الشافعي، فقد مُنح الجائزة نظير خدمته العلوم الإسلامية، تدريسا، وتأليفا وتحقيقا وترجمة، وإسهامه في إنشاء الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد، ووضع مناهج كلياتها، وتولّي رئاستها، بالإضافة إلى جهوده في إنشاء سلسلة من المعاهد التي تعنى بالدراسة الأزهرية، وخدمته للغة العربية وذلك خلال رئاسته مجمع اللغة العربية بالقاهرة.

بينما تقرر حجب الجائزة للدراسات الإسلامية لهذا العام وموضوعها “تراث الأندلس الإسلامي”، لعدم تحقيق الأعمال المرشحة لمعايير الجائزة.

وأضاف السبيل أن جائزة الملك فيصل للغة العربية والأدب وموضوعها “دراسات الأدب العربي باللغة الإنجليزية” قد مُنحت بالاشتراك لكل من الأستاذة في جامعة جورج تاون في الولايات المتحدة البروفيسورة الأميركية سوزان ستيتكيفيتش، والأستاذ في جامعة كولمبيا في الولايات المتحدة البروفيسور الأميركي محسن جاسم الموسوي.

وأكد أن ستيتكيفيتش مُنحت الجائزة لامتلاكها مشروعا نقديا علميا تمثل في بحوثها ودراساتها التي شملت القصيدة العربية في عصورها المتعاقبة منذ العصر الجاهلي حتى القصيدة الإحيائية في العصر الحديث، إلى جانب تميزها في قراءة النص الشعري في سياق نظري محكم، ومنهج تحليلي رصين، ومحاولة جادة لتجديد المنظور النقدي للقصيدة العربية الكلاسيكية، عبر الاستعانة بعلوم الأنثروبولوجيا والنظرية الأدبية والبنيوية وما بعد البنيوية والفلكلور وتاريخ الأديان.

أما الموسوي فقد اختير للتتويج بالجائزة نظير تجديده في دراسات النثر العربي القديم والحديث، وتميّز دراساته بنقد علمي رصين، ومعرفة بالنظريات النقدية العالمية، وتأثير أبحاثه تأثيرا واسعا على دارسي الأدب العربي في الغرب والعالم العربي، لما له من تميز في الطرح والاستدلال، والتأويل النقدي، بالإضافة إلى انفتاحه على النص الإبداعي العربي والعالمي، سردا وشعرا، وتناوله الأدب العربي بصفته أدبا عالميا.

وأجمعت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل للطب على منح الجائزة لهذا العام وموضوعها “تقنيات تعديل الجينات”، للأستاذ في جامعة هارفارد، ومعهد ماسيتيوشس للتكنولوجيا (MIT) البروفيسور الأميركي ديفيد لو لإسهاماته الفعالة في تطوير ميكانيكية التعديل الجيني التي مثلت ثورة علمية من خلال تطوير الجيل الثاني من هذه التقنية.

وقرّرت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل للعلوم منح الجائزة لهذا العام، وموضوعها “الرياضيات” بالاشتراك، لكل من البروفيسور البريطاني مارتن هايرر لتميّز أعماله في استحداث طرق مبتكرة في تحليل المعادلات التفاضلية العشوائية، والوصول إلى منظور جديد في مجال الأنظمة العشوائية اللامتناهية، ثنائية الأبعاد المتكرّرة وغيرها، إلى جانب الأستاذ في جامعة نيويورك البروفيسور التونسي نادر المصمودي لجهوده المتميزة في تحليل المعادلات غير الخطية التفاضلية والجزئية وإسهاماته البارزة في النظريات الرياضية لديناميكيات الموائع من خلال إدخال تقنيات رياضية مبتكرة.

وقد أقيم حفل الإعلان عن الجائزة في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، والذي يوفر منصة معرفية تجمع الباحثين والمؤسسات الأكاديمية لإنتاج بحوث أصيلة في العلوم الإنسانية والاجتماعية، والمشاركة في الحوارات العلمية والفكرية والثقافية، كما يؤدي أدوارا متنوعة بدءا من النشر والمكتبة وصولا إلى الأرشيف والمتحف بهدف إثراء المشهدين العلمي والثقافي محليا وعالميا ودعمهما ببحوث أصيلة وموارد وخبرات فريدة،  يُضاف إلى ذلك نشر المعرفة وتمكين البحث العلمي وحفظ التراث الإنساني.

وتركز استراتيجية المركز على تحقيق العديد من الأهداف من أبرزها زيادة الوعي والمعرفة بتراث الملك فيصل بن عبدالعزيز لحفظ ذكراه وتوثيق إسهاماته في خدمة الإنسانية، وتشجيع الحوار ودعمه وتقوية عرى التعاون المعرفي، كذلك التركيز على الإنتاج البحثي في العلوم الإنسانية والاجتماعية، وحفظ التراث الإسلامي وتحقيقه، بالإضافة إلى رفع مستوى البنية التحتية التقنية والتطبيقات الإلكترونية والحضور الرقمي.

13