مصرع رجل أمن تونسي ومهاجر أفريقي خلال مداهمة عمارة بصفاقس

القضاء التونسي يأمر بفتح تحقيق لمعرفة أسباب وملابسات الحادث حيث تشير المعطيات إلى سقوط الضحيتين من أعلى سطح البناية.
الخميس 2024/06/13
ملف المهاجرين الأفارقة يقلق تونس وأوروبا

تونس - لقي رجل أمن ومهاجر مصرعهما بمدينة صفاقس التونسية، الأربعاء، إثر محاولة إخلاء عمارة سكنية يقطنها مهاجرون من دول أفريقيا جنوب الصحراء، حسبما أفادت السلطات التونسية.

وكشف الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بصفاقس، هشام بن عياد، في تصريح لصحفية وكالة تونس أفريقيا للأنباء، أنه "على إثر مداهمة أمنية جرت مساء الأربعاء، لأحد العمارات وسط مدينة صفاقس، تأوي مجموعة من الأفارقة من دول جنوب الصحراء، نتج عنها سقوط مهاجر أفريقي من جنوب الصحراء من أعلى سطح العمارة ووفاته على عين المكان، كما تبين سقوط رجل أمن من أعلى سطح العمارة أثناء مطاردته لبعض الأنفار من الأفارقة، وتوفي لاحقا حال وصوله إلى المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة، متأثرا بإصابته البليغة ".

وأضاف المصدر القضائي، أنه "بإذن من النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية صفاقس 1، تم فتح بحث تحقيقي في الغرض للتعرف على أسباب وملابسات الوقائع المذكورة ".

من جهته ذكر، المدير الجهوي للصحة بصفاقس حاتم الشريف، أن "الأفريقي من دول جنوب الصحراء، قد حل بقسم الاستعجالي بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة وهو متوفى، أما رجل الأمن فقد لفظ أنفاسه الأخيرة حال وصوله إلى قسم الإستعجالي، بسبب حالته الحرجة جدا".

وأضاف المصدر ذاته، أنه "تجرى حاليا بقسم الطب الشرعي، عملية تشريح جثة الهالكين، وذلك لمعرفة أسباب الوفاة.

وشدد المدير الجهوي للصحة بصفاقس على أن ملابسات الحادث لا تزال مجهولة بالنسبة للفرق الصحية.

وبحسب وسائل إعلام محلية ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي فإن الحادثة جرت في منطقة 5 أوت بأريانة بصفاقس المدينة، حيث تولت فرقة أمنية تابعة الادارة العامة لوحدات التدخل مداهمة عمارة سكنية يستغلها مهاجرون أفارقة على وجه الكراء وذلك بغاية إخلاء البناية، بعد شكوى تقدم بها صاحب البناية على خلفية عدم دفع المهاجرين مستحقات الإيجار.

وتعيش مدينة صفاقس، منذ العام الماضي على وقع احتجاجات وأحيانا اشتباكات عنيفة بين السكان ومهاجرين من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء، تتدخل على إثرها السلطات التونسية لترحيل ونقل آلاف المهاجرين إلى نواحي ومناطق خارج المدينة.

وتصاعدت وتيرة الاشتباكات والعنف، بعد مقتل مواطن تونسي، العام الماضي، خلال مواجهات بين سكان أحد أحياء المدينة، ومهاجرين، حسبما نقلته وسائل إعلام محلية.

ويتخذ آلاف المهاجرين القادمين من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء من مدينة صفاقس الساحلية مستقرا لهم، باعتبارها نقطة انطلاق رئيسية لرحلات الهجرة نحو السواحل الإيطالية.

ووفق بيانات رسمية أعلنت عنها وزارة الداخلية التونسية، الشهر الماضي يقدّر عدد المهاجرين الأفارقة غير النظاميين في تونس بنحو 23 ألف مهاجر من 27 جنسية، بينما يقيم تسعة آلاف منهم بطريقة قانونية، فيما جرى صدّ 130 ألف مهاجر العام الماضي، و53 ألف محاولة دخول منذ بداية العام الجاري.

 وتشهد تونس في الآونة الأخيرة تصاعداً مطرداً في تدفق المهاجرين غير النظاميين نحو أراضيها، طامحين في العبور نحو أوروبا، خصوصاً باتجاه سواحل إيطاليا.

ومنذ بداية العام الحالي، حاول 52 ألفاً و972 مهاجراً الوصول إلى السواحل الإيطالية، 92 بالمئة منهم أجانب، كما جرى إنقاذ 4334 شخصاً وإحباط حوالي 3369 محاولة هجرة غير نظامية، بينما جرى تسجيل غرق 103 قوارب، وفق بيانات رسمية لوزارة الداخلية.