مصدر الإماراتية للطاقة تستعد لطرح أول سندات خضراء

أبوظبي - تقترب شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر) من إصدار أول سنداتها الخضراء على الإطلاق في غضون أسابيع قليلة، في سياق برنامج يهدف إلى المساعدة على تنفيذ خطة تتعلق بمضاعفة قدرة توليد الطاقة المتجددة خمس مرات بحلول نهاية هذا العقد.
وتسعى أكبر شركة للطاقة النظيفة في الإمارات من خلال هذا الطرح إلى تمويل مشاريع محطات جديدة لإنتاج الكهرباء من الشمس والرياح والهيدروجين في جميع أنحاء العالم.
ويأتي الطرح في إطار خطة إستراتيجية للشركة لزيادة محفظة مشاريعها من الطاقة المستدامة إلى 100 غيغاواط بحلول عام 2030.
وتندفع الشركة لتعزيز أعمالها مع استحواذ شركة طاقة على 43 في المئة من أسهمها في ديسمبر الماضي، كما قامت شركة مبادلة للاستثمار، صندوق الثروة لأبوظبي، بحيازة حصة تبلغ 33 في الشركة، فيما اشترت أدنوك 24 في المئة من أسهمها.
وقال محمد الرمحي الرئيس التنفيذي لمصدر في مقابلة مع وكالة بلومبرغ في أستانا بكازاخستان “نتطلع لإصدار سندات خضراء، ونأمل أن يتم ذلك خلال الشهر الجاري”.
وأوضح أن الشركة تسعى لجمع ما بين 500 و700 مليون دولار من خلال الطرح الأوّلي لهذه السندات.
وتجذب الأوراق المالية المرتبطة بالطاقة النظيفة المزيد من رؤوس الأموال، حيث تتطلع الشركات والدول إلى خفض الانبعاثات في إطار جهود مكافحة الاحتباس الحراري، من خلال تنويع إمدادات الطاقة بعيداً عن الهيدروكربونات.
وكانت الإمارات أول دولة نفطية في الخليج العربي تعلن عن هدف تحقيق صافي انبعاثات كربونية بحلول 2030، رغم أن ثالث أكبر دولة منتجة للنفط في منظمة البلدان المصدّرة للبترول (أوبك)، لا تزال تستثمر المليارات لزيادة إنتاج النفط والغاز الطبيعي.
وأشار الرمحي إلى أن مصدر لديها “هدف ضخم” لزيادة قدرة إنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح من مستوياتها الحالية البالغة حوالي 20 غيغاواط.
وأكد أن ذلك سيتطلب من الشركة شراء أصول ومطوري مشاريع، إضافة إلى بناء مشاريعها الخاصة.
وفعليا لدى مصدر محفظة متنوعة تتراوح من الطاقة الشمسية في أبوظبي إلى طاقة الرياح البحرية في المملكة المتحدة.
وقال الرمحي "لا يمكنك تحقيق هذا الهدف بمقاربة واحدة فقط للسوق". وأضاف أن "مصدر تتابع عن قرب صفقات عديدة"، دون الخوض في التفاصيل.
ولكنه أشار إلى أن الولايات المتحدة هي “أولوية قصوى” للاستثمار، في وقت لم تجد فيه شركة مصدر بعد فرصاً جيدة في الصين.
وفي أبريل الماضي وسعت مصدر، إحدى شركات الطاقة النظيفة الأسرع نموا في العالم، تواجدها في سوق الطاقة المتجددة في الولايات المتحدة بعد حيازتها على نصف مشروع مع شركة إي.دي.أف رينيوابلز أميركا الشمالية.
◙ الطرح يأتي في إطار خطة إستراتيجية للشركة لزيادة محفظة مشاريعها من الطاقة المستدامة إلى 100 غيغاواط بحلول عام 2030
وأعلنت حينها أنها أغلقت عملية الاستحواذ على 50 في المئة من مشروع مشترك لتخزين الطاقة الشمسية والبطاريات من الشركة الأميركية.
ويتكون مشروع بيغ بو، الواقع في كاليفورنيا، من محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 128 ميغاواط ونظام تخزين طاقة البطارية 40 ميغاواط/160 ميغاواط في الساعة.
وهذا المشروع هو واحد من ثمانية مشاريع اتفقت مصدر وإي.دي.أف رينيوابلز على الشراكة فيها بطاقة مجمعة تبلغ 1.6 غيغاواط.
وتستضيف الإمارات في وقت لاحق من العام الجاري، مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ، وسط جدل حول قيادة رئيس مجلس إدارة مصدر سلطان الجابر اجتماعات المؤتمر، فيما يرأس أيضاً شركة النفط والغاز المملوكة لحكومة أبوظبي “أدنوك”.
وقال الجابر متحدثاً في بون الخميس الماضي إن “التخلص من الوقود الأحفوري أمر حتمي”، دون تقديم تقديرات بحلول موعد حدوث ذلك أو اقتراح خطوات لتسريع هذا الأمر.