مصادر تتحدث عن شروط السيسي لزيارة واشنطن

القاهرة - قال مصدران أمنيان مصريان إن الرئيس عبدالفتاح السيسي لن يسافر إلى واشنطن لإجراء محادثات في البيت الأبيض إذا كان جدول الأعمال يشمل خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
ووجه ترامب دعوة للسيسي لزيارة واشنطن في اتصال بينهما في الأول من فبراير، حسبما ذكرت الرئاسة المصرية في وقت سابق.
وقال مسؤول أميركي إن موعد الزيارة لم يتحدد. ولم ترد الرئاسة المصرية ولا وزارة الخارجية حتى الآن على طلبات للتعقيب.
وتشهد العلاقات المصرية الأميركية واحدة من أشد فتراتها توترا خلال العقود الثلاثة الماضية، وذلك على خلفية الموقف المصري الرافض لخطة ترامب بشأن تهجير سكان غزة إلى مصر والأردن.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية مساء الثلاثاء عن مسؤولين مصريين قولهم إن الرئيس السيسي قلق بشأن الصورة العامة إذا ما زار واشنطن والتقى نظيره الأميركي بعد دعوته مصر والأردن لاستقبال أهالي غزة.
وأضاف المسؤولون أن السيسي يشعر بالقلق أيضا من المخاطر المترتبة على تعرضه لضغوط أميركية علنية مع مواصلة ترامب الترويج لخطته التي أكدت القاهرة رفضها القاطع لها كما يرفضها الشعب المصري وقد تعد مشكلة أمنية للجيش.
وشدّد السيسي الثلاثاء خلال اتصال هاتفي مع رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن على "ضرورة بدء عمليات إعادة إعمار قطاع غزة، بهدف جعله قابلا للحياة، وذلك دون تهجير سكانه الفلسطينيين، وبما يضمن الحفاظ على حقوقهم ومقدراتهم في العيش على أرضهم" وفق بيان صادر عن مكتبه.
وقال الرئيس المصري أيضا إن إقامة دولة فلسطينية هي "الضمانة الوحيدة لتحقيق السلام الدائم" في المنطقة.
يأتي ذلك بعد لقاء الرئيس الأميركي بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في واشنطن الثلاثاء، حيث كرر ترامب خطته بامتلاك غزة وإدارتها وتهجير أهلها، مذكرا أن الولايات المتحدة تقدم أموالا كثيرة للأردن ومصر، قائلا "لكننا لن نصدر تهديدات بشأنها".
وفي وقت لاحق الثلاثاء أعربت القاهرة في بيان للخارجية عن تطلعها للتعاون مع الإدارة الأميركية، بقيادة ترامب، من أجل تحقيق سلام شامل وعادل في المنطقة.
ورأت مصر، أن ذلك يجب أن يتم عبر إيجاد "تسوية عادلة للقضية الفلسطينية" تضمن حقوق شعوب المنطقة وتراعي الأبعاد السياسية والقانونية للصراع.
وأكدت وزارة الخارجية المصرية في بيان صحافي، اعتزام القاهرة طرح تصور متكامل لإعادة إعمار قطاع غزة، بما يضمن بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه، وبما يتماشى مع الحقوق المشروعة لهذا الشعب وفق القوانين الدولية.
واقترح ترامب أن تسيطر الولايات المتحدة على غزة وتقوم بترحيل سكانها الفلسطينيين إلى بلدان أخرى خصوصا مصر والأردن، على أن تعيد بناء القطاع المدمر وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".
وأثارت هذه التصريحات ردود فعل عالمية غاضبة وأدانتها الدول العربية التي أكدت دعم حل الدولتين مع دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل.
والأسبوع الماضي، تحدث وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي مع نظرائه العرب خصوصا في الأردن والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، في محاولة لتعزيز المعارضة لأي تهجير قسري للفلسطينيين من أرضهم.