مشروع مصري واعد لإنتاج الهيدروجين من النفايات

القاهرة - خطت مصر عبر الإعلان عن مشروع طموح لإنتاج الهيدروجين من النفايات خطوة مهمة باتجاه التحول إلى إنتاج الوقود من المصادر المستدامة، فيما يتحرك العالم للسيطرة على تداعيات تغير المناخ والاحتباس الحراري المدمرة للبيئة والاقتصاد العالمي.
ووقعت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس الأربعاء مذكرة التفاهم مع شركة أتش 2- إنداستريز الألمانية بغية إنشاء أول محطة لتحويل المخلفات إلى هيدروجين أخضر بموقع في شرق بورسعيد باستثمارات تبلغ نحو 4 مليار دولار.
وتتسلح القاهرة بخطة لتنويع مزيج الطاقة ضمن جهودها لتوفير الوقود من المصادر المستدامة من خلال استخدام الهيدروجين باعتباره مصدر وقود منخفض الهيدروكربون.
وطيلة الفترة الماضية أبرمت مصر، التي ستستضيف قمة المناخ (كوب 27) في نوفمبر المقبل، سلسلة من مذكرات التفاهم لمشروعات الهيدروجين الأخضر والأمونيا.
وتستهدف المذكرة التي وقعها يحيى زكي رئيس منطقة قناة السويس، ومايكل ستوش الرئيس التنفيذي لشركة أتش 2 المتخصصة في تخزين الطاقة، بناء محطة بطاقة إنتاجية تبلغ 300 ألف طن سنويا من الهيدروجين الأخضر.

ونقل بيان نشره حساب رئاسة مجلس الوزراء المصري على فيسبوك عن زكي قوله إن "مجال الهيدروجين الأخضر، يعد أحد القطاعات المستهدفة للهيئة تبعا لاستراتيجية الدولة المصرية للتحول إلى الاقتصاد الأخضر، وتزامنا مع استضافة مصر قمة تغير المناخ". وأضاف “نعمل على استقطاب مشاريع الهيدروجين الأخضر تبعا لاستراتيجية الحكومة للتحول إلى الاقتصاد الأخضر”.
وسبق أن أكد العديد من المسؤولين المصريين أن ما يدعم فكرة إقامة مشاريع الهيدروجين في البلاد، هو توافر البنية التحتية اللازمة لتصديره إلى أوروبا اعتمادا على شبكة تصدير الغاز الطبيعي.
وترتكز هذه الصناعة على توافر مقومات تمتلكها المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، خاصة منطقتي السخنة وشرق بورسعيد، حيث ملاصقة الميناء للمناطق الصناعية واللوجستية مما يسهل من عمليات تموين السفن وأغراض التصدير للأسواق الخارجية.
وقال مايكل ستوش إن “إنشاء هذه المحطة الأولى من نوعها لتحويل المخلفات إلى وقود أخضر في مصر، يعد بداية لتوسع أعمال الشركة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.
وأشار إلى أن تحويل الهيدروجين الأخضر إلى وقود نظيف، لاسيما لقطاع الطيران، يعتبر سوقا واعدة تزامنا مع التحول العالمي إلى الاقتصاد الأخضر وخفض الانبعاثات الكربونية.
ولم يتم الإعلان عن موعد تنفيذ المشروع، لكن من المتوقع أن تستوعب المحطة التي سيتم تشييدها نحو 4 ملايين طن من المخلفات سنويا. وكانت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس قد أبرمت قبل هذه الاتفاقية ست مذكرات تفاهم مع شركات عالمية لإنشاء مشاريع لإنتاج الهيدروجين والوقود الأخضر.
ويأتي توقيع المذكرات بهدف إعداد الشركات لدراسات الجدوى للمشاريع المزمعة، ومن ثم اتفاق الطرفين على البنود التي سيتم التوافق عليها، قبل التوقيع بشكل نهائي خلال قمة تغير المناخ.
وتراهن القاهرة على اللحاق بركب تجارب العديد من الدول العربية والمتعلقة بإنتاج الهيدروجين البيئي لحجز مكان يمكنها من إعادة تصدير الوقود إلى الأسواق المتاخمة لها من خلال موانئها البحرية التي تقع في قلب حركة التجارة العالمية.
وفي يوليو الماضي وقعت مجموعة الطاقة الإيطالية إيني اتفاقيتين مع الشركة القابضة لكهرباء مصر والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) المملوكتين للدولة لتقييم جدوى إنتاج الهيدروجين في مصر.