مشروع للتمكين الاقتصادي يخفف العبء عن النساء في معلولا السورية

المشروع يجذب العديد من العملاء حيث يميل السوريون الآن إلى استخدام منتجات محلية الصنع لأنها أقل كلفة.
الأربعاء 2023/08/30
مساع لتجاوز التهميش

معلولا ( سوريا) - بعد أن عاشت سنوات في معاناة وبؤس خلال الحرب في بلدها، تنفست السورية نجيبة بركيل (60 عاما) الصعداء أخيرا في مشروع تنموي يدعم النساء المهمشات بمدينة معلولا القريبة من دمشق.

فنجيبة، وهي أرملة وأم لثلاثة أبناء، تعمل حاليا مع نساء أُخريات من معلولا في "بيت المونة المعلولي" حيث يصنعن الجبن واللبن (الزبادي) ومنتجات غذائية أخرى محلية الصنع لبيعها في محلات البقالة أو عبر الإنترنت.

وكانت نجيبة، التي كان لزاما عليها أن تهرب إلى دمشق حين استولى تنظيم الدولة الإسلامية على معلولا عام 2013، تعمل في صنع الجبن قبل الحرب لكن عندما توفي زوجها اضطرت لبيع الغنم ولم تعد تصنع الجبن.

◙ الهيئة ما زالت تتطلع إلى وسائل من أجل زيادة المنح المالية المقدمة لها وتتواصل مع العديد من المانحين الآخرين

وعن تلك الفترة من حياتها قالت "أنا وإخوة زوجي كنا نشتغل بالجبنة، ننزلها على الشام، نبيعها لزبائن يوصوننا مسبقا وحين توفي زوجي بعنا الغنم". وعملت بعد ذلك جليسة أطفال لفترة من الوقت لكنها وجدت نفسها عاطلة عن العمل بعدها، حتى سمعت عن هذا المشروع الذي يستهدف إشراك النساء في الأعمال التجارية.

ويجذب المشروع، الذي تأسس بدعم من هيئة مار أفرام السرياني البطريركية للتنمية، العديد من العملاء حيث يميل السوريون الآن إلى استخدام منتجات محلية الصنع لأنها أقل كلفة وأكثر موثوقية ولا تحتوي على الكثير من المواد الصناعية.

وأوضح أيهم سيوفي، المسؤول في هيئة مار أفرام السرياني للتنمية، أن الهيئة ما زالت تتطلع لوسائل من أجل زيادة المنح المالية المقدمة لها وتتواصل مع مانحين. وقال “بدعم من هيئة مار أفرام السرياني نحاول التواصل مع مانحين لنعرض الجانب والهدف الإنسانيان من هذا المشروع ونخبرهم بأهميته، ونحاول جلب دعم مالي للمشاريع ونحافظ على استمراريتها واستمرارية وجود هذه الفئة من السيدات وتعزيز وجودهن بمعلولا".

وبعد أكثر من 12 عاماً من نزاع دام، تشهد سوريا أزمة اقتصادية خانقة، فاقمها زلزال مدمّر في فبراير الماضي، والعقوبات الاقتصادية المفروضة من الدول الغربية، خسرت معها العملة المحلية أكثر من 99 في المئة من قيمتها. ولطالما اعتبرت دمشق العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها سببا أساسيا للتدهور المستمر في اقتصادها. وقد أودى النزاع بأكثر من نصف مليون شخص وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية وأدى إلى نزوح وتشريد الملايين من السكان داخل البلاد وخارجها.

2