مشروع لتحويل النفايات إلى وقود لطائرات الاتحاد

المشروع سيساهم في منافع اقتصادية على صعيد التكلفة التشغيلية للرحلات الجوية، ويدعم جهود تدوير المحلية لتحقيق الاستدامة.
الأربعاء 2018/10/17
شراكة لاستثمار النفايات في حماية البيئة

أبوظبي - دخلت الاتحاد للطيران في شراكة مع مركز أبوظبي لإدارة النفايات (تدوير) واستكشاف السُبُل التي يمكن من خلالها تحويل نفايات الإمارة إلى وقود للطائرات.

ووقع الطرفان أمس مذكرة تفاهم للبدء بإعداد دراسة للمشروع، الذي يمثل تقدما مهما في تبني مصادر الوقود المستدام إلى العمل على استخدام وقود الطائرات النهائي الناتج عن المشروع في رحلات الاتحاد للطيران.

ونسبت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية إلى الرئيس التنفيذي لشؤون العمليات التشغيلية بمجموعة الاتحاد للطيران، محمد عبدالله البلوكي، قوله إن “تقنية تحويل النفايات إلى وقود حيوي تعد إحدى التقنيات المتقدمة التي ترى الاتحاد للطيران أنها ستحدث تأثيرا إيجابيا كبيرا في قطاع الطيران إلى جانب دورها في توفير حلول مبتكرة لإدارة النفايات والتحول إلى بيئة أكثر نظافة واستدامة”.

وأوضح أن الاستفادة من موارد الطاقة المستدامة والتوسع في نطاق استخدامها خطوة مهمة نحو تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري بما يتيح للشركة تحقيق النمو المستدام ومعادلة تأثير الانبعاثات الكربونية.

وتأتي الاتفاقية في إطار التزام الطرفين بالأجندة الوطنية لدولة الإمارات 2021 والمخطط الرئيسي لإدارة النفايات في أبوظبي 2040، والتي تهدف إلى تحويل النفايات البلدية الصلبة بعيدا عن مكبات النفايات بنسبة 75 بالمئة.

وأكد سالم خلفان الكعبي مدير عام “تدوير” بالإنابة أن مذكرة التفاهم بين الجانبين تأتي ضمن التزام “تدوير” بتنفيذ استراتيجيات تدعم استدامة عمليات إدارة النفايات عبر ما يقدمه المركز من حلول مبتكرة للتخلص السليم من النفايات البلدية والصناعية

الاتفاقية تأتي ضمن أهداف أبوظبي للاستفادة من 75 بالمئة من نفايات الإمارة بحلول 2021
الاتفاقية تأتي ضمن أهداف أبوظبي للاستفادة من 75 بالمئة من نفايات الإمارة بحلول 2021

وعقب الدراسة المبدئية سوف تعمل الاتحاد للطيران و”تدوير” على استكشاف إمكانية تبني المشروع بصورة طويلة الأمد والعمل جنبا إلى جنب مع مجموعة إضافية من الشركاء المتخصصين.

كما سيتم تشكيل لجنة عمل مشتركة من الطرفين تتولى التنسيق لمتابعة التقدم المحرز في المشروع والبحث عن فرص أخرى للتعاون في مجال تعويض تأثير الانبعاثات الكربونية.

وبالإضافة إلى فوائده البيئية فإنه من المتوقع أن يساهم المشروع كذلك في منافع اقتصادية على صعيد التكلفة التشغيلية للرحلات الجوية، حيث يمكن أن تصبح تكلفة الإنتاج أقل بنسبة 50 بالمئة عن متوسط أسعار الوقود التقليدي للطائرات.

وستعزز هذه الخطوة من أهمية عمليات تحويل النفايات إلى طاقة متجددة كونها أحد المجالات، التي يمكن من خلالها تقليل حجم الانبعاثات الكربونية الناتجة عن قطاع الطيران والذي يمثل حاليا 2 بالمئة من الانبعاثات عالميا.

واستنادا إلى آخر الدراسات والتقديرات المتخصصة بقطاع الطيران، فإن إنتاج وقود الطائرات المستدام والمتجدد على المدى الطويل يمكن أن يتيح للاتحاد للطيران تقليل الانبعاثات الكربونية الناتجة عن عملياتها بنسبة تصل إلى 90 بالمئة.

ويقدر حجم النفايات البلدية في أبوظبي، التي يمكن تحويلها إلى وقود للطائرات أو موارد أخرى للطاقة بنحو 700 ألف طن سنويا.

ويهدف المشروع المستقبلي إلى دعم جهود تدوير المحلية لتحقيق الاستدامة. وتشمل مشاريع الوقود المستدام الأخرى التي تتولى “تدوير” تنفيذها مرفق إعادة تدوير زيوت الطهي وتحويلها إلى وقود حيوي والذي من المقرر افتتاحه هذا العام.

وتمتلك الاتحاد للطيران خبرات واسعة في هذا المجال من خلال عضويتها في اتحاد أبحاث الطاقة الحيوية المستدامة، الذي يشرف على المبادرة الأولى من نوعها على مستوى العالم لإنتاج الغذاء والوقود في الأراضي الصحراوية المروية بمياه البحر.

وتهدف هذه المبادرة إلى إنتاج الوقود الحيوي من بذور النباتات المزروعة باستخدام مياه البحر والمواد المغذية الناتجة عن نظام للزراعة المائية الصديقة للبيئة الذي يوفر كذلك مصدرا مستداما لتربية الأحياء المائية.

11