مشروع كلمة يصدر كتاب كِرستن إكسل عن المنحوتات العربية

الكتاب يرصد أبرز النقوش العربية القديمة التي تحاول من خلالها الكاتبة كرستن إكسل الوصول إلى ربط المنحوتات مع نظائرها في الشعر العربي الجاهلي.
الخميس 2022/06/09
المنحوتات والنقوش وثائق خالدة

أبوظبي- أصدر مشروع ” كلمة ” في مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، كتاب “المعنى في المنحوتات العربية الشمالية القديمة”، من تأليف كِرستن إكسل، ونقله إلى العربية الدكتور يحيى عبابنة والدكتورة مودة عبابنة، وراجع الترجمة الدكتور محمود مبارك عبيدات.

وتبرز أهمية الكتاب من مصدر معلوماته الموثقة في النقوش والمنحوتات، فقد صور أصحابها في منحوتاتهم جميع أحوالهم الحياتية، ورسموا صورة للإنسان العربي، وأبرزوا جوانب شخصيته وطريقة تفكيره، مما جعل مؤلفة هذا الكتاب تحاول المقارنة بين صورتهم في نقوشهم وتلك الصورة التي يقدمها الشعر الجاهلي، على الرغم من أن هذه المنحوتات تعود إلى عصر أبعد من عصر الأدب الجاهلي.

وتعتبر الآثار والنقوش مصادر أساسية لمن يقدم على التأْريخ لشبه الجزيرة العربية في الفترة السابقة للإسلام، حيث نستطيع عن طريقها أن نرسم صورة واضحة في حدود الإمكان لمجتمع شبه الجزيرة في تلك الفترة في كل جوانب حياته، سواء في ذلك نشاطه الاقتصادي والموارد التي كان يعتمد عليها في ممارسة هذا النشاط، أو تكوينه الاجتماعي بطبقاته وفئاته، أو معتقداته وعباداته التي كان يؤمن بها ويتصرف بدرجات متفاوتة في دائرة اقتناعه بها، أو نظمه السياسية التي كانت تربط بين أفراده وما تمليه ظروفهم من تكتلات صغيرة أو كبيرة قد تكون عشيرة أو قبيلة أو مجموعة قبائل أو إمارة أو مملكة، أو علاقاته الخارجية بالمجتمعات الأخرى التي تحيط به ويحتك بها بصورة أو بأخرى.

◙ كِرستن إكسل حاولت إبراز عدد من الموضوعات أهمها الطريقة المنهجية التي تعاملت فيها مع المنحوتات من حيث تحديد المشكلة والمنهج والهدف

◙ الكتاب يعتبر مصدر معلومات موثقة في النقوش والمنحوتات العربية التي صور أصحابها فيها جميع أحوالهم

والنقوش عبارة عن نصوص تركها لنا مجتمع شبه الجزيرة في العصور السابقة للإسلام، إما محفورة بشكل سريع على واجهات الصخور، أو محفورة بشكل منظم، وعادة ما يكون منمقا على جدران المعابد أو المنازل أو على واجهات الأضرحة أو شواهد القبور، أو مختومة على ألواح أو رُقُم طينية تحرق بعد أن تسجل عليها هذه النصوص.

ويمكن القول عن كتاب “المعنى في المنحوتات العربية الشمالية القديمة” وهو يرصد أبرز النقوش العربية القديمة، إنه من الدراسات الجديدة في نظرتها إلى كتابة اللهجات العربية البائدة: الصفاوية والثمودية واللحيانية، مع تركيزها على النقوش الصفاوية، فهي تنظر إليها نظرة كلية لا تعتمد التجزئة التي يعتمدها كثير من الباحثين الغربيين وحتى العرب، إذ تعتمد على النقوش في بيئاتها، وهذه النقوش مقروءة في الغالب، ولكن قراءتها كانت تعتمد الطريقة التقليدية النمطية التي سادت في بدايات الاهتمام بقراءة النقوش، وهي طريقة مفيدة تقدم مادة النقش الموثقة التي تعد خطوة من الخطوات التي يمكن اعتمادها في دراسة أساليب الحياة واللغة فيها.

وانصب جهد المؤلفة على إبراز عدد من الموضوعات، أهمها الطريقة المنهجية التي تعاملت فيها مع المنحوتات من حيث تحديد المشكلة والمنهج والهدف، محاولة الوصول إلى ربط هذه المنحوتات مع نظائرها في الشعر العربي الجاهلي، معتمدة على عدد من شعراء الجاهلية وبعض شعراء العصر الإسلامي.

وحدّدت المقصود بأصحاب هذه النقوش مركزة على النقوش العربية الصفاوية والثمودية واللحيانية والحسمائية المتناثرة في جزيرة العرب وبواديهم الأخرى، وقد اهتمت بالفن الصخري والكتابة على الجدران في محاولة منها لربط الحضارة العربية الجاهلية بنظائرها من الحضارات القديمة في أوروبا وأفريقيا وأميركا، وهو أمر حاولت فيه إثبات أن الناس كافة كانوا يستخدمون هذه الفنون للتعبير عن أوجه الحياة المختلفة.

وكان مما قدمته في هذا الكتاب تلك النتائج المهمة عن التتابعات والنص والموتيفات والصور والكتابات والرموز القداسية محاولة ربط الكتابات العربية الثابتة مع الكتابات الأخرى في المنطقة، كالإغريقية والرومانية وغيرهما، بل إنها وصلت إلى مقارنة ذلك ببعض الكتابات الإسلامية المبكرة.

ويذكر أن المؤلفة كِرستن إكسل حاصلة على الدكتوراه في اللغة العربية من جامعة غوتنبرغ عام 1980 عن رسالتها “أسلوب الإضافة في اللهجات العربية الحديثة”، عملت أستاذةً في اللغة العربية من سنة 1988-2001 في جامعة ستوكهولم، ثم عملت أستاذة لفقه اللغات السامية في جامعة كوبنهاغن من 2001-2013، وتعمل منذ العام 2013 إلى الآن أستاذا زائرا في جامعة ستوكهولم.

وهي مهتمة بالتغيرات التاريخية في اللغة العربية وآدابها والتبادل الثقافي بين العالم العربي وأوروبا. ومن مؤلفاتها: “دراسات في الأدب العربي والثقافة الفارسية”، و”دراسات في الصورة الشعرية في شرق آسيا وحوض المتوسط”، و”الحدود وما وراءها: تقاطع والتقاء في الأدب العربي الحديث”، و”وصف الماء في الشعر الجاهلي”، و”المعنى في المنحوتات العربية الشمالية القديمة”.

14