مشروع قانون أميركي يجبر عمالقة التكنولوجيا على الدفع لناشري الأخبار

تشريع أميركي جديد يوفر فرص متساوية للمنشورات الإخبارية.
الخميس 2022/08/25
هل ستدفعان

واشنطن - تدعم صناعة الصحف المحلية في الولايات المتحدة قانون المنافسة والمحافظة على الصحافة المقترح لإجبار شركات التكنولوجيا الكبرى على الدفع للناشرين، مقابل تجميع قصصهم الإخبارية عبر الإنترنت.

ويهدف التشريع إلى توفير فرص متساوية للمنشورات الإخبارية، مما يتيح لها التفاوض بشكل جماعي مقابل رسوم محتوى سنوية من غوغل وميتا (فيسبوك سابقا) التي تهيمن على سوق الإعلانات الرقمية.

وانخفضت عائدات الإعلانات في الصحف بأكثر من 80 في المئة بعد أن وصلت إلى 49.4 مليار دولار في عام 2005، وانخفضت إلى 9.6 مليار دولار في عام 2020، وفقا لمركز بيو للأبحاث.

آمي كلوبوشار: تضمن تشريعاتنا المكونة من الحزبين أن تكون وسائل الإعلام قادرة على الانخراط في مفاوضات  للحصول على تعويض عادل 

وقال السناتور آمي كلوبوشار، أحد الرعاة الرئيسيين لمشروع القانون، في بيان “تضمن تشريعاتنا المكونة من الحزبين أن تكون وسائل الإعلام قادرة على الانخراط في مفاوضات بحسن نية للحصول على تعويض عادل من شركات التكنولوجيا الكبرى التي تستفيد من محتواها الإخباري، مما يسمح للصحافيين بمواصلة عملهم النقدي المتمثل في إبقاء المجتمعات على اطلاع دائم”.

ولم يستجب ميتا وغوغل للتشريع المقترح، وسيغطي التشريع الآلاف من الصحف المحلية والإقليمية، وقال التقرير إن مشروع القانون يشمل أيضا محطات البث التلفزيوني والإذاعي المحلية التي تنشر محتوى إخباريا رقميا أصليا.

وتهيمن شركتا وميتا على حوالي نصف سوق الإعلانات الرقمية الأميركية التي تبلغ قيمتها حوالي 250 مليار دولار.

وذكر التقرير أنه يجب على ناشري الأخبار المؤهلين تحديث محتواهم أسبوعيا على الأقل، وأن يكون لديهم أقل من 1500 عامل بدوام كامل، وإعطاء ما لا يقل عن 25 في المئة من محتواهم للمسائل ذات الاهتمام العام الحالي.

وسبق للرئيس التنفيذي لميتا مارك زوكربيرغ أن أعرب عن خيبة أمله بسبب الجهود التنظيمية في جميع أنحاء العالم التي تتطلع إلى إجبار منصات مثل فيسبوك وغوغل على الدفع للناشرين مقابل أي محتوى إخباري متاح على منصاتهم.

وقالت مصادر إن مثل هذه التحركات قللت من حماس زوكربيرغ لجعل الأخبار جزءا أكبر من محتوى فيسبوك.

 ويذكر أنه في عام 2019 وافق فيسبوك (ميتا حاليا) على دفع رسوم الترخيص لصحيفة “وول ستريت جورنال” و”نيويورك تايمز” و”واشنطن بوست” و”شيكاغو تريبيون”، وآخرين.

عائدات الإعلانات في الصحف انخفضت بأكثر من 80 في المئة بعد أن وصلت إلى 49.4 مليار دولار في عام 2005

وأبرمت ميتا مع هذه المؤسسات الإعلامية اتفاقيات لنشر مجموعات مختارة من التقارير والمقالات في فيسبوك مجانا للقراء في صفقات مدتها ثلاثة أعوام تنتهي خلال العام الحالي.

وبعد أن سجلت أول انخفاض في الإيرادات على الإطلاق في الربع الثاني من هذا العام، قالت ميتا إنها لن تدفع بعد الآن للناشرين الإخباريين لتجميع القصص المنسقة.

وقال متحدث باسم الشركة في بيان “معظم الناس لا يأتون إلى فيسبوك من أجل الأخبار، وكشركة تجارية، ليس من المنطقي الإفراط في الاستثمار في المجالات التي لا تتوافق مع تفضيلات المستخدم”، وأنفق فيسبوك حوالي 105 ملايين دولار على مثل هذه الصفقات، ودفع 20 مليون دولار لصحيفة “نيويورك تايمز”، و10 ملايين دولار لصحيفة “وول ستريت جورنال”، و3 ملايين دولار لشبكة “سي.إن.إن”.

ويرى الناشرون أنه عندما ينشر محرك بحث أو ناقل للأنباء حرفيّا منتج صحيفة أو وكالة، فمن الطبيعي أن يدفع مقابلا ماليا لوسائل الإعلام، فالصحافة الجيدة كلفتها مرتفعة، وأحيانا يدفع الصحافيون حياتهم أثناء تغطية أحداث تتناقلها منصات شركات الإنترنت دون أن تقدم مقابلا.

16