مشروع سويسري لإنتاج وقود اصطناعي مستدام في المغرب

سينهيليون تخطط لاستثمار مليار دولار في المغرب من أجل تطوير مشروع لإنتاج الوقود الشمسي بالاعتماد على الموارد الشمسية بشكلٍ أساسي.
الاثنين 2025/02/10
قريبا في المغرب، ترقبونا

الرباط - كشفت سينهيليون السويسرية الناشئة الأحد أنها تنوي الاستثمار في المغرب من خلال مشروع بيئي فريد من نوعه لإنتاج وقود اصطناعي مستدام، وهي خطوة ضمن سلسلة أعمال تقوم بها الشركة في عدد من الأماكن في أوروبا.

وبحسب جيانلوكا أمبروسيتي الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك للشركة، الذي تحدث لبلومبيرغ الشرق، فإن سينهيليون تخطط لاستثمار مليار دولار في المغرب من أجل تطوير مشروع لإنتاج الوقود الشمسي، بالاعتماد على الموارد الشمسية بشكلٍ أساسي.

وكان مسؤولون في الشركة قد التقوا وزير الاستثمار المغربي كريم زيدان، على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي دافوس، الشهر الماضي وعرضوا عليه فكرة المشروع الاستثماري.

ويمكن الوقود الشمسي الصناعات من خفض بصمتها الكربونية المباشرة بشكل كبير وتطوير خارطة طريق نحو الحياد الكربوني، وقد دشنت سينهيليون أول منشأة لها في الغرض أطلقت عليها اسم “داون” خلال العام الماضي بمدينة يوليش الألمانية.

وتعتمد الشركة التي تأسست في عام 2016 تقنية تم تطويرها من قِبل علماء في المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ تُسمى “من الشمس إلى السائل.”

ويتم ذلك من خلال إنشاء حقول تضم مرايا تتبع مسار الشمس وتعكس أشعتها على برج يعمل على تركيز الأشعة حتى تصل درجة الحرارة إلى أكثر من ألف درجة مئوية.

جيانلوكا أمبروسيتي: طاقة إنتاج المنشأة التي نعتزم بناءها تبلغ 100 ألف طن
جيانلوكا أمبروسيتي: طاقة إنتاج المنشأة التي نعتزم بناءها تبلغ 100 ألف طن

ويتم إنتاج الوقود الشمسي عن طريق التمثيل الضوئي الاصطناعي، أو التفاعل الكيميائي الحراري، ويستخدم الضوء كمصدر للطاقة، إذ يتم تحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كيميائية، عادة عن طريق تخفيض الپروتون إلى الهيدروجين أو الكربون إلى مركبات عضوية.

وتتيح هذه التقنية تخزين جزء من الطاقة الشمسية لاستخدامها أثناء غياب الشمس في الليل، أو عندما تكون السماء ملبدة بالغيوم، وهو ما يتيح التشغيل المستمر للمفاعلات، وبالتالي تزداد قدرة المصنع بشكل لافت، كما تنخفض النفقات الرأسمالية.

ويمكن استخدام هذا النوع من الوقود في قطاعات مثل الطيران والشحن والنقل البري، التي تعتمد اعتمادًا كبيرًا على الوقود الأحفوري.

وقال أمبروسيتي “بعد ألمانيا وإسبانيا، نطمح لتطوير مشروعنا القادم في المغرب لأنه يتوفر على ظروف مناسبة لتوسيع نطاق إنتاج الوقود المتجدد بفضل موارده الشمسية الاستثنائية، وتوافر المواد الخام، والقطاع الصناعي القوي.”

وأضاف “تعتمد عملية إنتاج هذا الوقود الشمسي على تركيز الأشعة الشمسية في مفاعل حراري يُضاف إليه الميثان وثاني أكسيد الكربون والماء، ثم يتم تحويل البخار والغازات الناتجة عن العملية إلى سائل من وقود البنزين أو الديزل أو وقود الطائرات.”

وأوضح أن المشروع الذي تعتزم الشركة تطويره في المغرب سيكون بطاقة إنتاجية تناهز 100 ألف طن من الوقود.

ولم يذكر أمبروسيتي الكلفة التقديرية للمشروع، لكنه أشار إلى أن تمويله سيعتمد مزيجا من القروض البنكية وبيع الأسهم، وأيضا إمكانية الحصول على دعم حكومي.

وسبق أن حصلت شركة سينهيليون على تمويلات حكومية أوروبية، كما تحظى بدعم من شركات مثل طيران لوفتهانزا، وشركة الطاقة الإيطالية إيني، ومجموعة أماغ التي تُعتبر أكبر مستورد للسيارات في سويسرا.

ونوّه الرئيس التنفيذي للشركة بأن التقنية الجديدة المعتمدة “أثبتت فاعليتها وخلوها من المخاطر، وهو ما يشجع على توسيع نطاق اعتمادها على مستوى العالم.”

وتستهدف الشركة على المدى الطويل تحقيق تنافسية في كلفة إنتاج وقودها بالوصول إلى دولار أميركي واحد للتر الواحد لتكون منافسة مع أنواع الوقود الأخرى، بما يسهم في استخدام الوقود الشمسي في قطاع النقل لاسيما الجوي، بحسب أمبروسيتي.

ودخلت سينهيليون وشركة بيلاتوس للطائرات في تعاون إستراتيجي بهدف تسريع توسيع نطاق الوقود الشمسي للطيران. كما أصبحت بيلاتوس مساهمًا في سينهيليون، ما يعزز التزامها بإزالة الوقود الأحفوري من الطيران بشكل نشط.

كما قامت الشركة السويسرية وشركة سيمكس بتوسيع تكنولوجيتهما إلى مستويات قابلة للتطبيق صناعيا. ويشمل ذلك الإنتاج المستمر للكلنكر، وهو الجزء الأكثر استهلاكًا للطاقة في تصنيع الإسمنت، باستخدام الحرارة الشمسية فقط.

11