مشروع تجريبي واعد لاحتجاز الكربون في سلطنة عمان

المشروع يجسّد مساعي الشركة في زيادة إنتاج الوقود الأحفوري بشكل مستدام وخفض الانبعاثات الكربونية في عملياتها والعمل نحو تحقيق الحياد الكربوني الصفري.
الجمعة 2023/12/01
تسريع وتيرة التحول النظيف

مسقط- أطلقت سلطنة عمان مشروعا تجريبيا لاحتجاز الكربون وهي خطوة تؤكد اهتمام الحكومة بتسريع وتيرة التحول النظيف وفق خطة كانت قد أعلنت عنها قبل أشهر لمعاضدة الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ.

وبدأت شركة تنمية نفط عُمان الحكومية في تنفيذ مشروع موسّع لاستخدام ثاني أكسيد الكربون في الاستخلاص المُعزز للنفط في شمال منطقة امتيازها.

ويجسّد المشروع مساعي الشركة في زيادة إنتاج الوقود الأحفوري بشكل مستدام وخفض الانبعاثات الكربونية في عملياتها والعمل نحو تحقيق الحياد الكربوني الصفري في غضون ثلاثة عقود من الآن.

ويهدف المشروع التجريبي إلى تفادي المخاطر وتسريع التطوير الموسع للاستخلاص المُعزز للنفط، إذ سيجري خلال الأشهر الثلاثة القادمة اختبار الحقن المستمر لثاني أكسيد الكربون في المكمن يليه حقن على المدى البعيد يستمر لمدة تصل إلى عام.

سالم العوفي: المشروع يعد دليلا على التزام الحكومة بالحلول المستدامة
سالم العوفي: المشروع يعد دليلا على التزام الحكومة بالحلول المستدامة

ويسعى هذا النهج الإستراتيجي لاستخراج كميات كبيرة من النفط من باطن الأرض ما يمهّد الطريق لمشروع كبير مستدام للاستخلاص المُعزز للنفط باستخدام ثاني أكسيد الكربون في منطقة امتياز شركة تنمية نفط عُمان.

وأوضح سالم العوفي وزير الطاقة خلال إطلاق المشروع الأربعاء الماضي أن احتجاز الكربون يؤكد التزام شركة تنمية نفط عُمان بتعزيز الإنتاج وخفض انبعاثات الكربون في عملياتها.

ونسبت وكالة الأنباء العمانية الرسمية إلى العوفي قوله إن “المشروع يعد دليلا على التزام سلطنة عُمان بالحلول المستدامة في السعي لتحقيق مستقبل أكثر مراعاةً للبيئة في إطار تحقيق الحياد الكربوني الصفري بحلول عام 2050”.

وتشكل الاستدامة ركيزة أساسية ضمن إستراتيجية الشركة طويلة المدى الهادفة إلى خفض الانبعاثات من عملياتها، وكذلك الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة والوقود منخفض الانبعاثات.

وتعمل الحكومة على إنشاء سلسلة قيمة عالمية لإنتاج الهيدروجين الأخضر، ونشر تقنيات وحلول مناخية مبتكرة، وتعزيز مشاريع الطاقة التي يتم إنتاجها من الشمس والرياح.

وأكد ستيف فيمستر المدير العام لشركة تنمية نفط عُمان أن المشروع يمثّل خطوة مهمة في رحلة الشركة نحو تحقيق الحياد الكربوني الصفري مع تعزيز القيمة من الموارد الطبيعية المتاحة.

ومن المتوقع أن يبدأ البلد قريبا في توليد العديد من الطاقة المتجددة لاستخدامات الكهرباء والهيدروجين الأخضر ما يتطلب هذا التغيير في مزيج الطاقة إلى التخزين.

ويعد البلد الخليجي، الأضعف اقتصاديا بين جيرانه الخليجيين، واحدا من عدة دول في الشرق الأوسط، بما في ذلك السعودية ومصر والمغرب التي تسعى إلى أن تصبح من كبار المصدرين للهيدروجين الأخضر في العقد المقبل.

1

مليون طن على الأقل من الهيدروجين الأخضر ينتج سنويا بحلول نهاية هذا العقد

وتهدف البلاد إلى إنتاج مليون طن على الأقل من الهيدروجين الأخضر سنويا بحلول نهاية هذا العقد، بحيث ترتفع إلى نحو 8 ملايين طن بحلول عام 2050.

وذكرت وكالة الطاقة الدولية من خلال تحليل أعدته مؤخرا أن خارطة الابتكار الصناعي في السلطنة يجب أن تعتمد الهيدروجين محركا اقتصاديا جديدا حيث يمكن للبلاد أن تكون سادس أكبر مُصدر لهذا المورد.

ويرى خبراء الوكالة أيضا أنه يمكن أن تنظر الخارطة إلى الهيدروجين على أنه عامل ربط يجمع بين التكنولوجيا والطاقة والاقتصاد في سرد مشترك للاقتصاد الكلي.

وقالوا في تقرير إن “الخارطة يجب أن تتضمن رقمنة أنظمة الطاقة المتجددة حيث ستسمح تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والتعلم الآلي لسلطنة عُمان بتعزيز إنتاج الطاقة وتخزينها وتوزيعها، وحلول تخزين الطاقة المتقدمة”.

وفي العام الماضي دشنت سلطنة عمان أول منشأة لتدوير الكربون في المنطقة الحرة في مدينة صحار، الذي تبلغ طاقته الإنتاجية نحو 600 ألف طن سنويا من الفحم البترولي المكلسن، ونحو 24 ميغاواط من الكهرباء سنويا عبر البخار المنتج.

ومصنع سانفيرا للكربون عبارة عن مشروع مشترك بين الشركة العُمانية لتنمية الاستثمارات الوطنية (تنمية)، وشركة المتحدة للأعمال التجارية العمانية، وشركة سانفيرا للصناعات المحدودة الهندية.

10