مشروع المدينة السعودية المستقبلية يبحث صفقة حوسبة سحابية

الرياض- قال مسؤول تنفيذي كبير إن مشروع مدينة نيوم المستقبلية السعودي يجري محادثات مع شركات لاختيار شريك رئيسي من أجل أول صفقاته في الحوسبة السحابية، والذي يضع الأساس للخدمات فائقة التكنولوجيا في منطقته الرئيسية للأعمال التي تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار.
تأتي المحادثات مع شركات تكنولوجيا محلية وعالمية، بعد الشراكة في الآونة الأخيرة بين شركة تابعة لعملاق النفط أرامكو السعودية وغوغل لتقديم خدماتها السحابية للمملكة، كما أبرمت شركة الاتصالات السعودية صفقة مماثلة مع علي بابا كلاود.
وقال جوزيف برادلي رئيس قطاع العلوم التقنية والرقمية في نيوم في تصريحات صحافية “من منظور حوسبي، نرى الكثير من الفرص لشراكات مع مزودين كبار، نحن في المراحل النهائية للمفاوضات مع عدد منهم”.
وأعلنت نيوم، وهي مدعومة من الصندوق السيادي السعودي صندوق الاستثمارات العامة الذي يبلغ حجمه 400 مليار دولار، في العام الماضي عن صفقة مع مجموعة إس.تي.سي السعودية لإنشاء شبكة لتكنولوجيا الجيل الخامس من أجل المدن “الإدراكية” التي تخطط لها.
والمشروع الرئيسي لنيوم هو منطقة خالية من انبعاثات الكربون تسمى ذا لاين. وقال برادلي، وهو مسؤول تنفيذي سابق في سيسكو سيستمز، إن بناءها سيبدأ هذا العام ومن المقرر إتمام المرحلة الأولى بحلول 2025.
والخطة التي كشف عنها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في العاشر من يناير، هي أول مشروع بناء رئيسي بهدف تنويع موارد اقتصاد أكبر مصدر للنفط في العالم.
كما تعتزم نيوم بناء نظام تشغيل يشمل كافة المدينة معتمد على الذكاء الاصطناعي في منطقة الأعمال لاستغلال أفضل لبيانات سكانها.
ويُعد مشروع نيوم المستقبلي والسياحي أحد المشاريع العملاقة ضمن المحفظة الاستثمارية المتنوعة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، والهادفة إلى تنويع موارد المملكة المعتمدة بشكل كبير على الصادرات النفطية.
وأعلنت إدارة نيوم في وقت سابق عن تقديم ذا لاين؛ وهي مدينة مليونية بطول 170 كلم، تحافظ على 95 في المئة من الطبيعة في أراضي نيوم، صفر سيارات، صفر شوارع وصفر انبعاثات كربونية.
ويهدف تصميم “ذا لاين” إلى جعل المشي نمطا أساسيا للحياة، كما سيسهم التطوير الكامل متعدد الاستخدامات في إمكانية الوصول بكل سهولة إلى المرافق والحدائق العامة، وكذلك الطبيعة المحيطة بالمجتمعات.
ويُعد هذا التصميم الفريد نموذجا في تصميم المجتمعات الإدراكية، إذ يعيد الطابع البشري إلى الحياة الحضرية، ويُمكّن العيش في وئام مع الطبيعة في القرن الحادي والعشرين وما بعده.
ووفق بيان أصدرته نيوم، ستضم المدينة مراكز طبية ومدارس ومرافق ترفيهية، بالإضافة إلى مساحات خضراء ووسائل مواصلات فائقة السرعة، ويتوقّع ألا تستغرق أبعد رحلة في “ذا لاين” أكثر من 20 دقيقة.
وأوضحت أن مجتمعات “ذا لاين” ستُدار بالاعتماد الكامل على تقنيات الذكاء الاصطناعي، و”ستعتمد بالكامل على الطاقة النظيفة بنسبة 100 في المئة”.
وسيبدأ العمل في مشروع “ذا لاين” في الربع الأول من عام 2021، وسيوفر 380 ألف فرصة عمل، وسيحفز التنويع الاقتصادي بإضافة 180 مليار ريال سعودي (أكثر من 39 مليار يورو/ نحو 48 مليار دولار) إلى الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030.
وكانت نيوم قد وقعت في ذروة أزمة انهيار أسعار النفط في يوليو 2020 اتفاقية بقيمة خمسة مليارات دولار مع شركة “إير برودكاتس” الأميركية العالمية الرائدة في مجال الغازات الصناعية، وشركة “أكوا باور” السعودية، وهي مطوِّر ومستثمر ومشغل لمجموعة من محطات توليد الكهرباء وتحلية المياه مملوكة بنسبة 40 في المئة لصندوق الاستثمارات السيادي السعودي، من أجل تطوير مشروع للطاقة المتجددة.
وبعدها بأيام، منحت شركة البحر الأحمر للتطوير أكبر عقد لها حتى الآن، حيث وقعت شركات سعودية لبناء مطار من تصميم أستوديو “فوستر آند بارتنرز” البريطاني العالمي للهندسة المعمارية. وتتوقع منح عقود إضافية تزيد قيمتها على مليار دولار قبل نهاية السنة الحالية ضمن مشروع مدينة نيوم التي تعد الأكثر طموحا.