مشروع إماراتي يوفر مصادر مياه تعمل بالطاقة الشمسية في السودان

المشروع يساعد في معالجة مشكلة رئيسية تتمثل في المسافة الطويلة التي كان على القرويين وخاصة النساء والأطفال، قطعها للوصول إلى مصدر المياه.
السبت 2022/12/24
بلا تدافع ستحصلون على حصتكم

تلكوك (السودان) - وفرت مبادرة "ما بعد 2020" التي تقودها الإمارات وأطلقتها جائزة زايد للاستدامة وشركاؤها، مصدرا آمنا للمياه لنحو 20 ألفا من سكان قريتي تاويت وتهجر الواقعتين شرق السودان باستخدام التكنولوجيا.

وقامت شركة براكتيكال أكشن بتركيب حوضين صغيرين للمياه يعملان بالطاقة الشمسية وفق نظام ضخ المياه الجوفية لتوفير 20 لترا من المياه يوميا لسكان القريتين، وذلك بهدف تعزيز إمكانية الوصول إلى المياه، وتحسين مستويات النظافة والصحة لدى السكان.

وبراكتيكال أكشن الفائزة بجائزة زايد للاستدامة عام 2017، هي منظمة غير ربحية يقع مقرها في المملكة المتحدة، وتعمل ضمن عدد من المجتمعات لتطوير حلول مبتكرة ومستدامة للتغلب على التحديات التي تواجهها هذه المجتمعات.

وتقع القريتان في محلية تلكوك المكتظة بالسكان في محافظة كسلا، ويعتبر سكان المنطقة من الرعاة الرحل الذين يربون الماشية ويتنقلون موسميا عبر مساحات شاسعة بحثا عن أماكن ملائمة للرعي تتوفر فيها إمدادات المياه.

سارة روبرتس: من شأن المبادرة أن تساهم في تحسين سبل الوصول للمياه
سارة روبرتس: من شأن المبادرة أن تساهم في تحسين سبل الوصول للمياه

ويعاني السودان منذ عقود من نقص كبير في الاستثمارات اللازمة لتحقيق الاستغلال الأمثل للمياه في القطاع الزراعي لأسباب أبرزها العقوبات الاقتصادية الأميركية التي كانت مفروضة على البلاد.

ووفق بيانات وزارة الري، تتنوع مصادر المياه في السودان وتمتد من المصدر الرئيسي لروافد نهر النيل إلى البحيرات ومياه الأمطار التي يتم تجميعها في السدود والآبار المتواضعة.

وتبلغ حصة البلد حسب اتفاقية مياه النيل عام 1959، نحو 18.5 مليار متر مكعب، بينما يبلغ متوسط الأمطار السنوي في البلاد نحو 400 مليار متر مكعب.

وتنتشر المياه الجوفية في أكثر من 50 في المئة من مساحة السودان، ويقدر مخزونها المتجدد بنحو 15.2 مليار متر مكعب، ولا يزيد ما يتم استغلاله منها على 1.3 مليار متر مكعب فقط.

وتقول التقارير الحكومية الرسمية إن البلد يواجه مخاطر حقيقية من بناء إثيوبيا لسد النهضة، الذي يقام قريبا من حدوده بسعة 74 مليار متر مكعب. ومن بين المخاطر احتمال انهياره، الذي يمكن أن يغرق مساحات واسعة من أراضي السودان.

وتشمل روافد النيل كلا من النيل الأبيض والأزرق وعطبرة وستيت والدندر والرهد، بينما تبلغ مساحة الأراضي الصالحة للزراعة وفقا للإحصاءات الرسمية نحو 200 مليون فدان، لا يستغل السودان منها سوى 20 في المئة.

وأثرت سنوات الجفاف المتتالية والبيئة الصعبة على حياة السكان، الذين تكبدوا خسائر كبيرة في الثروة الحيوانية وواجهوا أخطارا تهدد أسلوب حياتهم التقليدي.

وأدى ذلك إلى تقليل الهجرة الموسمية لرعي الماشية وجعلها لمسافات أقصر، كما كان لذلك تأثيرات على أنشطة الزراعة التي يمارسها السكان والتي تعتمد على الهطولات المطرية بسبب عدم قدرتهم على التنقل.

مبادرة "ما بعد 2020" توفر مصدرا آمنا للمياه لنحو 20 ألفا من سكان قريتي تاويت وتهجر

وتسبب التغير المناخي في هذه المناطق في انخفاض معدلات هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، وبالتالي انخفاض منسوب المياه الجوفية.

كما ازدادت معدلات الفيضانات الموسمية، والتي دمرت البنية التحتية لإمدادات المياه، فضلا عن تآكل التربة، وفقدان المحاصيل والماشية وتدمير الغابات والمراعي.

وقالت سارة روبرتس الرئيس التنفيذي لبراكتيكال أكشن في تصريح نقلته وكالة الأنباء الإماراتية الجمعة إن “من شأن المبادرة أن تساهم في تحسين سبل الوصول للمياه التي تعد أحد أهم الموارد التي يحتاجها السكان، وبالتالي تحسين الخدمات العامة الأساسية”.

وأظهرت دراسة أجرتها الشركة، التي لم تكشف عن تكلفة المشروع، خلال مرحلة التخطيط أن ما يصل إلى 21 في المئة من الأطفال في المجتمع المستهدف يعانون من أمراض الإسهال.

ويساعد المشروع في معالجة مشكلة رئيسية أخرى تتمثل في المسافة الطويلة التي كان على القرويين، وخاصة النساء والأطفال، قطعها للوصول إلى مصدر المياه.

وفي حال عدم توفر المركبات، سيتعين عليهم التنقل عبر التضاريس الوعرة سيرا على الأقدام، حيث تتراوح المسافة ما بين كيلومترين إلى أربعة كيلومترات.

وقامت المبادرة الإماراتية حتى الآن بتنفيذ 14 مشروعا قدمت حلولا بمجالات الطاقة والصحة والمياه والغذاء في مصر ولبنان ونيبال وتنزانيا وأوغندا والأردن وكمبوديا ومدغشقر وإندونيسيا وبنغلاديش والفلبين ورواندا والبيرو.

ويقول المشرفون عن المبادرة إنها ستتوسع لتشمل ست دول أخرى تم تحديدها لتنفيذ مشاريع ضمنها في المراحل المقبلة.

11