مشتريات الأجانب تعزز أرباح مطوري العقارات في دبي

دبي - واصل المطورون العقاريون في دبي جني ثمار طفرة قطاع البناء والتشييد، حيث استمرت الشركات في المدينة الإماراتية تحقيق قفزات في الأرباح ومبيعات قياسية.
واحتلت الإمارة المركز الثالث عالمياً من حيث أداء العقارات الفاخرة في 2024 بعدما سجلت أسعارها ارتفاعا بنسبة 16.9 في المئة، وفقا لمؤشر شركة الاستشارات العقارية البريطانية نايت فرانك للمدن.
وجاء هذا الطلب مدفوعا بالوافدين الذين استقروا في المدينة، إلى جانب المشترين الأجانب، الذين سارعوا للاستفادة من الطفرة العقارية.
وسجلت شركة إعمار للتطوير، ذراع الإنشاءات التابعة للمجموعة التي بنت أطول برج في العالم بدبي، أرباحاً قياسية بلغت 7.6 مليار درهم (ملياري دولار) في 2024، أي ضعف أرباحها في 2022.
كما تمكنت بن غاطي القابضة، إحدى أبرز شركات التطوير العقاري في الإمارة من مضاعفة أرباحها في العام الماضي، مقارنة بالعام السابق.
وفي أبوظبي المجاورة، تجاوزت الأرباح السنوية لشركة الدار العقارية توقعات المحللين، بعدما قفزت إيراداتها بنسبة 62 في المئة على أساس سنوي لتصل إلى 23 مليار درهم (6.23 مليار دولار).
من المتوقع أن تستمر أسعار العقارات في الارتفاع خلال العام المقبل. وتوقعت نايت فرانك في ديسمبر الماضي أن ترتفع الأسعار بشكل أكبر في 2025 بعد ارتفاعها بنسبة 20 في المئة بالفعل العام الماضي، وهو ما يشير إلى امتداد التعافي المستمر الذي بدأ بعد الوباء.
وذكرت الشركة في تقرير نشرته حينها أن قيم المساكن من المقرر أن ترتفع بنسبة 8 في المئة من السوق الإجمالية العام المقبل، بينما سترتفع بنسبة 5 في المئة في المتوسط للعقارات الفاخرة.
وأدى ارتفاع الأسعار في الإمارة بالفعل إلى ظهور العديد من أصحاب الملايين. وقدر التقرير أن ما لا يقل عن 95 ألفا من أصل 530 ألف منزل تم بيعها في دبي منذ عام 2002 تبلغ قيمتها الآن أكثر من مليون دولار.
ونسبت وكالة بلومبيرغ إلى محمد علي ياسين، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أوراكل للاستشارات والاستثمارات المالية قوله إن “نمو عدد السكان هو المُحرك الرئيسي لهذه الطفرة العقارية، ومن المرجح أن يستمر حتى 2025، وإن كان بوتيرة أبطأ.”
وشهدت سوق العقارات في دبي تراجعات حادة في السنوات السابقة، لكن الطفرة الحالية تمتد لفترة طويلة، مدفوعةً بسياسات الحكومة في التعامل مع الجائحة وتقديم تأشيرات مرنة.
وفي الوقت نفسه، وفي القطاع الفاخر في السوق العقارية للإمارة، بما في ذلك الفلل المطلة على الواجهة البحرية في الجزر الاصطناعية المصممة على شكل نخلة، من تدفق المستثمرين الأثرياء، ومن بينهم الروس الذين يسعون لحماية أصولهم.
الإمارة احتضنت مليونيرات العملات المشفرة ومصرفيون غادروا وظائفهم في آسيا من أجل البحث عن أعمال جديدة لهم في دبي
وفي الوقت نفسه، ساعد القطاع الفاخر في السوق العقارية للإمارة، بما في ذلك الفلل المطلة على الواجهة البحرية في الجزر الاصطناعية المصممة على شكل نخلة، على تدفق المستثمرين الأثرياء، ومن بينهم الروس الذين يسعون لحماية أصولهم.
كما احتضنت الإمارة مليونيرات العملات المشفرة ومصرفيون غادروا وظائفهم في آسيا من أجل البحث عن أعمال جديدة لهم في دبي.
ومع أن المكاسب لم تكن موزعةً بالتساوي، بدأت شركات أصغر اضطرت لإعادة الهيكلة خلال فترات التراجع السابقة، في تحقيق الأرباح.
ومن بين تلك الشركات ديار للتطوير التي ارتفعت أرباحها بنسبة 7.5 في المئة لتصل إلى 473.9 مليون درهم (129.5 مليون دولار) خلال العام الماضي.
وعلى الرغم من بعض النقاط الضعيفة، تبقى أسهم العقارات خياراً جذاباً للمستثمرين. وأوصى 12 محللا يتابعون الشركة الأم إعمار العقارية بشراء السهم الذي قفز بأكثر من 70 في المئة خلال العام الماضي.
وتعمل شركات التطوير العقاري على استثمار أرباحها الضخمة في تنفيذ مشاريع جديدة لاستقطاب المزيد من المشترين.
وقال ياسين “المطورون يطلقون مشاريع جديدة وسط توقعات بأن هناك حاجة لمساكن تستوعب القادمين الجدد من مختلف أنحاء العالم.”
وتقدر شركة نايت فرانك أن المطورين سيبنون 300 ألف منزل بحلول نهاية عام 2029 في سباقهم للاستفادة من الطلب المتزايد.
ويظل شراء العقارات هو الطريق المباشر للوصول إلى السوق، ولكن ارتفاع الأسعار طيلة 17 ربعا سنويا متتاليا جعل هذا الخيار بعيدا عن متناول الكثيرين.