مشاهير عالميون يهبّون لإنقاذ أستراليا من لهيب الحرائق

بادر نجوم من عالم السينما والغناء والرياضة إلى جمع تبرعات مالية هامة لإنقاذ غابات أستراليا من الحرائق التي اندلعت قبل موعدها وخلفت ضحايا وخسائر ترتفع مع تراخي الحكومة المحافظة التي رصدت أموالا لا تكفي لمقاومة كارثة أصبحت تهدد المدن والسكان.
كانبيرا - قاد مشاهير هوليوود ونجوم الغناء والرياضة الجهود المبذولة من أجل جمع الأموال لرجال الإطفاء وضحايا حرائق الغابات في أستراليا، في الوقت الذي يتعرض فيه رد فعل الحكومة المحافظة لانتقادات متزايدة، وتتخذ الشرطة إجراءات ضد أكثر من 180 شخصا بسبب جرائم تتعلق بإشعال حرائق الغابات.
وتعدّ لاعبة التنس الأسترالية المصنفة الأولى عالميا، آشلي بارتي (23 عاما)، أحدث نجوم الرياضة انضماما إلى جهود جمع التبرعات، حيث تعهدت بالتبرع لصالح مكافحة الحرائق بكامل قيمة الجائزة المالية التي ستحصل عليها في بطولة بريسبان الدولية، التي بدأت فعالياتها الاثنين، والتي ستحصل الفائزة بلقبها على جائزة قدرها 250 ألف دولار أميركي.
وتعاني ولايات شرق وجنوب أستراليا من أزمة حرائق الغابات منذ شهور.
وقالت السلطات إن الكثير من الحرائق نتج عن جرائم من مخربين، وبعضهم في عمر 16 عاما.
وقالت الشرطة، الاثنين، إنه تم اتهام ثلاثة أشخاص بخرق الحظر الشامل لإشعال النيران وسط خطر شديد من اشتعال الحرائق مطلع هذا الأسبوع.
وتعرض 60 منزلا على الأقل للتدمير جراء حرائق في ولاية نيو ساوث ويلز الجنوبية يوم السبت.
وقالت شرطة نيو ساوث ويلز، إنها اتخذت إجراءات قانونية تتراوح بين التحذيرات والمقاضاة الجنائية ضد 183 شخصا، من بينهم 40 حدثا في ما يتعلق بـ205 جرائم متعلقة بحرائق الغابات منذ نوفمبر.
وجمعت النجمة الكوميدية الأسترالية سيليست باربر (37 عاما)، مبلغا ضخما بلغ 16 مليون دولار أميركي في غضون يومين فقط، لمساعدة رجال الإطفاء في مكافحة حرائق الغابات الشرسة.
وقالت المؤلفة الأسترالية كليمنتين فورد (37 عاما) على صفحتها على موقع تويتر، إن “هذا المبلغ يعادل ضعف ما خصصه رئيس الوزراء سكوت موريسون للعام بأكمله.”
يشار إلى أن باربر، التي لديها 6.4 مليون متابع على تويتر، كانت قد حصلت على تعهدات من أكثر من نصف مليون شخص من جميع أنحاء العالم بالمشاركة في التبرعات.
وقد قام الكثير من المشاهير الآخرين بمشاركة الرابط الخاص بجمع التبرعات، من بينهم المغنية الأميركية لايزو (31 عاما)، والممثلتان ناتالي بورتمان (38 عاما)، وسيلما بلير (47 عاما).
وكتبت باربر على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، يوم الجمعة الماضي، وقد نشرت صورا للسماء المكتسية بالحمرة بسبب الحرائق التي كانت تقترب من منزل والدة زوجها في نيو ساوث ويلز، “إن الأمر مرعب، إنهم خائفون، إنهم بحاجة إلى مساعدتكم”. ثم قالت في اليوم التالي، إنه قد تم إجلاء أفراد عائلتها.
من ناحية أخرى، أعلنت نجمة هوليوود الأسترالية الأميركية الحائزة على جائزة الأوسكار، نيكول كيدمان (52 عاما)، أنها ستتبرع بنصف مليون دولار لصالح رجال الإطفاء.
وقالت على صفحتها على موقع إنستغرام، “تتوجه عائلتنا بدعمها وأفكارها وصلواتها لكل من تضرّروا من الحرائق في جميع أنحاء أستراليا“.
من جانبها، تعهدت نجمة البوب الأميركية “بينك” (40 عاما) بتقديم نصف مليون دولار أميركي لخدمات الإطفاء الأسترالية.
وكتبت المغنية، يوم السبت، تغريدة على موقع تويتر لمتابعيها على الموقع، والبالغ عددهم 32 مليونا، قالت فيها “أنا مدمرة تماما بعد مشاهدة ما يحدث في أستراليا حاليا بسبب حرائق الغابات المرعبة”.
وأضافت “أتعهد بتقديم تبرعات قيمتها 500 ألف دولار، بصورة مباشرة لخدمات الإطفاء المحلية التي تكافح بشدة على الخطوط الأمامية”.
وكان لاعب التنس الأسترالي الشهير نيك كيريوس، أطلق في الأسبوع الماضي شرارة جهود جمع التبرعات الهائلة بعد أن تعهد بالتبرع بمبلغ 200 دولار عن كل ضربة إرسال ساحق خلال موسم بطولات الصيف بأستراليا، من أجل خدمات حرائق الغابات.
وتبعه لاعبا التنس جون ميلمان وأليكس دي مينور، كما شاركهم لاحقا نجوم تنس آخرون من أمثال الرومانية سيمونا هاليب والتشيكية بيترا كفيتوفا.
وتم الإعلان في أستراليا عن معرض “رالي فور ريليف” في ملعب “رود لافر” في الـ15 من يناير الجاري، والذي من المرجح أن يضم بعضا من أفضل اللاعبين في العالم.
وتكافح حكومات الولايات والأقاليم في أستراليا المئات من حرائق الغابات الضخمة، ولكن الحكومة الاتحادية بقيادة رئيس الوزراء المحافظ سكوت موريسون، تعرضت لانتقادات شديدة بسبب عدم تخصيصها القدر الكافي من الموارد والتمويل.
وكان موريسون قد ذهب قبل أعياد الميلاد مباشرة في عطلة عائلية غير معلنة إلى هاواي بينما كانت أستراليا تحترق. وما زاد الأمور سوءا هو عدم تأكيد مكتب رئيس الوزراء أنه كان في إجازة.
وبعد اندلاع احتجاجات شعبية كبيرة، قطع رئيس الوزراء عطلته وعاد إلى أستراليا وقدم اعتذارا.
وأعلن موريسون، السبت، عن تعبئة ثلاثة آلاف فرد من قوات الدفاع المدني الاحتياطية، وعن تمويل إضافي قدره 20 مليون دولار، لاستئجار أربع طائرات إطفاء إضافية.
لكن منتقديه قالوا إن ذلك قليل للغاية، وأنه يأتي بعد فوات الأوان، لأن الحرائق قد دمرت بالفعل أكثر من 6 ملايين هكتار من الأراضي، وهي مساحة أكبر من حجم هولندا، كما تعرض أكثر من ألفي منزل للتدمير أو الضرر.
وقد تسببت الأدخنة الناتجة عن حرائق الغابات، في جعل تلوث الهواء في المدن الأسترالية، الأسوأ في العالم.
ولقي 24 شخصا على الأقل حتفهم في أستراليا خلال الموسم الحالي من حرائق الغابات، والذي كان قد بدأ في سبتمبر الماضي، أي قبل فترة كبيرة من موعده المعتاد. وقد تسببت حرائق الغابات في أضرار لجميع الولايات الست بأستراليا وإقليم واحد. وهناك أكثر من 200 من الحرائق التي ما زالت مشتعلة.