مشاهير تيك توك جنود من نوع خاص في الحرب الروسية – الأوكرانية

موسكو - أعدّت السلطات الروسية حملة دعاية إلكترونية مقابل مكافآت مالية بواسطة مشاهير على مواقع التواصل الاجتماعي “لتبييض” حربها ضد أوكرانيا.

وذكر التقرير الذي نشرته مجلة “دير شبيغل” أن “موسكو أجبرت عددا من المؤثرين الروس على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها تطبيق تيك توك، على تبني رواية الكرملين والترويج لها في أداء ومحتوى شبه متطابق”.

ودرج هؤلاء المشاهير على نشر مقاطع فيديو متشابهة منذ بداية شهر مارس الجاري على قنواتهم الخاصة بنفس الصياغة لتبرير الهجوم الروسي على أوكرانيا. ودعا غالبيتهم البيت الأبيض إلى الكف عن إشعال الحرائق في أوروبا.

وقالت المجلة الألمانية إن هذا “الإجراء الذي تورط فيه العديد من مشاهير السوشيال ميديا الروس تم تنسيقه بواسطة برقية سرية من السلطات الروسية تضمنت المواصفات التفصيلية حول المحتوى الذي يجب بثه أو المسارات الصوتية أو الرموز التعبيرية التي يجب استخدامها”.

وتم تزويد المؤثرين على تليغرام أيضا بنصائح حول كيفية التحايل على الحظر المفروض على تطبيق تيك توك، والذي يمنع فعليًا تحميل محتوى جديد في روسيا.

وفي السابع من مارس أعلن تيك توك أنه لم يعد بإمكان المستخدمين في روسيا تحميل مقاطع فيديو جديدة أو نشر بث مباشر بسبب الوضع القانوني المشدد، ولم يتضح بعد ما إذا كان المؤثرون قد حصلوا على مقابل أم لا، وسيكون عدد المشاهدات لكل مقطع فيديو لدى حساب كل مؤثر عامل الحسم في تحديد المكافأة.

من جانبها كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أن البيت الأبيض أطلع أصحاب حسابات تطبيق تيك توك المؤثرين على الأهداف الاستراتيجية للولايات المتحدة في أوكرانيا.

وأوضحت الصحيفة الأميركية أن موظفي مجلس الأمن القومي والمتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي أطلعوا 30 من نجوم تطبيق تيك توك المؤثرين خلال مؤتمر عقد بواسطة برنامج “زوم” على الأهداف الاستراتيجية للولايات المتحدة في المنطقة.

وذكرت “واشنطن بوست” التي حصلت على تسجيل للمؤتمر، أنه “مع تصاعد الأزمة الأوكرانية – الروسية، لجأ الملايين إلى تطبيق تيك توك للحصول على معلومات حول ما يحدث هناك في الوقت الفعلي”. وأضافت “قدمت مقاطع مصورة على منصة تيك توك بعض اللمحات الأولى عن التدخل العسكري الروسي، ومنذ ذلك الحين أصبحت منفذا أساسيا لنشر الأخبار للمستخدمين حول العالم”.

ويراقب البيت الأبيض عن كثب صعود منصة تيك توك كمصدر إخباري مهيمن، ما أدى إلى اتخاذ القرار بالاقتراب من مجموعة مختارة من الأسماء الأكثر نفوذا على المنصة.

وترأس الإحاطة على زوم كل من مات ميللر المستشار الخاص للاتصالات في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، وساكي ومدير الاستراتيجية الرقمية في البيت الأبيض روب فلاهيرتي.

وخلال المؤتمر قال فلاهيرتي “نحن ندرك أن هذا (تيك توك) يمثل وسيلة بالغة الأهمية في الطريقة التي يكتشف بها الجمهور الأميركي آخر المستجدات، لذلك أردنا التأكد من حصول أصحاب الحسابات المؤثرة ذات الشعبية على أحدث المعلومات من مصدر موثوق”. وبعد المؤتمر قال العديد من نجوم تيك توك إنهم شعروا بأنهم أصبحوا أكثر قدرة على فضح المعلومات الخاطئة، والتواصل بشكل فعال حول الأزمة الأوكرانية.