مشاهدة التلفزيون لساعتين متواصلتين تضرّ بالصحة

كثرة الجلوس أمام التلفزيون وعدم تحريك الجسم أو القيام بأنشطة لما يقارب الساعات يفاقم حالات الإصابة بأمراض القلب والأورام السرطانية.
الأربعاء 2022/01/19
تأثير مباشر على كيمياء الدماغ

موسكو ـ أعلن الطبيب الروسي جيورجي سابيغا أن مشاهدة البرامج التلفزيونية ساعتين متواصلتين قد تسبب أضرارا صحية جسيمة، بما في ذلك الموت.

وأشار الطبيب في حديث لراديو “سبوتنيك” إلى أن مشاهدة البرامج التلفزيونية كما هو معتاد يمكن أن تضر بالصحة، بما في ذلك انسداد الشريان الرئوي نتيجة وصول جلطة دموية تتشكل في الوريد إلى الشريان الرئوي.

وقال سابيغا “تتشكل جلطات دموية أحيانا في أوردة الساقين نتيجة ركود الدم أو ضعف تدفقه. وإذا وصلت هذه الجلطة إلى الشريان الرئوي أو أحد فروعه الكبيرة فسوف تمنع تدفق الدم. وعندها يشعر الشخص بضيق التنفس وألم في منطقة القفص الصدري ويرتفع مستوى ضغط الدم بصورة مفاجئة. وإذا كانت الجلطة كبيرة الحجم يمكن أن تسبب الوفاة. ولكن إذا كانت صغيرة وتسببت في انسداد فرع صغير من الشريان الرئوي فقد لا يشعر بها الشخص.

وأضاف “عند الجلوس ساعتين أو ثلاث ساعات أمام التلفزيون دون حركة يزداد كثيرا احتمال انسداد الشريان الرئوي. كما أن شد الساقين أو وضع ساق على أخرى يفاقمان الحالة كثيرا”.

وأشار إلى أنه “للوقاية من تشكل الجلطات يفضل الجلوس بشكل مريح وعدم وضع ساق على أخرى وعدم ارتداء سراويل ضيقة، وعدم الجلوس فترة طويلة بلا حراك. ومن المهم كل 60 دقيقة النهوض والمشي مدة 5 – 10 دقائق وتحريك القدمين”.

عند الجلوس طويلا أمام التلفزيون من دون حركة يزداد احتمال انسداد الشريان الرئوي، كما أن شد الساقين يفاقم الحالة

وقال “إذا شعر الشخص بعد بقائه ساكنا دون حركة بضيق التنفس أو ألم في الصدر وألم في القدمين واحمرارهما وتورمهما فيجب استدعاء سيارة الإسعاف فورا”.

وأوضح تقرير أن “مشاهدة التلفزيون أكثر من ثلاث ساعات يوميا تزيد احتمالات الإصابة بمخاطر صحية عديدة تسبب الكثير من المشكلات، ومن بينها ازدياد احتمالات الوفاة المبكرة عند من يشاهدونه بكثرة، مقارنة بأولئك الذين لا يشاهدونه أكثر من ساعة يوميا”.

ومن أبرز أضرار التلفزيون أنه يفاقم حالات الإصابة بأمراض القلب والأورام السرطانية، وذلك لكثرة الجلوس أمامه وعدم تحريك الجسم أو القيام بأنشطة لما يقارب الساعات أمام شاشته، فالتلفزيون له تأثير كبير ومباشر على كيمياء الدماغ لمن يشاهده، حيث يصبح دماغ الإنسان في حالة تقبّل سلبي.

وأوضحت دراسة بريطانية أن له تأثيرا على الذاكرة، ويشكل خطرا على النطق أيضا، خصوصا عند فئة عمرية معينة حددتها الدراسة.

وأجرت جامعة كوليدج لندن الدراسة على أكثر من 3600 شخص من كبار السن الذين يقبلون على مشاهدة الأفلام الوثائقية أو برامج الواقع أو المسلسلات ويقضون وقتا طويلا في ذلك، وتبين أن مشاهداتهم المكثفة قد تقلل من قدرتهم على تذكر الكلمات بنسبة 10 في المئة.

وأشار الباحثون إلى أن الإفراط في التركيز على مشاهدة البرامج المفضلة من شأنه أن يقود إلى إجهاد إدراكي ومعرفي يؤدي بدوره إلى فقدان الذاكرة تدريجيا.

وأظهرت نتائج الدراسة التي نشرت في مجلة “ساينس ريبورتس” أن الأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم الـ50 عاما، والذين قضوا أكثر من ثلاث ساعات ونصف الساعة في مشاهدة التلفزيون يوميا، أكثر عرضة لخطر فقدان الذاكرة؛ فقد أصابهم انخفاض ملحوظ في معدل “الذاكرة الكلامية” بنسبة تتراوح بين 8 و10 في المئة، في حين تتراوح النسبة بين 4 و5 في المئة بالنسبة إلى الأشخاص الذين يقضون أمام شاشة التلفزيون وقتا أقل.

17