مشاكل نفسية تتولد لدى الأطفال نتيجة إصابتهم بالصدفية

برلين- قالت الرابطة الألمانية للأمراض الجلدية إنه غالبا ما يعاني الأطفال المصابون بالصدفية من مشاكل نفسية كنتيجة لنبذ أقرانهم لهم وسخريتهم منهم بسبب تشوه مظهر بشرتهم.
وأشارت إلى أن الصدفية تهاجم الأطفال أيضا، وليس البالغين فقط، وأنها غالبا ما تحدث لدى الأطفال بعد الإصابة بالتهاب اللوزتين المصحوب بصديد.
ويعاني الأطفال المصابون بالصدفية من اضطراب تشوّه الجسم وهو مرض نفسي، ويتسبب في عدم توقف الطفل عن التفكير في واحد أو أكثر من العيوب أو النقائص التي يتصورها عن مظهره، وهي في الأساس عيوب بسيطة أو قد لا يراها الآخرون. لكن الطفل قد يشعر بالحرج الشديد والخجل والقلق لدرجة تضطره إلى تجنب الكثير من المواقف الاجتماعية.
◙ العلاج المعرفي السّلوكي الذي يركِّز بشكل خاص على هذا الاضطراب النفسي الذي يصاحب الإصابة قد يقلل من الأعراض
وعند الإصابة باضطراب تشوّه الجسم، يركز الطفل بشدة على مظهره وشكل جسده، وينظر في المرآة كثيرًا ويبالغ في الاعتناء بهندامه أو تلقي عبارات الاستحسان والقبول من الآخرين، أحيانًا لعدة ساعات خلال يوم. وهذه النقائص التي يتصورها الطفل والسلوكيات المتكررة التي يقوم بها تسبب له ضيقًا شديدًا وتؤثر على قدرته على أداء واجباته المدرسية.
وبما أنَّ الأشخاصَ الذين يعانون من اضطراب تشوُّه صورة الجسم يشعرون بالوعي الذاتي حولَ مظهرهم، فإنَّهم قد يتجنَّبون الخروجَ إلى الأماكن العامة، بما في ذلك الذهاب إلى العمل والمدرسة والمناسبات الاجتماعية. ويخرج بعضُ المصابين بأعراض شَديدة من منازلهم في الليل فقط، بينما لا يغادره البعض الآخر على الإطلاق. وغالبًا ما يؤدي هذا الاضطراب إلى العزلة الاجتماعيَّة. ويمكن أن تؤدي الضائقة والخلل الناجم عن هذا الاضطراب إلى الاكتئاب، وتكرار دخول المستشفى، والسّلوك الانتحاري والانتحار.
والصدفية مرض جلدي يسبب طفحًا جلديًا وبقعًا قشرية تظهر غالبًا على الركبتين والمرفقين وجذع الجسم وفروة الرأس وتكون مثيرة للحكة.
وهي من الأمراض الشائعة طويلة الأمد التي لا يوجد علاج شاف لها. وقد تسبب ألمًا وتؤثر على النوم وتعوق التركيز. وغالبًا ما تمر هذه الحالة المَرَضية عبر عدة دورات، فتحتد لبضعة أسابيع أو أشهر، ثم تهدأ لفترة. ومن المحفزات الشائعة لها لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي لمرض الصدفية، الالتهابات والجروح والحروق وبعض الأدوية.
◙ الأطفال المصابون بالصدفية غالبا ما يعانون من مشاكل نفسية كنتيجة لنبذ أقرانهم لهم وسخريتهم منهم
وهناك عدة علاجات للمساعدة في السيطرة على الأعراض. ويمكن تجربة عادات نمط الحياة وإستراتيجيات التأقلم للمساعدة على التعايش مع الصدفية بشكل أفضل. وأوضحت الرابطة أن الأعراض المميزة للصدفية تتمثل في الاحمرار والحكة والقشور ذات اللون الأبيض المائل إلى الفضي، مشيرة إلى أنه في بعض الأحيان تظهر أولى مواضع الإصابة بالصدفية في نطاق الحفاضات بالنسبة إلى الأطفال الرضع. وأضافت الرابطة أن الإصابة بالصدفية قد تقترن بها أمراض أخرى مثل التهاب المفاصل.
ويتم علاج الصدفية بواسطة الأدوية مثل مراهم الكورتيزون أو العلاج بالضوء أو العلاج بالاستحمام بمحلول ملحي. وفي حالة المتاعب النفسية ينبغي أيضا الخضوع للعلاج النفسي.
وقد يقلل العلاج المعرفي السّلوكي الذي يركِّز بشكل خاص على هذا الاضطراب النفسي الذي يصاحب الإصابة من الأعراض.