مشاريع مونديال 2030 في المغرب تعزز أرباح التجاري وفا بنك

الرباط - يُتوقع أن تبلغ أرباح التجاري وفا بنك، مليار دولار العام المقبل مع زيادة الاحتياجات التمويلية للقطاعين الحكومي والخاص لتنفيذ مشاريع استثمارية تخطط الرباط لها بقيمة إجمالية تبلغ 100 مليار دولار بحلول نهاية هذا العقد.
وكانت أرباح أكبر بنك تجاري في المغرب قد بلغت العام الماضي 760 مليون دولار، ويحتل المرتبة الأولى من حيث القيمة بين الشركات المدرجة في بورصة الدار البيضاء.
وتتوزع المشاريع الداعمة لأداء التجاري وفا بنك في السنوات المقبلة على الاستثمارات اللازمة لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2030 بشكل مشترك مع إسبانيا والبرتغال، بحسب مذكرة صادرة عن التجاري غلوبال ريسرش، وحدة الأبحاث التابعة للبنك.
وتشمل مساهمة البنك في بناء منشآت تحلية مياه البحر والطاقات المتجددة إثر مواجهة البلاد لأزمة مائية بسبب توالي سنوات الجفاف، ومشاريع إعادة إعمار مناطق زلزال الحوز، وتطوير مشاريع الطرق السريعة والسكك الحديد.
واتجهت الأنظار إلى المغرب الذي بدأ مبكرا الاستعداد لاستضافة المونديال، بينما اكتسب المزيد من الثقة على ضوء نجاحه في تنظيم فعاليات دولية كبيرة كان آخرها استضافة اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين في مراكش العام 2023 بعد فترة من زلزال الحوز.
وسلط فوز البلد بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال بتنظيم هذا الحدث الرياضي الضخم الضوء على استعداداته، وأصبح محل اهتمام كبرى الصحف الدولية وأكثرها المختصة في الرياضة.
ورفع المحللون في التجاري غلوبال ريسرش توقّعاتهم لأرباح البنك خلال العام الحالي بنحو 100 مليون دولار لتصل إلى 930 مليون دولار، وهو ما سيمثل زيادة بنسبة 23 في المئة على أساس سنوي.
وسيكون نمو الأرباح مدفوعا أيضا بلجوء متزايد للشركات المحلية لآليات التغطية ضد مخاطر الصرف، حيث يرى المحللون أن توالي الأزمات واتساع نطاق تذبذب الدرهم رفع مستويات تقلب سوق الصرف بشكل بات يؤثر كثيرا على أداء الشركات.
ويملك الصندوق الاستثماري الخاص (المدى)، ومقره في الدار البيضاء، حصة تبلغ 46 في المئة من التجاري وفا بنك، الذي يتواجد في 26 دولة عبر العالم، منها 15 في أفريقيا من بينها تونس ومصر.
وسبق أن أكد يوسف الرويسي، المدير العام المنتدب المكلف بقطاع الشركات والاستثمارات بالبنك، أن التجاري وفا بنك يركز بشكل خاص على أفريقيا، رغم تواجده في أوروبا والشرق الأوسط والصين.
وقال في مقابلة مع وكالة بلومبيرغ في شهر أكتوبر العام الماضي إن البنك “يعمل على زيادة التمويلات للأفراد والشركات ودعم جذب الاستثمارات الأجنبية نحو القارة”.
وفي عام 2017، دخل البنك المغربي السوق المصرية بشراء وحدة بنك باركليز هناك، وبات يُركز عليها بشكل كبير، وقال الرويسي في ذلك الوقت إن “مصر مهمة جدا بالنسبة إلينا، بها أكثر من 120 مليون نسمة ولديها آفاق تطور مهمة جدا”.
1
مليار دولار أرباح متوقعة لأكبر بنك تجاري في البلاد خلال العام المقبل
ولا تزال حصة التجاري وفا بنك في مصر في حدود واحد في المئة، لكن البنك اعتمد إستراتيجية طويلة المدى لزيادة تمويل الاقتصاد المصري ودعم التجارة الخارجية وتمويل العمليات الاستثمارية الموجهة نحو الدول الأفريقية الأخرى حيث تتواجد فروعه.
ومن المتوقع أن يبلغ مقدار التمويلات السنوية في قارة أفريقيا، التي سيصل عدد سكانها بحلول العام 2050 إلى 2.5 مليار نسمة، نحو 150 مليار دولار في قطاعات البنية التحتية والطاقة وغيرها.
وفي الشهر الماضي قدم التجاري وفا بنك التزامات بالاستثمار في شركة كوكس الإسبانية للمياه والطاقة من خلال طرحها العام الأولي، والذي يرتقب أن تجمع من خلاله 270 مليون يورو (294 مليون دولار).
وانضمت الشركة إلى مستثمرين إستراتيجيين آخرين، ضمنهم إيما باور الإماراتية وكونكست غروب الإسبانية المتخصصة في إنتاج النحاس والألومنيوم، إضافة إلى رجل الأعمال الإسباني ألبرتو زاردويا المساهم في الشركة ومؤسسها إنريكي ريكيلمي.
ويعدّ خفض سعر الفائدة الرئيسي في السوق المغربية محركا قويا أيضاً لأداء البنك، إذ يرى محللو التجاري غلوبال أن البيئة التي تتسم بأسعار الفائدة المتدنية مناسبة لأنشطة البنوك الكبيرة، ما ينطبق على التجاري وفا بنك.
وسمح التحكم في التضخم منذ بداية العام الحالي ببدء دورة تسييرية نقدية من طرف البنك المركزي في المغرب، إذ قلص سعر الفائدة في يونيو الماضي 25 نقطة أساس إلى 2.75 في المئة لأول مرة منذ أربع سنوات.
ويتوقع المحللون أن يواصل البنك المركزي خفض الفائدة في العام القادم إذا سمحت الظروف التضخمية بذلك، والتي من الواضح أنها ستكون أفضل مع قيام الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي) بخفض الفائدة بمقدر 25 نقطة أساس الخميس الماضي.
وبلغ متوسط معدل أسعار الاستهلاك في المغرب خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي 1.1 في المئة، وفق وزارة الاقتصاد والمالية، ويتوقع أن يسجل بنهاية العام 1.3 في المئة بعدما سجل العامين الماضيين أعلى مستوى له منذ عقود بأكثر من 6 في المئة.