مشاريع سعودية في اليمن بالملايين لمواجهة الانتقادات

ميدي (اليمن) - بين أنقاض المباني في حي شهد معارك بين المتمردين الحوثيين والقوات اليمنية، يعرض مسؤولون سعوديون مشاريع جديدة بملايين الدولارات مخصصة لليمن، في محاولة للرد على الانتقادات الموجّهة لدور المملكة في النزاع الذي تسبّب بأزمة إنسانية كبرى.
ويقول مسؤولون سعوديون إن المشاريع التي تنفّذ في اليمن في ظل استمرار الحرب، تأتي في إطار استراتيجية تهدف إلى التقرّب من المجتمعات المحلية وجعل اليمنيين قادرين على الاعتماد على أنفسهم في ظل اقتصاد متدهور، رغم أنّ ناشطين يشكّكون في فعاليتها.
في ميدي في شمال غرب اليمن بالقرب من الحدود السعودية، أعلن مسؤولون سعوديون مؤخرا أنّ “البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن” الذي يقود هذه الاستراتيجية منذ تأسيسه في مايو 2018، سينفذ مشاريع جديدة بقيمة سبعة ملايين دولار.
وذكر المسؤولون في حفل في الحي الذي طغى عليه الدمار، أن المشاريع وعددها 11، تشمل بناء مدرسة ومركز صحي ومحطة لتحلية المياه.
وتخضع ميدي إداريا لمحافظة حجة التي تشهد معارك ولا يزال المتمردون يسيطرون على مناطق عدة منها.
ورغم تأكيدات المسؤولين بأنّ ميدي آمنة، قوبلت محاولة فريق تلفزيوني سعودي بنقل الحفل على الهواء مباشرة بالاعتراض من جانب صحافيين حذّروا من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى كشف موقع تواجدهم وتدفع المتمردين لإطلاق صواريخ باتجاههم.
ولا توازي المبالغ التي قدّمتها السعودية الخسائر التي تعرّض لها اليمن. وأظهرت دراسة أعدّها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن الخسائر الاقتصادية وصلت إلى 88.8 مليار دولار هذا العام بسبب النزاع، وستستمر بالارتفاع طالما أن الحرب متواصلة.
وقال الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن أوك لوتسما “حتى لو حلّ السلام غدا، قد يحتاج اليمن إلى عقود للعودة إلى مستويات النمو التي كان عليها قبل اندلاع النزاع”.
ويشكك آخرون في مدى فعالية المشاريع السعودية قبل انتهاء الحرب التي تسبّبت بتدمير البنية التحتية المهترئة أصلا في اليمن.
ويرفض المسؤولون السعوديون الانتقادات الموجّهة لبلدهم، معتبرين أنّها تدفع نحو صرف النظر عن تجاوزات الحوثيين. لكن بعض اليمنيين يشكّكون في احتمال أن يكون السعوديون يستخدمون المشاريع لتعزيز حضورهم العسكري.
وتقول الباحثة في جامعة اكسفورد اليزابيث كيندال التي تزور المنطقة بشكل منتظم، أنه بالتزامن مع تمويل مدارس وعيادات في المهرة في شرق اليمن، نشر السعوديون عسكريين ومعدات في المنطقة. وتوضح “هناك عوامل إيجابية للتواجد السعودي الجديد هذا”، موضحة “الاستثمار في هذه المنطقة التي تعرّضت للتهميش ضروري، لكن العديد من السكان يتحدّثون عن احتلال سعودي”.