مشاريع الاستثمار في أفريقيا تتلقى دفعة سعودية قوية

الرياض – تلقت أفريقيا دعما قويا من السعودية في سياق خططها الاستثمارية في أسواق القارة والمساعدة في تمويل العديد من المشاريع التنموية خلال المرحلة المقبلة بما يساعد دولها على تحفيز اقتصاداتها.
وكشف وزير المالية محمد الجدعان الاثنين أن القطاع الخاص السعودي بدأ في تنفيذ استثمارات بقيمة 5 مليارات دولار في أفريقيا، ضمن استثمارات إجمالية بمليارات الدولارات من المتوقع أن يضخها القطاع في القارة خلال السنوات العشر المقبلة.
ويعكس هذا التمشي حجم مراهنة السعودية على أفريقيا كوجهة اقتصادية واستثمارية واعدة، وأيضا للمنافسة مع كبار القوى العالمية، لما تزخر به القارة من فرص في قطاعات مثل التعدين والطاقة وغيرهما.
ويقول المتابعون إن الاهتمام السعودي بالاستثمار في القارة صار واضحا بشكل أكبر بعد أن خصصت الرياض أكثر من مليار دولار ضمن مبادرة الملك سلمان بن عبدالعزيز الإنمائية.
وفضلا عن ذلك، يخطط الصندوق السعودي للتنمية لضخ 5 مليارات دولار لتنفيذ مشاريع تنموية في البلدان الأفريقية على مدى السنوات العشر المقبلة والتي بدأ تنفيذها بالفعل، وفقا لما أكده الجدعان في القمة الاستباقية لمنتدى مبادرة مستقبل الاستثمار.
وينشط المستثمرون السعوديون في مجالات متنوعة في أفريقيا، أهمها القطاع الزراعي، فيما كان قطاع الطاقة المتجددة من المجالات الأحدث للشركات السعودية في القارة.
وتندفع السعودية لتنويع استثماراتها في العالم في منافسة لجارتها الخليجية دولة الإمارات التي بدأ دورها في تزايد مع حكومات أفريقيا وهي تعمل على تثبيت أقدامها الاستثمارية والتجارية مع العديد من الدول سواء العربية أو كينيا أو جنوب أفريقيا وغيرها.
وعلى سبيل المثال، ضخت شركة أكوا باور المدرجة في سوق الأسهم السعودية، أكثر من 7 مليارات دولار من أجل إنشاء محطات طاقة متجددة في عدة دول أفريقية.
وقالت الشركة الأحد الماضي إنها “تتوقع أن تبلغ محطة ريدستون للطاقة الشمسية المركزة في جنوب أفريقيا، سعتها الإنتاجية القصوى البالغة 100 ميغاواط خلال الأيام القليلة المقبلة”.
وأشارت أكوا باور إلى أن محطة كوم أمبو للطاقة الشمسية في مصر بلغت طاقتها الكاملة والتي تصل إلى حوالي 200 ميغاواط.
وعلى صعيد آخر، خصص بنك التصدير والاستيراد السعودي 10 مليارات دولار لتقديم منتجات تمويلية لأفريقيا على مدى السنوات العشر المقبلة، والتي أشار الجدعان إلى أنه جرى اعتماد 2.5 مليار دولار منها حتى الآن.
وأكد الجدعان أن شراكة بلاده مع أفريقيا ليست قوية فحسب، بل تنمو أيضا بشكل متسارع، فيما تتجاوز جهود الحكومة تجاه أفريقيا حدود السعودية.
5
مليارات دولار قيمة استثمارات القطاع الخاص التي بدأ بها في أفريقيا
وعلى رأس تلك الجهود تأتي قضية استدامة الديون وهي أحد التحديات التي تواجه الدول الأفريقية والتي تحتاج إلى تعاون دولي جاد وعاجل لمساعدة تلك الدول في معالجة ديونها السيادية.
وشدد الوزير على أن بلاده قطعت شوطا في علاج تلك المشكلة الأفريقية عبر مبادرتي تعليق خدمة الديون والإطار المشترك لمجموعة العشرين التي أُطلقت أثناء رئاسة السعودية للمجموعة، وأسهمت بصورة مباشرة في دعم دول مثل تشاد وزامبيا وغانا وإثيوبيا.
وتتطلع السعودية إلى ضخ ما يصل إلى 41 مليار دولار في صورة استثمارات وتمويلات مشاريع إنمائية في دول أفريقية.
وفي نوفمبر الماضي، قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في كلمة بالقمة السعودية – الأفريقية إن “المملكة تتطلع إلى ضخ استثمارات سعودية جديدة في مختلف القطاعات بالقارة بما يزيد عن 25 مليار دولار”.
وأشار إلى تأمين وتمويل 10 مليارات دولار من الصادرات مع تقديم تمويل إضافي بخمسة مليارات دولار لأفريقيا حتى 2030، وذلك لتطوير علاقات الشراكة مع دول القارة وتنمية مجالات التجارة والتكامل.
وقدمت السعودية أكثر من 45 مليار دولار لدعم المشاريع التنموية والإنسانية في 54 دولة أفريقية، كما بلغت مساعدات مركز الملك سلمان للإغاثة أكثر من 450 مليون دولار في 46 دولة بالقارة.