مشاركة خليجية فاعلة في معرض تونس الدولي للكتاب

يعتبر معرض تونس الدولي للكتاب، الذي تنظمه وزارة الشؤون الثقافية التونسية، من أبرز معارض الكتب العربية، وتسعى مختلف الدول العربية إلى المشاركة في فعالياته على اختلافها، وعلى رأسها الدول الخليجية التي تثبت مشاركاتها الفاعلة ما تشهده من حركية ثقافية بارزة سواء في صناعة الكتاب أو في نقاش القضايا الهامة وغيرها من المسائل.
تونس - شكل الحضور الخليجي في فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب في السنوات الأخيرة، فاعلية تعكس تطور المنتج الثقافي لهذه البلدان واستمرار مشاريعها في صناعة الكتاب ودعم الحركية الثقافية.
وفي الدورة الجديدة الـ38 الممتدة من التاسع عشر إلى الثامن والعشرين من أبريل الحالي، تمكن للزوار ملاحظة المشاركة الهامة للجناح السعودي إضافة إلى مشاركة جناحي سلطنة عمان وجناح مركز اللغة العربية الإماراتي.
عقدت الملحقية الثقافية السعودية بتونس في جناحها بمعرض تونس الدولي للكتاب مؤخرا عددا من الفعاليات، ويأتي تنظيم هذه الندوات والأنشطة ضمن البرنامج الثقافي الذي تم تنسيقه من قبل الملحقية الثقافية السعودية بتونس بدعم من هيئة الأدب والنشر والترجمة بالمملكة.
وقدمت ضمن نشاطاتها ورشة عمل حول بناء الحوار ونقل الصورة في التلفزيون بمشاركة كل من عبدالله النهدي، ومحمد الحمادي، وخالد عقدي، والدكتور منصف اللواتي من تونس، وبحضور عدد من المثقفين من تونس والمملكة.
وجرى خلال الورشة تقديم أهمية التكوين الأكاديمي للمحاور في البرامج التلفزيونية وضرورة تمكنه من مجموعة من المهارات من أجل النجاح في إدارة الحوار، خاصةً معرفة خصوصيات الموضوع المطروح، والمهارة في إدارة الحوار، والمعلومات المفترض تقديمها.
ندوات سعودية
وناقش المشاركون علاقة الذكاء الاصطناعي، والخطر الذي قد يشكله على الصحفي المحاور في البرامج التلفزيونية والإذاعية. كما نظمت الملحقية ندوة بعنوان “الكاتبة أمام الحالة الشخصية المبدعة.. تكتب موقفها” وذلك على هامش معرض تونس الدولي للكتاب بمشاركة الروائية السعودية هناء حجازي، وبحضور عدد من المثقفين من تونس والمملكة.
وجرى خلال الندوة التي انعقدت مؤخرا في صالون حادي العيس بجناح الملحقية مناقشة كيف تتناول الكاتبات قضاياهن الشخصية في أعمالهن الإبداعية بشكل يتجاوز المساءلة أو المواجهة في المجتمع، حيث أكدت حجازي أن هذه الموضوعات تفتح نافذة على الأساليب والإستراتيجيات التي تستخدمها الكاتبات للتعبير عن تجاربهن.
واستعرضت الكاتبة تأثير التجارب الشخصية على المحتوى وأسلوب الكتابة واختيار الموضوعات، وتأثير العملية الإبداعية على التفاعل مع الذات
وفهمها بشكل أعمق. ندوة أخرى نظمتها الملحقية ضمن معرض تونس الدولي للكتاب بعنوان “الموروث في الرواية السعودية.. الإبل حكاية مقروءة”، وشهدت مشاركة الروائي يوسف المحيميد من المملكة العربية السعودية، بحضور عدد من المثقفين من تونس والمملكة.
وأكد المحيميد خلال الندوة التي انعقدت في صالون “حادي العيس” أن أدباء عالميين انطلقوا في بداياتهم من الموروث الشعبي، شعرا، وقصصا، وحكايات تكتظ بها الثقافات التقليدية لكل مجتمع، مشيرا إلى أن عددا من الأدباء الذين يشار إليهم بالبنان مازالوا يوظفون الموروث الشعبي توظيفا رائعا في رواياتهم وقصائدهم وأعمالهم الأدبية.
وتعرف الحاضرون خلال الندوة على أهمية الإبل في التراث السعودي التي تعد من أهم عناصر التراث الثقافي الذي أولته الدولة اهتمامها وذلك لارتباطها بحياة الشعب السعودي وارتباط أبناء المملكة وأهل الجزيرة منذ القدم بتراثهم الذي يحرصون على الاعتزاز والفخر به وبقائه حيا عبر العصور والحقب. وأبرز الروائي السعودي اهتمام المملكة وعنايتها بتراثها الثقافي وموروثها العريق وترسيخ عناصر الهوية الحضارية والتاريخية والثقافية لهذا الوطن.
بدوره يشارك مركز أبوظبي للغة العربية في الدورة الـ38 من معرض تونس الدولي للكتاب حاملا معه نحو 350 عنوانا من إصداراته، بينها 50 إصدارا جديدا.
ويتيح جناح مركز أبوظبي للغة العربية لزوار المعرض فرصة الاطلاع على أهم الإصدارات الحديثة والمعاصرة من مختلف أنواع الأدب والعلوم الإنسانية وأدب الطفل، إلى جانب عدد من الأعمال الكلاسيكية، وذلك ضمن مئات الإصدارات لمشروع كلمة وسلسة البصائر للبحوث والدراسات.
أجنحة وإصدارات
كما يقدم الجناح مجموعة مميزة من الكتب الأدبية والتاريخية وكتب الرحلات والأعمال الثقافية الخاصة بمشروع “إصدارات”، وذلك ضمن جهوده للترويج لإصدارته المختلفة والمتنوعة، وانسجاما مع إستراتيجيته في تعزيز التواصل مع الجمهور، والوصول إلى مختلف شرائح القراء في أماكنهم، لتحقيق أهدافه في نشر ثقافة القراءة، وتعزيز حضور اللغة العربية في مختلف الفعاليات الثقافية.
وتأتي مشاركة مركز أبوظبي للغة العربية في “معرض تونس الدولي للكتاب” بشكل دوري، كونه ظاهرة ثقافية سنوية عريقة تنظّمها وزارة الشؤون الثقافية التونسية منذ العام 1981، وتنعقد في “قصر المعارض” في العاصمة تونس. كما تشارك سلطنة عُمان ممثلة في وزارة الإعلام ووزارة الثقافة والرياضة والشباب ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية وعدد من مؤسسات القطاع الخاص في الطباعة ودور النشر في معرض تونس الدولي للكتاب.
◙ جناح مركز أبوظبي للغة العربية وجناح سلطنة عمان يوفران لزوار المعرض فرصة الاطلاع على أهم الإصدارات الحديثة
وتأتي المشاركة التي توفر عددا من الإصدارات والعناوين المتنوعة في شتى المجالات المعرفية والأدبية في إطار توطيد العلاقات الإعلامية والثقافية القائمة بين البلدين، وإيمانا من سلطنة عُمان بأهمية حضور الكتاب العُماني في كل المعارض والمحافل الثقافية العربية والدولية من أجل إبراز الإرث الحضاري والتاريخي والتعريف بالمنتج الفكري والثقافي العُماني، والمقومات السياحية الواعدة التي تتميز بها سلطنة عُمان ما يؤكد على أهمية دور النشر في التبادل الثقافي والاعتزاز بالهوية والكتاب.
وأكّد الأكاديمي هلال بن عبدالله السناني سفير سلطنة عُمان المعتمد لدى الجمهورية التونسية على حرص سلطنة عُمان على المشاركة الدورية في معرض تونس الدولي، ومشاركة تونس الناجحة في معرض مسقط الدولي للكتاب في الدورة الـ28 في فبراير الماضي.
جدير بالذكر أنّ معرض تونس الدولي للكتاب يتضمن 314 جناح عرض، منها 154 دارا من تونس و160 لعارضين عرب وأجانب. ويشمل برنامج المعرض لهذا العام أنشطة فكرية وثقافية متنوّعة وعددا من الفعّاليات على هامش نسخته الحالية التي تعرض نحو 500 ألف عنوان.