مسيّرة إسرائيلية تحلق فوق بيروت مع إحياء ذكرى نصر الله بالضاحية

لبنان يكشف عن ارتكاب إسرائيل 24 خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار السبت، و62 إجمالا منذ بدء سريانه.
الأحد 2024/12/01
تجمع المئات لإحياء ذكرى نصرالله في مكان مقتله بالضاحية الجنوبية

بيروت - حلقت مسيرة إسرائيلية فوق العاصمة اللبنانية بيروت وضاحيتها الجنوبية، مساء السبت، للمرة الأولى منذ وقف إطلاق النار، وفق وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، في حين تجمّع مئات من مناصري حزب الله حزنا على الأمين العام السابق للحزب حسن نصرالله، في مكان مقتله بغارة إسرائيلية في الضاحية.

وأوضحت الوكالة أن المسيرة "حلقت على علو منخفض"، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التطبيق الأربعاء الماضي.

ولم يُعرف حتى الساعة سبب تحليق المسيرة، وما إذا كانت تستعد لتنفيذ هجوم من عدمه.

وبهذا يرتفع عدد خروقات إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار إلى 24 خرقا السبت، و62 إجمالا منذ بدء سريانه، حسب تعداد يستند إلى إعلانات وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.

ووفق أخبار متفرقة نشرتها الوكالة، تركزت الخروقات الإسرائيلية، السبت، بقضاءي مرجعيون وبنت جبيل في محافظة النبطية (جنوب)، وقضاءي صور وصيدا في محافظة الجنوب (جنوب)، وقضاء بعلبك بمحافظة بعلبك الهرمل (شرق).

وتنوعت الخروقات الإسرائيلية بين قصف بالمدفعية والطيران الحربي والمسير، وتحليق بالطيران المسير، وإطلاق نار من أسلحة رشاشة، وتوغلات، وتجريف طرقات، واضرام نار في سيارات وسحقها.

ومنذ فجر الأربعاء الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله" أنهى قصفا متبادلا بدأ في 8 أكتوبر 2023، ثم تحول إلى حرب واسعة في الشهرين الأخيرين.

وكان الجيش اللبناني، أعلن الخميس أن إسرائيل خرقت اتفاق وقف إطلاق النار عدة مرات، منذ بدء سريانه.

كما أوضح أن تلك الخروقات تضمنت "استهدافا للأراضي اللبنانية بأسلحة مختلفة، فضلا عن خروقات جوية". ولفت الجيش إلى أن قيادته "تتابع هذه الخروقات بالتنسيق مع المراجع المختصة".

فيما أكد "حزب الله"، الأربعاء الماضي، أنه سيتابع الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان وأيدي مقاتليه على الزناد، مشددا على أن قواته تبقى "على أتم الجهوزية للتعامل مع أطماع العدو واعتداءاته".

وكان اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته الولايات المتحدة بمشاركة فرنسية، دخل حيز التنفيذ فجر الأربعاء الماضي، بعد شهرين من التصعيد الإسرائيلي العنيف.

ونص على وقف الأعمال العدائية بين إسرائيل وحزب الله لمدة 60 يوماً، على أن ينسحب الجيش الإسرائيلي خلال تلك الفترة من البلدات اللبنانية الحدودية التي توغل فيها منذ أكتوبر الماضي.

كما نص على انسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني (30 كيلومترا من الحدود مع إسرائيل) ويفكك البنى التحتية العسكرية التابعة له في الجنوب اللبناني.

وسيكون الجيش اللبناني الجهة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح جنوب لبنان، مع تفكيك البنى التحتية والمواقع العسكرية ومصادرة الأسلحة غير المصرح بها، وإنشاء لجنة للإشراف والمساعدة في ضمان تنفيذ هذه الالتزامات.

ولا تتوفر بعد تفاصيل رسمية بشأن آليات تنفيذ بنود الاتفاق التي ستعمل واشنطن وباريس على ضمان الوفاء بها.

وأسفرت تلك الخروقات عن مقتل شخصين وإصابة 6 آخرين، ليرتفع إجمالي الضحايا في لبنان منذ سريان وقف إطلاق النار جراء ذلك إلى قتيلين و10 جرحى.

وفي الأثناء، تجمع مئات من مناصري حزب الله وهم يذرفون الدموع حزنا على نصرالله، في مكان مقتله بغارة إسرائيلية في ضاحية بيروت الجنوبية.

وفي حفرة ضخمة خلّفتها الغارات الاسرائيلية في 27 سبتمبر في منطقة حارة حريك التي يزنرها الركام، رُفعت رايات الحزب الصفراء وأُضيئت شموع على وقع بثّ مكبرات الصوت مقتطفات من خطابات نصرالله الذي أحاطه مناصروه بهالة كبرى حتى قبل مقتله في خضم التصعيد بين الحزب واسرائيل، على وقع الحرب في غزة.

ولم يقو معظم المشاركين في التجمع بدعوة من حزب الله وبينهم رجال ونساء على حبس دموعهم من شدة التأثر، بينما أحاطت بهم صور عملاقة لنصرالله رفعت على كافة الأبنية المحيطة والمتضررة من الغارات.

وقالت لمى (30 عاما) التي جاءت برفقة ابنتها (خمس سنوات) وابنها (ثماني سنوات) لفرانس برس "السيد حسن كان كل شيء بالنسبة إلينا. ليتنا متنا نحن وبقي هو حيا". وأضافت "لقد ترك فراغا كبيرا".

ويردد شبان بصوت مرتفع هتاف "لبيك يا نصرالله"، الرجل الذي شكّل ومثّل منذ توليه قيادة الحزب عام 1992، رأس حربة في مواجهة اسرائيل التي خاض ضدها منازلات عدة.

وعلى غرار كثر من مناصريه، قالت ليا (18 عاما) لفرانس برس "لا أصدق حتى الآن أنه استُشهد".

ويعد حزب الله، وفق ما أعلن نائب رئيس مجلسه السياسي محمود قماطي الأربعاء، لتنظيم تشييع "شعبي" لنصرالله، في خطوة قال إنها ستكون "استفتاء واضحا وقويا وشعبيا ورسميا وسياسيا لتبني المقاومة ونهج الشهيد السيد حسن نصرالله".

وكان مصدر مقرب من حزب الله أفاد فرانس برس في أكتوبر بأن نصرالله دُفن "موقتا كوديعة"، بسبب صعوبة تشييعه شعبيا نتيجة "التهديدات الإسرائيلية" حينها.

ويسري منذ فجر الأربعاء وقف لإطلاق النار بين حزب الله واسرائيل، تم التوصل اليه بوساطة أميركية، وضع حدا لنزاع بدأ في الثامن من أكتوبر 2023 غداة اندلاع الحرب في قطاع غزة بين الدولة العبرية وحركة حماس الفلسطينية، إثر فتح حزب الله ما سماها "جبهة إسناد" لغزة من جنوب لبنان.