مسيّرات قوات الدعم السريع تغير ميزان القوى في حرب السودان

الخرطوم- استهدفت قوات الدعم السريع السبت مطار مدينة كسلا الواقعة في شرق السودان على الحدود مع إريتريا، والبعيدة عن مواقعها، بتوجيه ضربة للقوات الحكومية عن طريق إحدى الطائرات المسيّرة، في وقت يقول فيه خبراء عسكريون إن المسيّرات التي تمتلكها قوات الدعم السريع غيّرت ميزان القوى في الحرب.
وقال مصدر حكومي إن "مسيّرة استهدفت منطقة خزان الوقود في مطار كسلا" على مسافة حوالي 450 كيلومترا شرق الخرطوم، من دون الإشارة إلى وقوع ضحايا أو أضرار. وتأتي الضربة في إطار سلسلة هجمات بطائرات مسيّرة نفذتها قوات الدعم السريع في الأسابيع الأخيرة ضد مواقع يسيطر عليها الجيش السوداني، ونجحت في تحقيق مكاسب مختلفة. وأظهرت المسيّرات قدرة كبيرة على تغيير موازين القوى على الأرض.
وتخوض قوات الدعم السريع حربا ضد الجيش في السودان منذ أكثر من عامين، وكثفت في الأسابيع الأخيرة غاراتها على المناطق التي يسيطر عليها، بعدما اضطرت إلى التنازل عن مساحات كبيرة من الأراضي للجيش.
وقبل أيام هاجمت قوات الدعم السريع مدينة الفاشر من جهة الشرق والشمال الشرقي “بقصف مدفعي عيار 120 وقناصات،” إضافة إلى إطلاقها “سربا من المسيّرات الانتحارية”. وقصفت القوات الخميس القصر الجمهوري في وسط الخرطوم بالاعتماد على مسيّرة انتحارية مع إحرازها تقدما قد يمكّنها من إحكام السيطرة على إقليم دارفور غرب البلاد التي تعصف بها الحرب منذ أكثر من عامين.
وفي ولاية غرب كردفان، أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على مدينة النهود الحيوية التي تصل وسط السودان بإقليم دارفور، معترضة بذلك محاولات الجيش إرسال الإمدادات لمعقله في مدينة الفاشر المحاصرة وآخر مدن الإقليم التي ما زالت تحت سيطرته. وهاجمت كذلك مدينة كوستي جنوب الخرطوم في منتصف الطريق إلى النهود بأربع مسيّرات استهدفت مقر الجيش بالمدينة.
◙ الهجوم الجديد في مدينة كسلا يؤكد أن حرب المسيّرات هو الخيار الفعال للدعم السريع باعتباره أقل تكلفة وأسرع في تحقيق النتائج
وتقع مدينة النهود على مفترق طرق حيوي يصل وسط السودان بمدينة الفاشر التي تقع على بعد نحو 400 كيلومتر إلى الغرب وتشهد هجمات مكثفة من الدعم السريع أدت إلى مقتل المئات في الأسابيع الأخيرة.
وأسفرت الحرب بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو، عن سقوط عشرات الآلاف من القتلى وعن أكثر من 13 مليون نازح ولاجئ، وأغرقت البلاد البالغ عدد سكانها خمسين مليون نسمة في أزمة إنسانية حادة بحسب الأمم المتحدة.
وفي الوقت الحالي، يسيطر الجيش على شرق وشمال السودان، بينما تسيطر قوات الدعم السريع بشكل شبه كامل على إقليم دارفور الشاسع في الغرب وأجزاء من الجنوب.
ويؤكد الهجوم الجديد في مدينة كسلا أن حرب المسيّرات هو الخيار الفعال للدعم السريع باعتباره أقل تكلفة وأسرع في تحقيق النتائج. وتقع كسلا على بعد أكثر من 400 كيلومتر من أقرب مواقع قوات الدعم السريع جنوب مدينة أم درمان غرب الخرطوم.
كذلك، تقع المدينة على مسافة مماثلة من المناطق التي يسيطر عليها فصيل متحالف مع قوات الدعم السريع، هو الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو.
وفي الأيام الأخيرة، تقدّمت قوات الدعم السريع في الجنوب، وأعلنت الخميس سيطرتها على مدينة النهود الإستراتيجية في ولاية غرب كردفان، وهي نقطة عبور يستخدمها الجيش لإرسال قوات إلى دارفور في غرب السودان، المعقل التاريخي لقوات الدعم السريع.
وأعلنت قوات الدعم السريع السبت، سيطرتها أيضا على بلدة الخوي الواقعة على بعد نحو 100 كيلومتر شرق النهود وهي أصغر وحدة إدارية في ولاية غرب كردفان. وأفاد شهود عيان بأن قوات الجيش انسحبت الجمعة باتجاه مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان.
وفي الطرف الآخر من البلاد، استُهدفت طائرة شحن السبت في مطار نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، حسبما أفاد مصدر عسكري وكالة فرانس برس. وكانت الطائرة قد هبطت لتزويد قوات الدعم السريع بإمدادات، وفقا للمصدر ذاته.