مسيرة في تونس للمطالبة بتعدّد الزوجات.. إشاعة

تونس- وقع الجميع في تونس في فخ “إشاعة” انتشرت كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة فيسبوك تؤكد تنظيم مسيرة نسائية الخميس مطالبة بتعدد الزوجات أمام مجلس نواب الشعب (البرلمان).

وسرعان ما تحولت الإشاعة التي بدأت أولا على مواقع إخبارية تونسية “مغمورة” و“مشبوهة” إلى مصدر جدل ونقاش على الشبكات الاجتماعية خاصة فيسبوك الذي يستخدمه أكثر من 7 ملايين مستخدم من أصل 10 ملايين تونسي وفق آخر الإحصائيات.

والتقط مستخدمو فيسبوك في تونس، الخبر باستغراب ودهشة، خاصة أن النساء يكافحن لأجل إقرار قانون المساواة في الميراث. وتجرّم مجلة الأحوال الشخصية في تونس، الرائدة في العالم العربي والعالم، الزواج بأكثر من امرأة ويتعرض المتجاوز للسجن بتهمة الزنا.

وتساءل معلقون إن كانت المرأة التونسية تقبل بعد كل المكاسب المحققة لها أن “ترضى بنصف زوج أو حتى ربعه”؟. وحفل فيسبوك بتعليقات ساخرة  على غرار ‎”يا مدام كبر قلبك.. ليلة عندي وليلة عندك”. وبعد تبيّن أن الخبر عار من الصحة أكد معلقون أن الأمر يندرج في إطار تشويه المرأة التونسية وحقوقها.

والحديث عن الإشاعات في تونس لا تعوزه الأمثلة، فهي كثيرة ومتعددة وهناك منصات إعلامية تخصّصت في تقديم الكذب على أنه حقيقة، إذ بات الزائر يتساءل بعد مطالعته لخبر “هل هذا صحيح أم أنه مجرّد كذبة جديدة؟”. وقالت ألفة يوسف، أستاذة جامعية:

Olfa Youssef

وقالت الأستاذة الجامعية سلوى الشرفي:

Saloua Charfi Ben Youssef

الشخص الذي روّج خبر المسيرة النسائية المطالبة بتعدد الزوجات اسمه فتحي الزغل ويقدم نفسه على أساس أنه رئيس منتدى “حريات ومواطنة” و”محلل سياسي” في قناة الزيتونة، وهو معروف بمواقفه المطالبة بمراجعة مجلة الأحوال الشخصية وإقرار تعدد الزوجات. والزغل هذا من إفرازات ما بعد 14 يناير 2011، مهنته الحقيقية مدرب سياقة ومعروف بتحيّله، حيث انتحل صفة مستشار بوزارة التشغيل مستغلا علاقاته مع بعض وزراء الترويكا، ثم اشتغل خبيرا ومحللا سياسيا، وقدّم “دروسا” في بعض الجوامع هي عبارة عن شعوذة وتحيل تتعلق بالمداواة بالقرآن وبالأعشاب لاستغلال بسطاء الناس.. إلخ.

إذن المسألة ليست إشاعة بل هي مبرمجة ووقع الإعداد لها مسبقا. فلماذا لا يتم فتح تحقيق مع هذا الشخص باعتباره يسيء للمرأة التونسية ولصورة تونس في الخارج ويحرض على انتهاك الدستور التونسي.

واعتبرت الأستاذة الجامعية رجاء بن سلامة في تدوينة على فيسبوك:

Raja Ben Slama

وانتشرت نظرية المؤامرة كالعادة، فقال معلقون إن الهدف من الحملة هو إشغال الشعب بأمور تافهة في وقت تعيش فيه البلاد على وقع أزمات من مختلف الأشكال والألوان.

وقال آخرون إن الإسلاميين ممثلين في حزب حركة النهضة هم من يقفون وراء الأمر، لجسّ النبض، خاصة بعد إغراق فيسبوك بحملة تعدد الزوجات إضافة إلى صور معدلة بالفوتوشوب ليست من تونس أساسا للادعاء بشعبية المطالبة لدى التونسيين.

ودافع معلق عن حزب حركة النهضة:

محمد نور موسى

مطالب تعدد الزوجات فكرة شيطانية لتشويه حركة #النهضة.. لكنها حيلة لن تنطلي على الشعب التونسي الذكي.

وكتبت المحامية بشرى بلحاج حميدة ورئيسة لجنة الحريات الفردية والمساواة

Bochra Bel Haj Hmida

“المظاهرة متاع جماعة تعدد الزوجات لم تحصل .هيا نرجعوا لأمورنا”.