مسلسل ميغن ماركل يثير جدلا واسعا بعد عرض أول حلقاته

لوس أنجلس (الولايات المتحدة) - يتعرض المسلسل الجديد الذي أطلقته ميغن ماركل على منصة نتفليكس إلى موجة سخرية واسعة تشنها الصحافة في البلدان الناطقة بالإنجليزية، التي اعتبرت أن مسلسل الطبخ الجديد الذي أطلقته ماركل الثلاثاء محاولة فاشلة من زوجة الأمير هاري للترويج لنفسها.
وتتضمن سلسلة “With love, Meghan” (مع الحب، ميغن) ثماني حلقات تتابع دوقة ساسكس أثناء عملها في الحديقة وطهي الوجبات اللذيذة في كاليفورنيا.
هذا السيناريو البعيد تماما عن الأحداث الدرامية التي طبعت حياة الزوجين هاري وميغن منذ انسحابهما الدراماتيكي من العائلة الملكية البريطانية وانتقالهما للعيش في الولايات المتحدة في عام 2020، يتعرض لانتقادات واسعة النطاق بسبب سطحيته.
وقد وصفت صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية العمل بأنه “تمرين في النرجسية”. وكتبت “تدعو ميغن الناس إلى منزلها المفترض”، مشيرة إلى أن المسلسل صُوّر في عقار فاخر جرى استئجاره للمناسبة، ويحتوي على مطبخين نظيفين للغاية.
ورأت الصحيفة أن ميغن تتلقى “على مدار الحلقات الثماني إطراءات عن مدى عظمتها”.
وأبدت صحيفة “ذي تايمز” استغرابها إزاء تباهي ماركل، وهي ممثلة سابقة تبلغ 43 عاما، “بثروتها الهائلة ونمط حياتها الاستثنائي” وكأن هذا الأمر “متاح للجميع”.
ووصفت مجلة “فرايتي” الأميركية المسلسل بأنه “رحلة غرور لا تستحق العناء”، منتقدة ميل الزوجين الأميرين إلى الاعتقاد بأن “اهتمام الجمهور سيكون على الموعد بشكل طبيعي”، مهما فعلا. وقالت المجلة “ليس هناك ما يكفي لتبرير طول المسلسل”.
والمسلسل الذي كان من المقرر عرضه في يناير الماضي وأجلته ماركل تضامنا مع حرائق لوس أنجلس، يتكون من 8 حلقات، تبلغ مدة كل حلقة 33 دقيقة، ويعرض جانبا من حياة ميغان مع مجموعة من أقرب أصدقائها. ومن بين الضيوف الذين يظهرون في المسلسل، خبير التجميل الخاص بها دانييل مارتن، والمصورة ديلفينا بلاكوير، وزوجها ناتشو فيغويراس، الصديق المقرب للأمير هاري. كما تظهر في المسلسل الممثلة والمنتجة ميندي كالينغ، وتريسي روبينز، زوجة الرئيس التنفيذي لشركة باراماونت براين روبينز، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات البارزة مثل الوكيلة الأدبية جينيفر رودولف والش، وكذلك نجمة مسلسل “سوتس” السابقة أبيجيل سبنسر.
ويضيف الطهاة الشهيرون مثل روي تشوي ورامون فيلاسكيز، بالإضافة إلى رائدة المزرعة أليس ووترز، لمسة فنية إلى المسلسل من خلال مشاركة خبراتهم وشغفهم في فنون الطهي.
وكانت ميغان ماركل شاركت الإعلان عن المسلسل عبر حسابها الرسمي على موقع إنستغرام، حيث نشرت مقطع الفيديو الدعائي وعلقت عليه قائلة “كنت متحمسة جدا لمشاركة هذا معكم، آمل أن تحبوا العرض بقدر ما أحببت صنعه.. أتمنى لكم جميعا عاما جديدا رائعا، شكرا لطاقمنا الرائع وفريق نتفليكس، ممتنة للغاية للدعم – والمتعة.. كما هو الحال دائما، ميغان”.
المسلسل الذي أجلت ماركل انطلاقه تضامنا مع حرائق لوس أنجلس يعرض جانبا من حياتها مع مجموعة من أقرب أصدقائها
وفي المقطع الدعائي، ظهرت ميغان في مشاهد مختلفة وهي تطبخ في المطبخ، وتعتني بخلية نحل، وترتب الزهور في متجر، إضافة إلى استضافتها لمجموعة من الأصدقاء والضيوف، من بينهم زوجها الأمير هاري. وخلال المقطع، قالت ميغان “لطالما أحببت أخذ شيء عادي جدا ورفعه إلى مستوى أعلى، ومفاجأة الناس بلحظات تجعلهم يدركون أنني كنت أفكر فيهم حقا”، وأضافت في مشهد آخر “نحن لا نسعى إلى الكمال، بل نسعى إلى الفرح، الحب يكمن في التفاصيل.”
ومنذ تنحيهما عن واجباتهما الملكية، لم يعد هاري وميغن يحصلان على المنح التي تمنحها المملكة المتحدة للعائلة الملكية. وقد تقاضيا مبالغ طائلة في السنوات الأخيرة لبيع حقوق قصتهما.
وبعد مقابلة تلفزيونية مع المذيعة الأميركية أوبرا وينفري في عام 2021، اتهما فيها العائلة الملكية بعدم الترحيب بميغن، الممثلة الأميركية الخلاسية والمطلقة، في كنفها، أبرم الزوجان صفقة بمئة مليون دولار مع نتفليكس لإنتاج المسلسل الوثائقي “هاري وميغن”.
ويجسّد هذا العمل الذي طُرح سنة 2022 علاقتهما المتوترة مع العائلة الملكية. وتطرقت الحلقات الأخيرة من المسلسل الوثائقي في غالبيتها إلى المسائل العائلية، وتحديدا الصعوبات التي واجهتها ميغن في التكيف مع الحياة الملكية، إضافة إلى الأفكار الانتحارية والتغطية الإعلامية السلبية.
وحمّل هاري “ديلي ميل” المسؤولية عن إجهاض ميغن التلقائي بعدما نشرت الصحيفة رسالة موجهة إلى والدها. ورفعت ميغن لاحقا دعوى انتهاك خصوصية ضد الصحيفة.
وألقى هاري اللوم أيضا على مكتب وريث العرش الأمير وليام، متهما إياه بأنه وراء التغطية الإعلامية التي تناولت الزوجين بطريقة سلبية، واعتبر أنّ الدافع وراء هذه التغطية هو لأنهما كانا “يسرقان الأضواء” من أفراد العائلة المالكة البارزين الآخرين.
ونشر هاري أيضا سيرة ذاتية تتناول الوضع نفسه. ومذاك، يحاول الزوجان إعادة التموضع بطريقة أقل إثارة للجدل، ما ولّد اهتماما أقل بحياتهما الشخصية.
وفي العام الماضي، قررت سبوتيفاي عدم تجديد مدونة بودكاست صوتية تتضمن مقابلات مع ميغن ماركل، بعد آراء سلبية من النقاد. كما أخفق مسلسل هاري الأخير على نتفليكس عن البولو في إعجاب نسبة كبيرة من المتابعين، إذ حصل على درجة 25 في المئة فقط على موقع المراجعات الشهير “روتن تومايتو”.