مسلسل تاريخي وآخر كوميدي يتصدران ترشيحات جوائز "إيمي"

لوس أنجلس (الولايات المتحدة) - يترقب العاملون في صناعة الدراما نتائج جوائز "إيمي" التي أوضحت أول ترشيحاتها أن المنافسة تنحصر بين مسلسلين، أحدهما يستند إلى أحداث تاريخية والآخر كوميدي، الأول مسلسل "شوغن" الياباني والثاني "ذا بير" الأميركي، والاثنان حققا نجاحا جماهيريا باهرا منذ بدء عرضهما.
وتصدر مسلسل “شوغن”، الذي يتناول الصراع على السلطة في اليابان الإقطاعية خلال القرن السابع عشر، السباق إلى جوائز “إيمي”؛ إذ حصد الأربعاء 25 ترشيحا لهذه المكافآت التي تُعتبر تلفزيونيا بمنزلة الأوسكار سينمائيا.
“شوغن”، هذا العمل الذي يستند إلى رواية تاريخية للبريطاني جيمس كلافيل حققت نجاحا أدبيا خلال سبعينات القرن العشرين، يتناول قصة بحّار إنجليزي يدعى اللورد يوشي نورانغا تقطعت به السبل على ساحل اليابان في الوقت الذي كانت فيه الإمبراطورية لا تزال مغلقة جدا أمام بقية العالم، قبل أن يغوص في مؤامرات البلاط والمشاكل الإقطاعية.
عاشت اليابان 7 قرون تحت النظام الإقطاعي، وألغته في عام 1871 وأنشأت بدلًا منه محافظات جديدة تتبع حكومة مركزية. وكانت هذه الإصلاحات التاريخية مدفوعة بنزاع الفصائل المختلفة على السلطة.
ويقول الصحافي في موقع “ديدلاين” بيت هاموند في حديث إلى وكالة فرانس برس إنّ هذا المسلسل الذي يُعدّ الأوفر حظا في الفئات الدرامية، يتضمّن “كل عناصر النجاح في الأداء والكتابة والإنتاج". ورُشح خمسة ممثلين من مسلسل “شوغن” لجوائز عن أدوارهم. وكان من بينهم الممثلان اليابانيان هيرويوكي سانادا وآنا ساواي في فئتي أفضل ممثل لدور رئيسي وأفضل ممثلة لدور رئيسي.
ولم يكن الاعتماد الكبير على الترجمة المطبوعة على الشاشة مسألة مُزعجة للجنة التحكيم. ومن بين المرشحين الآخرين في التمثيل نجما “ذا بير”، جيريمي ألين وايت وآيو إديبيري، وهما فائزان سابقان بجوائز إيمي، وينافسان على جائزة أفضل ممثل كوميدي وأفضل ممثلة كوميدية.
ويتنافس “شوغن”، وهو من إنتاج قناة “أف إكس” المملوكة لشركة “ديزني”، مع الموسم الأخير من مسلسل “ذي كراون” (التاج) الذي يتناول العائلة الملكية البريطانية، ومسلسل “مستر أند ميسز سميث” عن مغامرات زوجين جاسوسين، ومسلسل الخيال العلمي “ثري بادي بروبلم”.
وفي ما يتعلق بالمسلسلات الكوميدية واصل مسلسل “ذا بير” تحقيق الإنجازات، إذ حصد 23 ترشيحا، وهو رقم قياسي في هذه الفئات. وهذا المسلسل الذي يدخل كواليس مطابخ مطعم للسندويتشات في شيكاغو، يتناول في موسمه الثاني تحوّله إلى مطعم متحصل على نجمة ميشلان، وتتضمن حلقاته مجموعة غنية من لقطات الأطباق الشهية.
ويضم المسلسل أيضا حلقة مختارات بعنوان “فيشز” تروي لمدة ساعة قصة مأدبة كارثية لعائلة في خضمّ دراما نفسية. ومع أن مواضيعه ليست مضحكة على الإطلاق، ومنها الحداد والإدمان والموت، يبقى “ذا بير” مُصنفًا في فئة الكوميديا. ويتنافس “ذا بير” مع “هاكس” و”أبوت إلمنتري” و”أونلي موردرز إن ذي بيلدينغ” و”كورب يور أنثوسياسم”.
أخيرا أظهرت الترشيحات في الفئات المخصصة للمسلسلات القصيرة عودة قوية لمسلسل "ترو ديتيكتيف". فقد أحدثت هذه السلسلة البوليسية ضجة كبيرة قبل عشر سنوات، قبل أن تشهد موسمين آخرين غير متكافئين. وبما أن العمل من نوع الأنثولوجيا (مختارات فنية)، فإن الشخصيات في القصة وحبكتها تتغيّر بالكامل في كل مرة.
وقد حظي الموسم الرابع، بقصته المتمحورة حول شرطية تُجري تحقيقات وسط الأجواء القطبية في ألاسكا، بإشادة واسعة من النقاد والجمهور، وحصل على 19 ترشيحاً. ويتنافس العمل خصوصا في هذه الفئة مع “بايبي رييندير” الذي شكّل ظاهرة، إذ نال 11 ترشيحا. وفي هذا المسلسل من إنتاج نتفليكس يروي الممثل الكوميدي الإسكتلندي ريتشارد غاد كيف وقع فريسة لامرأة تعاني من اضطرابات نفسية، يمكنها التسلل إلى أصغر تفاصيل حياته وتحويلها إلى جحيم.
هذا المسلسل الذي قُدّم على أنه “قصة حقيقية” أثار جدلاً؛ فقد تعرّضت امرأة بريطانية، قيل إنها ألهمت الشخصية الرئيسية في العمل، لمضايقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقدّمت شكوى ضد نتفليكس بتهمة التشهير، مطالبة بتعويض قدره 170 مليون دولار. ومن المقرر أن تقام حفلة توزيع جوائز "إيمي" بنسختها السادسة والسبعين في 15 سبتمبر المقبل بلوس أنجلس. وبالتالي يكون عام 2024 قد شهد حفلتين لتوزيع جوائز “إيمي”، ذلك أن الحفلة الأخيرة أقيمت في يناير الماضي بسبب تأجيلها إثر الإضرابات التي شلت هوليوود العام الماضي.