مسلسلات درامية وكوميدية متنوعة للمشاهد الجزائري

الجزائر - يتميز الإنتاج التلفزيوني الجزائري خلال الموسم الرمضاني الحالي بالغزارة والتنوع في الأعمال الدرامية والكوميدية والترفيهية بمشاركة عدة أسماء فنية من أجل تلبية أذواق المشاهد الجزائري في الداخل والخارج.
وبالتزامن مع حلول شهر رمضان بدأ بث هذه الأعمال التلفزيونية الجديدة، سواء كانت مسلسلات درامية أو كوميدية أو من نوع السيتكوم أو برامج ترفيهية، وهي إنتاجات يزداد الطلب عليها في هذه المناسبة الدينية والاجتماعية، حيث يجد المشاهد الجزائري نفسه أمام باقة متنوعة وغزيرة من الإنتاجات تفرض عليه اختيار أفضلها وما يناسب ذوقه من حيث الموضوع والشكل.
كما تبرز هذه الأعمال جهود المنتجين في سعيهم لتلبية حاجة السوق الوطنية إلى المحتويات التلفزيونية وترقيتها، وفق ما يتناسب مع توقّعات الجمهور الذي بات متطلبا في السنوات الأخيرة، وهذا بالنظر إلى ما يتلقاه أيضا المشاهد من أعمال درامية عربية ذات مستوى مرموق.
وفي هذا الإطار تعرض المؤسسة العمومية للتلفزيون مسلسلين اجتماعيين، من إنتاج التلفزيون الجزائري، من نوع الدراما هما “انتقام الزمن” للمخرج إدريس بن شرنين، وهو من بطولة عدة أسماء بينها خديجة مزيني ويوسف سحيري، وكذلك “قصة حياة”، وهو من إخراج بشير سلامي وبطولة فنانين من قبيل محمد فريمهدي وياسمين عماري والوجه المسرحي الجديد أسماء شيخ.
كما سيكون المشاهد على موعد مع السلسلة الكوميدية “ماينا” التي ستعرض أيضا عبر التلفزيون الجزائري، وهي من تأليف لامية كحلي وإخراج وليد بوشباح، وتدور أحداثها في الجنوب الجزائري وتروي في قالب فكاهي مغامرات شخصيات طريفة جدا.
وعبر القنوات التلفزيونية الخاصة تعددت أيضا عناوين المسلسلات الدرامية في رمضان 2024، حيث تقترح في مجملها مواضيع ذات صلة بالمجتمع، من خلال معالجة درامية “يتوقع أن تكون في مستوى الأعمال العربية المنافسة”، حسب المتتبعين للشأن الثقافي، وهو ما يعد به مثلا مسلسل “دموع لولية” الذي تراهن قناة “سميرة تي في” على نجاحه، وهو من إخراج نجيب أولبصير وسيناريو رابح سليماني وتمثيل عدة أسماء معروفة يتقدمها حسان كشاش ونوميديا لزول.
ومن ناحيته يسجل مسلسل “الرهان” ظهوره على منصة “شاهد” لعرض الأفلام والمسلسلات العربية، بالموازاة مع عرضه على قناة “النهار”، وهو عمل جديد من إخراج محمود كمال من مصر وسيناريو رفيقة بوجدي، وهذا بمشاركة ممثلين من قبيل عباس رحماني وجميلة عراس.
ويتألف “الرهان” من 20 حلقة، مدّة كلّ واحدة 45 دقيقة، تستكشف قصة مثيرة عن انتقام عيسى زياني (عبدالقادر جريو) الذي يواجه خصمًا مريعًا هو عزيز توغار (عباس زحماني). تكتشف فرقة الشرطة المكلفة بالقضية خطته وتقرّر مراقبته وتعقّب عزيز توغار، وتقوم الضابطة منال (زهرة حركات) بالتسلّل إلى حياة عيسى زياني، إذ يقاوم البطل خصما قويا يواجه تحديات كبيرة. وتتعقد الأمور بسبب علاقة الحبّ التي تنشأ بين عيسى ومنال الضابطة المكلّفة بالمراقبة، وبين الشكوك ورغبة الانتقام يتولّد صراع داخلي وسط الكثير من الأحداث المثيرة والشيّقة.
وسيتمكّن العراقيون والمصريون والسوريون من مشاهدة المسلسل بلهجات مختلفة حيث يعرض باللهجة السورية أو المصرية أو الجزائرية. ووفقا لفريق العمل، فإنّ هذه العملية هي بمثابة تحد لولوج الدراما الجزائرية بثقافة المجتمع الجزائري ولهجته إلى البيوت العربية. وصرح شراف لدرع، المنتج التنفيذي لدى شركة “ويل ساوند” المنتجة للمسلسل، بأنّ “‘الرهان’ سيكون أوّل مسلسل تتم دبلجته باللهجتين المصرية والسورية، ويتم توزيعه في ثلاث دول، وهي مصر وسوريا والعراق، بالإضافة إلى منصة شاهد، نحن فخورون جدا بتصدير الثقافة الجزائرية نحو الدول العربية”.
◙ رمضان هذا العام يعتبر بالنسبة إلى بعض الأعمال الدرامية فرصة لمواصلة تقديم أجزاء جديدة منها، كما هو الحال مع مسلسل “حداش حداش”
من جهة أخرى يعود المخرج يحيى مزاحم هذا الموسم عبر قناة "الشروق" بعمل جديد بعنوان “البراني”، سيناريو يسرى مولوة وبطولة عدد من الأسماء كمصطفى لعريبي ومينة لشطر وعايدة عبابسة. كما يعتبر رمضان هذا العام بالنسبة إلى بعض الأعمال الدرامية فرصة لمواصلة تقديم أجزاء جديدة منها، كما هو الحال مع مسلسل “حداش حداش” على قناة “الشروق” أيضا لمخرجه وكاتب السيناريو أسامة قبي، وهو العمل الذي توج جزؤه الأول العام الماضي بإحدى جوائز مهرجان “ماتيرا” الدولي للمسلسلات التلفزيونية بإيطاليا في طبعته الأولى.
ويروي هذا العمل، في قالب بوليسي مشوق، قصة مجموعة من الأشخاص تربطهم علاقة صداقة قديمة سرعان ما تتعقد تدريجيا، حيث استعان المخرج بمجموعة معروفة من الممثلين والفنانين من أمثال يوسف سحيري وهيلدا أميرة دواودة ومليكة بلباي، إلى جانب ممثلين قدامى كبوعلام بناني وعايدة قشود ونجية لعراف. وتميز هذا العمل أيضا بالموسيقى التصويرية التي ألفها الثنائي أنيس جامة وشريف لهوبي، وأيضا بأغنية الجنيريك التي أداها كل من شمسو فريكلان وأمزيان عميش.
أما في مجال الكوميديا الدرامية فستتجدد قصة “دار الفشوش” للمخرج جعفر قاسم، وهي سلسلة من بطولة عثمان بن داود ومروان قروابي وسامية مزيان وآخرين تبث على قناة “سميرة تي في”، وسيكون المشاهد على موعد مع جزء ثان لسلسلة “البطحة” للمخرج وليد بوشباح على قناة “الشروق”، وهي من بطولة نبيل عسلي وياسمينة عبدالمومن ونسيم حدوش.
كما برمجت أعمال أخرى من نوع السيتكوم، على غرار سلسلة “هذي هي” التي تبث على قناة “البلاد” و”عايلة أونبان” على قناة “الوطنية”. أما قناة “الحياة” فتعرض “روتور داج”، وهي سلسلة فكاهية تتناول في قالب من التشويق والضحك والإثارة التناقض الذي يعرفه المجتمع اليوم بين التمسك بالتقاليد من جهة وموجة التحضر والتقدم من جهة أخرى، وهي من بطولة نوني محمود وحياة حمو وحميدو لحلو، مع مشاركة أسماء معروفة كمصطفى لعريبي وسارة لعلامة.