مسلسلات الـ15حلقة المصرية تتبنى النهايات السعيدة

القاهرة - شهدت دراما رمضان العام الحالي ازديادا واضحا في عدد المسلسلات القصيرة أو ما يعرف تحديدا بمسلسلات الـ15 حلقة، حيث قدر عددها بـ22 مسلسلا، 12 منها عرض في النصف الأول من رمضان والبقية بدأت عروضها مع بداية النصف الثاني من الشهر.
وحقق أغلب هذه الأعمال نسب متابعة وإشادات بمواضيعها المختلفة ومنحها مساحات أكبر للمواهب الصاعدة، على عكس المسلسلات الطويلة التي استأثرت بالبطولات المطلقة واستعراض القوة والفتوة.
وشهدت الأحداث الأخيرة في هذه المسلسلات نهايات مفرحة حيث سيطر عليها تحقيق الأحلام وحل المشكلات ومنحت السعادة لأبطالها، ما جعلها تبث جرعة أمل اعتبرها بعض رواد التواصل الاجتماعي منصفة للأبطال، بينما رآها البعض الآخر مبالغا فيها ولا يمكن أن تحدث إلا في الخيال أو “لأن المخرج عايز كدا”.
من هذه المسلسلات “إخواتي” الذي قدمت حلقته الـ15 حلا لمشكلات الشقيقات الأربع نيللي كريم وروبي وكندة علوش وجيهان الشماشرجي التي قامت بالانتقام من شقيقاتها في الحلقة قبل الأخيرة، بسبب كذبهن عليها وقتل زوجها وإيهامها بأن أحلامها تتحقق.
وفتحت نيللي كريم محلا لتأجير الملابس، فيما نجحت روبي في رد الأموال لأصحابها. ولأنها تحب الأطفال، عملت كندة علوش في دار للأيتام، فيما عادت جيهان الشماشرجي إلى حبيبها علي قاسم وتمت خطوبتهما.
وأشادت تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي بنهاية المسلسل ووصفها البعض بـ”الواقعية”، حيث سلط المسلسل الضوء على حياة أربع شقيقات واجهن معا تحديات وصعوبات متعددة على مختلف الأصعدة وتجمعهنّ روابط قوية رغم اختلاف شخصياتهنّ وتوجهاتهنّ في الحياة.
وحظيت الحلقة الأخيرة من مسلسل “ولاد الشمس” بتفاعل لافت وتأثير كبير على الجمهور الذي اعتبرها نهاية لائقة لمسيرة مليئة بالتحديات والآمال، وحملت مفاجآت وتطورات غير متوقعة.
“ولاد الشمس” بطولة أحمد مالك، طه دسوقي، محمود حميدة، معتز هشام، مريم الجندي، فرح يوسف، فليكس، جلا هشام، وعدد آخر من الفنانين، وهو من تأليف مهاب طارق وإخراج شادي عبدالسلام.
وبدأت الحلقة الأخيرة للمسلسل بأحداث مأساوية حيث تعرض مفتاح (طه الدسوقي) للطعن من قبل رجال ماجد (محمود حميدة)، بعد أن فدى حياة صديقه ولعة (أحمد مالك) أثناء محاولتهما سرقة ملف يثبت تورط ماجد في جرائم متعددة. ورغم محاولات ولعة لإنقاذه، إلا أن القدر كان أسرع، ليفارق مفتاح الحياة. يحزن ولعة على صديقه لكنه سرعان ما يقرر أن يحقق الحلم الذي كان يجمعهما؛ وهو تحويل دار الأيتام إلى مأوى حقيقي للأطفال، يمنحهم الحب والفرح، بعيدا عن عالم الجريمة، كما يفتتح “بازار الشمس” لعرض المشغولات اليدوية التي صنعها الأطفال. كما تمكن من الحصول على مستندات تدين ماجد، ليقرر الإبلاغ عنه وتسليمه للشرطة، ليحصل على جزائه القانوني.
وفي الأخير يجد ولعة الحب مع سحر (فرح يوسف)، ويبدآن معا في بناء حياة جديدة. وفي خطوة رمزية، يقرر ولعة تسمية مولوده القادم على اسم صديقه الراحل مفتاح. كذلك شهدت الحلقة الأخيرة من مسلسل النص أحداثا مشوقة، إذ قرر النص، الذي يجسد دوره الفنان أحمد أمين، الانتقام من سلطة الاحتلال الإنجليزي بطريقة غير متوقعة، عبر سرقة الماسة الملكية لإحراجهم أمام الرأي العام.
وضع النص خطة جريئة ولم يكن هدفه الاحتفاظ بالماسة، بل فضح الاحتلال إعلاميا، فرتّب مع صحافية إنجليزية لحضور العملية والتقاط الصور الحاسمة، وخلال الحفل، دس مواد مخدرة للحاضرين، ما سهل عليه تنفيذ السرقة، حيث التقطته الكاميرا وهو يحمل الماسة، ثم سلّمها إلى شمبانزي ظل يتنقل بها حتى استطاع هو وفريقه الهروب.
وتفرق فريق النص بعد نجاح العملية، فذهبت رسمية التي تجسد دورها الفنانة أسماء أبواليزيد إلى الإسكندرية، بينما بدأ النص حياة جديدة تحت اسم عبدالعزيز القناوي، وأطلق مشروعا تجاريا، ظنا منه أنه تخلص من ماضيه كـ”نشال”.
وكانت المفاجأة الكبرى تعرضه للاختطاف، ليجد نفسه أمام يكن باشا الذي يجسد دوره الفنان محمد ممدوح، وهناك كشف له عن تنظيم سري ضد الإنجليز، لكنه متحالف مع الألمان، وطلب منه الانضمام إليه، لتُختتم الحلقة بنهاية مفتوحة.
وقصة مسلسل النُّص مستوحاة من كتاب “مذكرات نشال” للباحث أيمن عثمان يعود من خلاله أحمد أمين إلى الماضي وتحديدا إلى حقبة الثلاثينات من القرن الماضي، وهو من إخراج حسام علي. ولعب أحمد أمين دور نشال محترف يدعى عبدالعزيز النص قرر التوبة عن السرقة، وشّكل فرقة لمواجهة الاحتلال الإنجليزي مكونة من مجموعة من النشالين واستطاع أمين وفرقته مقاومة الاحتلال ليتحول من نشال إلى بطل شعبي تتحاكى به الأجيال.
كذلك شهدت أحداث مسلسل “قلبي ومفتاحه” الأخيرة نهاية سعيدة حيث غادرت ميار (مي عزالدين) منزل طليقها أسعد (محمد دياب) بعد سجنه وعودتها إلى محمد (آسر ياسين) بعد خروجه من السجن. تأتي النهاية على صوت فريد الأطرش وأغنيته الشهيرة “قلبي ومفتاحه”، وذلك بعد سلسلة من المشاكل والمعاناة التي عانى منها الثنائي حتى وصولهما إلى اللحظة التي يشعران فيها بسعادة وأمان بعيدا عن دنيا أسعد المتسلط.
هذه بعض النهايات السعيدة التي طبعت مسلسلات تابعها الجمهور بشغف، وعلقت عليها الناقدة ماجدة خيرالله بالقول “مشكلة مسلسلات النصف الثاني من رمضان، إننا لسه مشحونين بأحداث وأبطال (مسلسلات) النصف الأول، يعني لسه متأثرين بنهاية أبناء دار الشمس وعلاقة ولعة ومفتاح، ومأخوذين بما وصلت إليه علاقة محمد عزت وميار وأسعد، وعايشين فرحة بوسي التي دبرت الـ80 باكو وأنقذت الست لولا، ودكانها، واطمأن بالنا على مصائر الأخوات الثلاث، لسه محتاجين وقت عقبال ما نفوق ونندمج مع حكايات أبطال المسلسلات الجديدة ونشوف حكايتهم إيه؟”