مسلحون يمنعون حملة انتخابية للائحة تابعة لقوى التغيير في جنوب لبنان

لائحة "معا للتغيير" تتهم عناصر منظمة ومسلحة بالاعتداء عليها وإطلاق الرصاص الحي لإجبارها على عدم إطلاق حملتها الانتخابية في بلدة الصرفند.
الأحد 2022/04/17
التغييريون لن ترهبهم الاعتداءات

بيروت - أقدم عدد من الشبان على منع أعضاء لائحة انتخابية تابعة لقوى التغيير، وهي لائحة "معا للتغيير"، من إطلاق حملتهم الانتخابية التي كانت مقررة بعد ظهر السبت في بلدة الصرفند جنوب لبنان. 

وقالت المرشحة سارة سويدان عن دائرة صور الزهراني، على لائحة "معا للتغيير"، في مقطع فيديو تم تداوله "لقد تم منع لائحة تابعة لقوى التغيير من إطلاق حملتها الانتخابية، حيث تم قطع الطريق بالدواليب وتعرض عدد من مناصري اللائحة للتعنيف".

وبعد عملية الاعتداء التي أدت إلى تأجيل إطلاق اللائحة، عقد المشاركون في  لائحة "معا للتغيير"، مؤتمرا صحافيا لشرح ملابسات الاعتداء، مؤكدين المضي بحملتهم الانتخابية ولن ترهبهم هذه "الرسالة" لإسكات صوتهم في الجنوب.

وخلال المؤتمر أصدرت اللائحة بيانا قالت فيه إنها فوجئت "بمجموعة من عناصر منظّمة ومسلّحة تقطع الطريق على مناصري وأعضاء اللائحة لتمنعهم من الوصول إلى مكان الإعلان، وبدأوا بالاعتداء بالكلام المهين وطرد الناس وإجبارهم على العودة والتراجع. ومع إصرار مناصري اللائحة على العبور قاموا بالاعتداء بالضرب وإطلاق الرصاص الحي ورشق السيارات والحشد بالحجارة". 

وأضافت "إنّنا إذ نستغرب هذا الفعل القمعي والعدواني الذي لم يحصل إلّا في دائرة الزهراني – صور، وكأن الرسالة أن هذه الدائرة مغلقة وغير مسموح للرأي الآخر بأن يعبّر عن أفكاره وبرامجه وخطّه السياسي الملتزم بمواجهة السلطة الفاسدة".

وتابعت "أمام ذلك كلّه، نحمّل نحن كلائحة 'معا للتغيير' ‏الأجهزة الأمنية المسؤولية كاملة عما حدث. كما أننا كنا قد أبلغناها منذ أيام، ورغم ذلك تأخرت عن حماية المواطنين وتأمين الحماية اللازمة لمؤتمر ‏إطلاق لائحة 'معا للتغيير'. كذلك ندعو السلطات القضائية إلى تحمّل مسؤولياتها في ملاحقة ومعاقبة المعتدين وهؤلاء المغرر بهم".

وأكدت "إننا في لائحة 'معا للتغيير' نقول لكل التغييريين إننا مستمرون وإياكم في المواجهة ورفع الصوت عاليا، ولن نستكين ولن تثنينا هكذا أعمال عدوانية عن استكمال مشروعنا السياسي الواضح".

وأفادت محطتا تلفزيون "الجديد" و"أل.بي.سي" بأن مناصري "حركة أمل" وضعوا الحواجز على مدخل الصالة التي كانت ستستقبل إطلاق البرنامج الانتخابي للائحة "معا للتغيير" في الصرفند، وتم الاعتداء على المشاركين بالحجارة.

لكن "حركة أمل" رفضت هذا الاتهام، وقالت في بيان لها "تتناقل بعض وسائل الإعلام والمواقع الإخبارية معلومات غير دقيقة عن علاقة عناصر من حركة أمل بإشكال وقع في منطقة الصرفند، وتنفي الحركة أي علاقة لها بالحادثة وتضعها بعهدة القوى الأمنية".

وأوضحت بلدية الصرفند في بيان أنه كان من المقرر أن تستضيف استراحة الوادي في البلدة، احتفالا لإطلاق إحدى اللوائح الانتخابية.

وقالت البلدية "قرابة الساعة الثانية والنصف عصرا، عمد بعض المحتجين من أبناء البلدة والجوار إلى قطع الطريق المؤدي إلى الاستراحة، وأطلقوا شعارات وهتافات مناهضة للائحة المذكورة ولوجودها في المكان، فضلا عن حصول إشكالات ومشادات كلامية محدودة".

وأضافت البلدية "على الفور سارعت فعاليات البلدة السياسية والبلدية والاختيارية وعمدت إلى تهدئة الوضع وإعادته إلى طبيعته، بمؤازرة من القوى الأمنية اللبنانية، لاسيما الجيش اللبناني".

وتابع البيان "إن بلدة الصرفند تجدد التزامها وتأكيدها وحرصها على تأمين كافة مناخات التنافس الديمقراطي وفقا لقواعد القانون، واتباع الأصول المرعية الإجراء في تنظيم أي فعالية كانت".

وقوبل هذا الاعتداء برفض واسع من قبل جهات وأحزاب وسياسيين.

وكتب رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميّل عبر تويتر قائلا "معركة الجنوب لها رمزية وطنية وتحمل رسالة أساسية! التحدي كبير والمرشحون التغييريون فيها أبطال القرار الحر".

كما أصدرت جمعية "إعلاميون من أجل الحرية" بيانا قالت فيه "ندين الاعتداء الآثم الذي نفذته عناصر حزبية لمنع إعلان لائحة التغيير في الصرفند، ونسأل عن دور القوى الأمنية في حماية اللائحة، ونسجل بأسف الاعتداء على المصورين والصحافيين".

وأكدت أن "ما حصل يؤشر على سلوك مبرمج يهدف إلى منع حدوث الاستحقاق الذي ينتظره الشعب اللبناني، ويؤكد أن قوى الأمر الواقع تريد انتخابات بنتائج معلبة".

وأدان رئيس "حركة الاستقلال" والنائب المستقيل ميشال معوض عبر حسابه على تويتر عملية الاعتداء على المشاركين ومناصري لائحة "معا للتغيير"، مشددا على أن لا ديمقراطية حقيقية في ظل السلاح، داعيا السلطات إلى بسط سلطتها وتوقيف المعتدين ومحاكمتهم.

واعتبرت المحامية الدولية والناشطة السياسية رندلى بيضون، في تغريدة على تويتر، أن "ما حدث مع لائحة 'معا للتغيير' اليوم (السبت) هو عمل بلطجة وترهيب". وأضافت "لن يزيدنا إلا عزما والسير قدما معا للتغيير".

وللمرة الأولى في لبنان تخوض مجموعات المجتمع المدني المعركة في لوائح موحدة في مناطق الجنوب، حيث السيطرة لحزب الله وحركة أمل.

ومن المقرر أن تجرى الانتخابات النيابية اللبنانية في الخامس عشر من مايو المقبل، حيث تتنافس 103 لوائح انتخابية، من بينها أكثر من خمسين لائحة تحمل شعارات التغيير، لاختيار أعضاء البرلمان الجديد.