مسك للفنون

معهد مسك للفنون الذي يديره الفنان أحمد ماطر هو جزء من مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز “مسك الخيرية”، ولأن تلك المؤسسة هي جزء من رؤية 2030 يمكن أن يكون المعهد بمستوى النبوءة لا بالنسبة للفن في السعودية فحسب، بل وأيضا في العالم العربي.
وكما أرى فإن إناطة إدارته التنفيذية لفنان منفتح على العالم ومتفاعل معه مثل ماطر ستهبه القدرة على أن يضع خططا للنهوض بالفن في العالم العربي في مواجهة كسل مؤسسات فنية عربية كنا نتوقع منها الكثير، غير أنها خيبت آمالنا.
ولقد كان تكريم رواد الفن التشكيلي في السعودية الذي جرى نهاية العام المنقضي، حدثا سعيدا، غير أنه في الوقت نفسه ينطوي على دلالة مهمة في عمل المعهد.
“لقد طوينا بشرف صفحة مهمة من صفحات تاريخنا، علينا الآن أن ننظر إلى حاضرنا ونتطلع إلى المستقبل”، تلك هي الرؤية التي ستعيننا على فهم الخطوات اللاحقة، وهي خطوات ستنفتح من خلالها المملكة على العالم العربي فنيا بأسلوب معاصر ومبتكر يحمل بين طياته الكثير من المفاجآت.
هناك رغبة حقيقية في التأصيل، وهي رغبة تميل إلى إبراز الجانب المشرق من الفن في العالم العربي بعد أن شوّشت أسواق الفن والمزادات الكثير من الحقائق، ولأن ماطر نفسه يعرف شخصيا تلك الحقيقة، وقد خبرها باعتباره واحدا من رواد الفن المعاصر العرب، فإنه سيلجأ إلى البحث والتقصي عميقا من أجل العثور على ضالته.
سيعينه في ذلك خبراء ونقاد فن سعوديون وعرب هم ليسوا أصلا جزءا من حفلات التسويق والتنسيق التي غدرت بالفن الحقيقي في السنوات الأخيرة، وكما أرى فإن معهد مسك للفنون هو مشروع السعودية لاحتضان الفن في العالم العربي ضمن رؤية 2030، وهو لذلك سيكون قادرا على المواءمة بين ماضي ذلك الفن وحاضره ومستقبله.
أحمد ماطر الذي يجيد التفكير في الفن سيجد الطرق أمامه سالكة في اتجاه عالم عربي متنوع في أدائه الفني.