مسعود بارزاني يتلقى رسالة من عبدالله أوجلان قبل ظهوره

رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني يؤكد خلال لقائه وفد إيمرالي استعداده الكامل للمساعدة والدعم لعملية السلام في تركيا وإنجاحها.
الأحد 2025/02/16
الزعيم الكردي وسيطا للسلام في المنطقة

أربيل (كردستان العراق) - سلّم الأحد وفد من حزب المساواة وديموقراطية الشعوب التركي المناصر للأكراد الزعيم الكردي العراقي مسعود بارزاني رسالة من عبدالله أوجلان مؤسس حزب العمال الكردستاني، وذلك في إطار مساع لإطلاق عملية سلام مع أنقرة.

ونقل الموفدون من القوة الثالثة في البرلمان التركي "رسالة من السيد عبد الله أوجلان إلى الرئيس (مسعود) بارزاني" زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، خلال اجتماع الأحد قرب عاصمة إقليم كردستان العراق المتمتع بحكم ذاتي، حسبما أفاد مكتب بارزاني.

ويخوض حزب العمال الكردستاني نزاعا مسلحا منذ أربعة عقود مع السلطة المركزية التركية، وتصنفه تركيا وحلفاؤها الغربيون منظمة "إرهابية".

وتقيم تركيا منذ 25 عاما قواعد عسكرية في شمال العراق لمواجهة متمردي الحزب المنتشرين في مواقع ومعسكرات في إقليم كردستان.

من جهته، دعا بارزاني إلى "أن يركز جميع الأطراف جهودهم على إنجاح عملية السلام" باعتبارها "الطريق الوحيد الصحيح للوصول إلى حلّ" النزاع.

واستمرّ اللقاء "ساعة و45 دقيقة"، بحسب بيان صدر عن الوفد التركي برئاسة النائبَين سيري سورييا أوندر وبرفين بولدان اللذين زارا أوجلان مرتين في سجن جزيرة إيمرالي قبالة سواحل اسطنبول، حيث يقبع مؤسس حزب العمال الكردستاني منذ 1999.

وأكّد أوجلان خلال اللقاءين أنه "مصمّم" على المشاركة في عملية المصالحة.

فيما كانت جهود السلام مجمدة منذ حوالي عقد، أطلق معسكر أردوغان مبادرة قام حليفه الرئيسي القومي دولت بهجلي بطرحها في أكتوبر على أوجلان المحكوم بالسجن مدى الحياة.

ودعا بهجلي حينها أوجلان إلى نبذ العنف وحلّ حزبه، لقاء الإفراج المبكر عنه.

وأوضح حزب المساواة وديمقراطية الشعوب في بيانه المقتضب الأحد أن الوفد "قدّم معلومات عن الاجتماعات التي عُقدت مع السيد أوجلان، وتلقى آراء ومقترحات وأفكار بارزاني في ما يتعلق بالعملية".

وسيواصل الوفد لقاءاته في أربيل الاثنين مع رئيس إقليم كردستان نيجرفان بارزاني، على أن يتوجه الثلاثاء إلى السليمانية ثاني أكبر مدن الإقليم للقاء رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني.

ومن المتوقّع أنّ يُطلق أوجلان "نداء تاريخيا" خلال الأسابيع المقبلة، يأمل العديدون أن يشكل مدخلا لحلّ ديمقراطي لـ"القضية الكردية".

ومن المقرر أن يلتقي الوفد رئيس كردستان العراق نيجيرفان بارزاني، قبل أن ينتقل الاثنين إلى السليمانية لعقد اجتماعات مع رئيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني، ونائبه قوباد طالباني، وممثلي الاتحاد الوطني الكردستاني.

ويأتي هذا التحرك في ظل تطورات متسارعة بشأن الملف الكردي في تركيا، لا سيما بعد اللقاءات التي أجراها حزب "ديم" مع زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان في سجنه بجزيرة إيمرالي التركية.

وبحسب معطيات أوردتها وسائل إعلام عراقية فإن الوفد قدم إلى الإقليم حاملا رسالة من عبدالله أوجلان إلى القيادات الكردية، يطلعهم على مضمون الرسالة الفيديوية التي سيعلنها للرأي العام في الأيام المقبلة، والتي تهدف لضمان الهدنة، ويطلب منهم المشاركة في المفاوضات مع أنقرة.

وذكرت صحيفة "آيدنليك" التركية أن وفدا من حزب الديمقراطية ومساواة الشعوب حصل على ستة مقاطع فيديو لعبدالله أوجلان لم يتم الكشف عنها للجمهور بعد.

وقال عبدالرحيم السماوي، وهو شخصية تركية بارزة خدم سابقا في مجلس العقلاء خلال عملية السلام، إن الحكومة التركية وحزب الديمقراطية ومساواة الشعوب يمتلكان هذه المقاطع.

ووفقا للسماوي فإن أوجلان طلب من وفد إيمرالي زيارة زعيم الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني قبل الكشف عن محتوى الرسائل التي تتضمنها هذه المقاطع، مشيراً إلى أنه قد توصل إلى اتفاق مع الأتراك ويعتبر رأي بارزاني ذا أهمية كبيرة.

وتنتظر تركيا بشكل خاص، وسوريا والعراق بشكل جانبي، حدثا استثنائيا، وهو ظهور أوجلان من داخل سجنه، فيما يؤكد مراقبون أن هذا الظهور سيبدأ صفحة من المفاوضات.

ومن المتوقع أن يشمل ظهور أوجلان نقاطا عدة، منها الإعلان عن تسوية الأوضاع مع تركيا، والدخول في العملية السياسية تمهيدا لإخراجه من سجنه، وما يؤكد هذا، إنه في نهاية ديسمبر من العام الماضي، أكد أوجلان التزامه بالحوار من منطلق المسؤولية التاريخية، وهو ما دفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الإشارة منتصف يناير الماضي إلى تقدم كبير في هذه المفاوضات".

وتعتقد أوساط سياسية أن أوجلان سيطلب من مسلحي الحزب في تركيا وسوريا والعراق إلقاء السلاح والانضمام إلى العمل السياسي، وبالتالي انتهاء الصراع المسلح.

وكان رئيس حزب المساواة للشعوب والديمقراطية، وهو الحزب الرئيسي الممثل للأكراد في البرلمان التركي تونجر باكيرهان، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى استغلال هذه الفرصة قائلا إن "كل شيء الآن في يد أردوغان، وهذه فرصته لصنع التاريخ".

ورغم أنّ موعد رسالته المرتقبة لم يُحدد بعد، إلا أنّ الزعماء السياسيين الأكراد يقولون إنّها وشيكة ويؤكدون أنّها ستصدر قبل عيد النوروز (رأس السنة الكردية) في مارس.

غير أن التوجّس والقلق لا يزالان قائمين، إذ سبق أن سادت آمال بتحقيق السلام سرعان ما تبددت، ولا سيما عند انهيار الهدنة التي تمّ التوصل إليها في العام 2015، ما أدى إلى اندلاع العنف في جنوب شرق تركيا.