مسرور برزاني يزيح الغموض حول العودة المدرسية بكردستان العراق

الإعلان عن انطلاق العام الدراسي في أربيل والسليمانية في وقت يلوح معلمون بتنفيذ إضراب احتجاجا على تأخر رواتب شهري أغسطس وسبتمبر.
الأربعاء 2024/09/25
قرع الجرس إيذانا بانطلاق العام الدراسي

أربيل (إقليم كردستان العراق) – أزاح رئيس حكومة إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني، اليوم الأربعاء الغموض حول العودة المدرسية إثر تتواتر أنباء عن تأجيلها بعد تهديد المعلمين بمقاطعة الدوام احتجاجا على تأخر رواتب شهري أغسطس وسبتمبر.

خلال الساعات الماضية تواترت أنباء عبر وسائل إعلام عراقية وكردية عن احتمال تأجيل موعد العودة المدرسية بسبب الإضراب الذي يعتزم المعلمون تنفيذه في المدارس والدوائر الحكومية في الإقليم احتجاجا على تأخر رواتبهم لشهري أغسطس وسبتمبر، بعد أن قامت الحكومة الاتحادية ببغداد بصرف رواتب موظفيها، وهو ما فاقم الغموض حول انطلاق العام الدراسي.

وأعلنت وزارة التربية في إقليم كردستان، الأربعاء، عن بدء العام الدراسي الجديد 2024-2025 في مدارس الإقليم.

وذكر بيان للوزارة، أن "رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، قرع الجرس في إحدى مدارس بمدينة كوية التابعة لمحافظة أربيل، إيذاناً ببدء العام الدراسي الجديد".

وأضاف أن "عدد الطلبة الذين بدأوا دوامهم هذا العام بلغ مليون و700 ألف طالب وطالبة في المدارس الحكومية، بالإضافة إلى 132 ألف طالب وطالبة في المدارس الأهلية".

وأشار إلى أن "عدد المعلمين في الملاك الدائم بلغ 118 ألف معلم ومعلمة، و38 ألف معلم ومعلمة بنظام العقود.

كما أعلنت مديرية التربية في غرب السليمانية الثلاثاء عن إعادة فتح أبواب المدارس اليوم الأربعاء أمام الطلاب، مؤكدة أن جميع الاستعدادات اللازمة لانطلاق العام الدراسي الجديد قد اكتملت.

وأكد بناز رمضان، مدير التربية في غرب السليمانية، في بيان أن "المدارس ستفتح أبوابها الأربعاء، أمام الطلاب بعد إتمام التحضيرات اللازمة لاستقبالهم".

وأضاف البيان أن "المديرية اتخذت عدة مبادرات لتوعية الطلاب وضمان بداية سلسة للعام الدراسي الجديد".

كما أشار رمضان إلى أن "فرقًا متخصصة بدأت منذ الثلاثاء في تنفيذ حملات توعية ميدانية، تشمل تعليق الملصقات الإرشادية في مواقع متعددة داخل المدارس، لتوجيه الطلاب وإعدادهم لاستئناف الدراسة بشكل منظم".

وتأتي هذه الاستعدادات ضمن خطة أوسع تهدف إلى إعادة الحياة المدرسية إلى طبيعتها في إقليم كردستان العراق، بعد تحديات السنوات السابقة التي شهدت تأجيلات وصعوبات بسبب الأوضاع الصحية والاقتصادية.

ويواجه المعلمون والموظفون في إقليم كردستان منذ سنوات مشكلة تأخر الرواتب وعدم دفع المستحقات المالية، مما أدى إلى احتجاجات واسعة ومقاطعة العملية التعليمية في بعض السنوات.

ورغم الإعلان الرسمي عن بدء العام الدراسي وفتح المدارس أبوابها في الموعد المحدد، لا يزال المعلمون في انتظار حسم أزمة الرواتب المتأخرة.

وتبقى قضية الرواتب وتأخرها الشغل الشاغل للجميع في إقليم كردستان. حيث إذا لم يتم التوصل إلى حل سريع، فقد يشهد الإقليم تكرارا لأزمة مقاطعة التعليم، مما سيؤثر بشكل مباشر على مستقبل آلاف الطلاب الذين ينتظرون بدء عامهم الدراسي وسط ظروف استثنائية.

وبعد ساعات من انتظار قرار هيئة الدفاع عن حقوق المعلمين والموظفين الحكوميين في إقليم كردستان، حول الإضراب المزمع تنظيمه، أعلنت الهيئة عن تأجيل المظاهرات التي كانت مقررة اليوم الأربعاء، لكن مجموعة كبيرة من المعلمين لوجت بالخروج بتظاهرات أمام مقر الأمم المتحدة وفي جميع محافظات الإقليم إذا لم يتم صرف الرواتب المتأخرة.

وأكد دلشاد ميراني ممثل الهيئة خلال مؤتمر صحافي عقد مساء الثلاثاء، أنه تم تأجيل المظاهرات التي كان مخططا لها احتجاجاً على تأخر صرف الرواتب وتردي الأوضاع المعيشية للمعلمين، إلى موعد غير محدد.

وأوضح أن "أحد الأسباب وراء قرار التأجيل هو المخاوف من أن يتم استغلال هذه الحركة الاحتجاجية من قبل أي حزب سياسي، وأن يتم توجيهها لتحقيق أهداف لا تصب في مصلحة المعلمين".

كما أشارت الهيئة إلى أن "ضعف الحراك الشعبي والنشاطات الاحتجاجية في الشوارع كانت سبباً إضافيا للتأجيل".

وفيما يتعلق بالمطالب الأساسية للمعلمين، شددت الهيئة على ضرورة حل أزمة الرواتب والمستحقات المالية بشكل جذري، وأكدت أن المعلمين سيواصلون زياراتهم إلى العاصمة بغداد من أجل الضغط على الحكومة المركزية لحل هذه الأزمة.

كما أبدت اللجنة تفهمها لحالة السخط بين المعلمين، لكنها حذرت من أن المظاهرات الآن ليست الحل الأمثل في الوقت الحالي، مشيرة إلى أن الأولوية هي صرف الرواتب المتأخرة ورفع الرواتب لتحسين الأوضاع المعيشية للمعلمين.

وفي المقابل، أعلنت مجموعة أخرى من المعلمين خلال مؤتمر صحافي مساء الثلاثاء، عن تهديدها بالتصعيد في حال لم يتم صرف رواتب شهري يوليو وأغسطس.

وأكد المعلمون أنهم يخططون لمقاطعة الفصول الدراسية والقيام بتظاهرت كبيرة إذا لم تستجب الحكومة لمطالبهم المتعلقة بصرف الرواتب المتأخرة.

وخلال المؤتمر الصحفي، أوضحت المجموعة أنها قامت بزيارات متكررة إلى العاصمة بغداد خلال الصيف، ولكن دون جدوى، حيث لم يتم اتخاذ أي خطوات فعلية لحل الأزمة المالية بشكل جذري.

وشددت المجموعة على أن الاحتجاجات ستتواصل حتى تتم تلبية جميع المطالب، محذرة من تداعيات تصعيد الموقف إذا استمرت الحكومة في تجاهل حقوقهم.

وأكد المعلمون أنهم يخططون لتنظيم تظاهرات واسعة في مدينة أربيل بالتزامن مع بداية العام الدراسي الجديد، بما في ذلك تنظيم اعتصامات مفتوحة أمام مقرات الأمم المتحدة إذا لم يتم حل الأزمة.

ومنذ فبراير الماضي، كانت بغداد تمول أربيل بمبلغ 55 مليار دينار ومجموع هذه الأموال تساوي رواتب شهر يوليو كفروقات، وأرسلت وزارة المالية إلى حكومة أربيل رواتب أغسطس وجزءا متبقيا من رواتب شهر يوليو فقط. وفق ما أورد موقع "بغداد اليوم" نقلا عن مصدر مطلع على الأمر.

وأضاف المصدر أن "الحكومة العراقية احتسبت مبلغ الفروقات وهو يساوي رواتب يوليو، لذا على حكومة الإقليم ان تدفع رواتب يوليو لموظفيها، كون الحكومة الاتحادية أرسلت رواتب شهر أغسطس فقط".

وأشار إلى أن "حكومة الإقليم ترفض توزيع الرواتب حتى الآن، فيما مضى أكثر من 58 يوما ولم يتسلم الموظف راتبه حتى الآن".

ويعاني الموظفون والمتقاعدون في إقليم كردستان من مشكلات اقتصادية قاسية نتيجة تأخر صرف رواتبهم منذ نحو 10 سنوات، وعلى هذا الأساس، اتخذت المحكمة الاتحادية العليا قرارا يقضي بتوطين رواتب موظفي الإقليم ومتقاعديهم مع بغداد، لكن القرار اصطدم بامتناع حكومة أربيل عن تقديم جميع المعلومات اللازمة وأعداد موظفيها الحقيقيين للبنوك الاتحادية في بغداد، الامر الذي دفع الأخيرة الى عدم ارسال مبالغ رواتب موظفي الإقليم.

وتبقى الأسماء المكررة و"الفضائيين" المشكلة الأكبر التي تعرقل صرف رواتب القوات الأمنية في الإقليم وحتى المدنية.