مسرور بارزاني في قطر لبحث التعاون الاقتصادي والتطورات الإقليمية

رئيس حكومة إقليم كردستان ورئيس جهاز قطر للاستثمار يبحثان توسيع مجالات التعاون في قضايا مثل الطاقة والبنية التحتية الاقتصادية، وكذلك إصلاح النظام المصرفي في الإقليم.
الثلاثاء 2025/03/25
مباحثات مهمة لتنمية اقتصاد الإقليم

الدوحة – عقد رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، مسرور بارزاني، الاثنين خلال زيارة رسمية إلى العاصمة القطرية الدوحة الاثنين، سلسلة من المشاورات الهامة مع المسؤولين القطريين، وذلك في إطار سعي الإقليم لتعزيز علاقاته الدولية وجذب الدعم الاقتصادي.

ويظهر التواصل الكثيف لقيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني مع قادة بلدان خليجية ملامح توجّه ثابت لدى حكومة إقليم كردستان التي يقودها الحزب بشكل رئيسي، نحو توسيع التعاون مع تلك البلدان التي تتميز بحيويتها الاقتصادية.

وقد ناقش بارزاني مع كبار المسؤولين القطريين، بما في ذلك الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، سبل تعزيز التعاون بين إقليم كردستان وقطر في مجالات السياسة والاقتصاد والمستجدات في العراق والمنطقة بشكل عام.

كما تناول الاجتماع بين بارزاني ورئيس جهاز قطر للاستثمار الشيخ بندر بن محمد آل ثاني توسيع مجالات التعاون في قضايا مثل الطاقة والبنية التحتية الاقتصادية، وكذلك إصلاح النظام المصرفي في إقليم كردستان.

وتكتسب زيارة مسرور بارزاني، إلى دولة قطر أهمية بالغة، حيث يسعى إقليم كردستان إلى جذب الاستثمارات القطرية في مختلف القطاعات الحيوية، مثل الطاقة والبنية التحتية والزراعة والسياحة.

وتعتبر قطر بما تملكه من صناديق سيادية قوية شريكا اقتصاديا مهما يمكنه المساهمة في تنمية اقتصاد الإقليم، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية التي يواجهها أبرزها العجز المالي الذي نجم عن انخفاض أسعار النفط، فضلاً عن تراجع الإيرادات وارتفاع تكاليف الخدمات الأساسية.

ولم تقتصر المشاورات على الجانب الاقتصادي، بل تناولت أيضًا الأوضاع والتطورات في العراق والمنطقة، إذ تبادل الجانبان وجهات النظر حول سبل تعزيز الاستقرار الإقليمي ومواجهة التحديات المشتركة.

وتعكس هذه المشاورات رغبة إقليم كردستان في بناء شراكات استراتيجية مع دول المنطقة، بما يخدم مصالحه الاقتصادية والسياسية.

وشهدت العلاقات بين دولة قطر وإقليم كردستان- العراق تحسّنا ملحوظا في العام 2023، بعد أن وضعت الحكومة الكردية بند تعزيز العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع الدول الخليجية في أعلى سلّم أولوياتها.

وقد شمل ذلك توسيع التبادل التجاري مع الدوحة، خاصة في القطاع الزراعي. كما تسعى أربيل والدول الخليجية إلى تعميق شراكتهما في قطاع الطاقة من خلال مشروع شبكة أنابيب يربط كردستان بالحدود التركية، يتوقّع أن تسهم فيه قطر، ويهدف إلى استغلال احتياطيات الغاز في كردستان، وتعزيز موقع تركيا كمركز رئيسي لتصدير الغاز، مع الاستفادة من مكانة قطر كقوّة عالمية في مجال الغاز الطبيعي المسال.

وعلى نطاق أوسع، وقّعت كل من قطر والإمارات على "مشروع طريق التنمية"، وهي مبادرة بنية تحتية ضخمة تطمح إلى إنشاء مسارات جديدة للتجارة والإمدادات في المنطقة.

وفي مايو 2024، افتتحت دولة قطر قنصليتها في مدينة أربيل، ما شكل خطوة كبيرة نحو تعزيز العلاقات بين الطرفين في مختلف المجالات، بما في ذلك المجال الاقتصادي. وقد شهد الافتتاح حضور أحمد حسن الحمادي، أمين عام وزارة الخارجية القطرية، الذي أشار إلى أهمية تعزيز التعاون مع إقليم كردستان في سياق تحولات المنطقة.

من جانبه، أكد مسرور بارزاني على "المكانة المرموقة" التي تحظى بها دولة قطر في الشرق الأوسط، مشيراً إلى حرص إقليم كردستان على توثيق وتعميق علاقات التعاون الثنائي مع الدوحة في مختلف المجالات، بما في ذلك القطاعات الحيوية مثل الاستثمار والتنمية الاقتصادية.

وقد شهدت الأشهر الماضية تعزيزاً ملحوظاً في هذا التعاون، حيث يسعى الطرفان إلى تبادل الخبرات وتنفيذ مشاريع استثمارية مشتركة تساهم في تعزيز استقرار إقليم كردستان وزيادة تنميته الاقتصادية.

وتوفر أربيل فرصاً كبيرة للمستثمرين القطريين في العديد من القطاعات الحيوية التي تمثل أولوية لتنمية الإقليم. فإقليم كردستان يعد من أبرز مناطق الشرق الأوسط التي تتمتع بمصادر طاقة ضخمة، خاصة في مجال النفط والغاز.

وتشهد هذه القطاعات الحيوية بالفعل تعاوناً مع شركات دولية ومحلية، وهي تعد ساحة مفتوحة للاستثمارات القطرية التي تساهم في تعزيز استقرار الإقليم المالي.

وإلى جانب قطاع الطاقة، هناك مجالات أخرى ذات إمكانيات كبيرة للاستثمار مثل البنية التحتية والسياحة والزراعة.

ويتمتع إقليم كردستان بموقع جغرافي استراتيجي وتنوع طبيعي يمنح الفرص لتطوير قطاع السياحة، بينما يمثل قطاع الزراعة نقطة انطلاق مهمة لتحقيق الأمن الغذائي وزيادة الإنتاج الزراعي.

وفي هذا الإطار، تسعى قطر إلى الدخول في شراكات استراتيجية لتطوير هذه القطاعات الحيوية، حيث يعمل الجانبان على تعزيز التجارة الثنائية، وتبادل المنتجات والخدمات المتنوعة.

ولا تقتصر العلاقة بين الدوحة وأربيل فقط على التعاون الاقتصادي، بل تتسع لتشمل الجوانب السياسية والثقافية. فهناك توافق مشترك بين الجانبين على تعزيز الاستقرار في المنطقة عبر تبني سياسات تضمن احترام السيادة والتنوع الثقافي. ويستند التعاون بين الجانبين إلى مبدأ الشراكة، التي تسعى إلى تقديم حلول مشتركة للتحديات الإقليمية والدولية.

ومع استمرار النمو في العلاقات الثنائية، من المتوقع أن تزداد الفرص الاقتصادية والتجارية بين إقليم كردستان ودولة قطر في السنوات المقبلة.