#مسرحية_حفظ_ماء_الوجه سخرية عربية من الرد الإيراني

طهران - شنت وسائل الإعلام الإيرانية واللجان الإلكترونية التابعة للسلطات على مواقع التواصل الاجتماعي حملة منظمة لاستخدام “أخبار مزيفة” ونشر معلومات كاذبة حول الهجوم الإيراني على إسرائيل، بالتوازي مع موجة تشكيك وسخرية على المنصات العربية.
وشملت المحاور الرئيسة للحملة الإيرانية، تقديم صورة منتصرة للعمليات العسكرية الإيرانية، ورعب الشعب الإسرائيلي بعد الهجوم الإيراني، و”الدعم” الدولي لهذا العمل.
ونشر حساب صحيفة “إيران”، التابعة للحكومة الإيرانية، على منصة إكس فيديو حول موضوع سقوط صواريخ خيبر على قاعدة النقب الجوية الإسرائيلية، بينما يعود في الواقع إلى حريق اندلع قبل بضعة أشهر في أميركا.
وأعلنت هذه الصحيفة، في منشور آخر بحسابها، إغلاق قاعدة “نيفاتيم” الجوية الإسرائيلية بسبب شدة الدمار، وكتبت “قاعدة نيفاتيم الجوية خارج الخدمة، ولم يعد من الممكن استخدامها”.
في غضون ذلك، عرض الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو لهبوط طائرة من طراز أف – 35 في قاعدة “نيفاتيم” بعد الهجمات الإيرانية، وأكد استمرار أنشطة القاعدة.
كما نفى موقع “فكت نامه” الإيراني، صحة الفيديو المنشور على موقع التواصل الاجتماعي الخاص بصحيفة “جام جام”، التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، والتي كانت قد زعمت في مقطع فيديو مزيف أن الصور كانت لـ”ضربات شديدة بالصواريخ الإيرانية وعجز الدفاعات الإسرائيلية”.
شبكة إيران إنترناشيونال تؤكد أن "الدعم الدولي الواسع" للهجوم الإيراني هو أحد المزاعم التي يتم الترويج لها وإعادة نشرها من قِبل المستخدمين المؤيدين للنظام الإيراني
وقال “فكت نامه” إن هذا الفيديو مرتبط بهجوم أوكرانيا على السفن الروسية في ميناء سيفاستوبول مطلع أبريل الجاري.
وذكرت شبكة إيران إنترناشيونال أن “الدعم الدولي الواسع” للهجوم الإيراني هو أحد المزاعم التي يتم الترويج لها وإعادة نشرها من قِبل المستخدمين المؤيدين للنظام الإيراني.
ونقلت عن أحد هؤلاء المستخدمين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حذر الولايات المتحدة من أنها إذا دعمت الرد الإسرائيلي المحتمل على الهجوم الإيراني، فإن موسكو ستتصرف أيضا لصالح طهران، وهو ادعاء لا يوجد دليل يثبته ولم يُنشر في أي وسيلة إعلامية حتى الآن.
وفي الوقت نفسه، انتقد العديد من الإيرانيين الحملة المنسقة لوسائل الإعلام الرسمية ومؤيدي النظام لنشر كمية كبيرة من “الأخبار والمعلومات الكاذبة” في الفضاء الإلكتروني.
وكتب أحد المستخدمين المنتقدين للنظام أنه عندما يبث الحرس الثوري وصحيفة “جام جام” ووكالة أنباء “إيرنا”، كمنظمات ووسائل إعلام رسمية، أخبارا مزيفة، لا ينبغي للمرء أن يتوقع أي شيء سوى هذه الأكاذيب من المستخدمين الذين يدعمون النظام.
وقال آخرون إن إحدى الطرق التي يستخدمها مؤيدو النظام لإنتاج أخبار ومعلومات كاذبة هي “إسنادها” إلى وسائل الإعلام والمحللين غير الإيرانيين.
وأضافوا أن العديد من حالات الأخبار الكاذبة في الفضاء الإلكتروني تبدأ بعبارات مثل “أحد المحللين الغربيين في محادثة مع…”، أو “بحسب تقرير القناة 12 الإسرائيلية”.
ويبدو أن هذه الحملة المنسقة، التي اشتدت في الأيام الأخيرة، هي جهد يقوده النظام الإيراني للتعويض عن الأزمات والإخفاقات المتلاحقة في مجال السياسة الداخلية والاقتصاد والسياسة الخارجية من خلال تقديم صورة منتصرة وبطولية في الفضاء الافتراضي.
وأثار حساب إيران بالعربية موجة سخرية واسعة من قبل الناشطين العرب بعد نشر تغريدة على منصة إكس يتحدث فيها عن مكاسب عسكرية:
ورد ناشطون عرب على هذه المزاعم، بهاشتاغ #مسرحية_حفظ_ماء_الوجه وكتب الإعلامي العراقي مصطفى كامل:
وكتب معلق:
وجاء في تعليق:
وسخر آخر:
وسرد ناشط الفرق بين الضربات الإيرانية في سوريا وإسرائيل ومدى وحشيتها في الأولى وهزليتها في الثانية:
وطالب ناشط بالكف عن هذه الجعجعة، فالفلسطينيون يبحثون عن السلام وليس استعراض البطولات:
وقال مسؤولون إسرائيليون إن إيران هاجمت إسرائيل الليلة الماضية بـ185 طائرة مُسيّرة و110 صواريخ أرض – أرض و36 صاروخ كروز.
وأعلن دانييل هاغاري، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أنه تم اعتراض وإسقاط 99 في المئة من الصواريخ الإيرانية من قِبل أنظمة الدفاع الإسرائيلية وحلفائها.
وكتبت الإعلامية اللبنانية ديما صادق تعليقا على هذه الحصيلة:
وتم تنفيذ هذه العملية الانتقامية بعد الهجوم الأميركي بطائرة مُسيّرة أدت إلى اغتيال الجنرال قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قرب مطار بغداد.
وتحدثت وسائل الإعلام وأنصار النظام الإيراني، في ذلك الوقت، عن سقوط العديد من القتلى والجرحى في صفوف القوات الأميركية، لكن بعد فترة تبين أنه لم يُقتل أي جندي أميركي في هذا الهجوم.