مسرحيات سورية تستعمل خيال الظل والدمى لجذب الأطفال

دمشق – عروض مسرحية متنوعة لخيال الظل والدمى شهدها اليوم الثالث من مهرجان مسرح الطفل في مختلف المحافظات السورية والمقام حاليا تزامنا مع العطلة الانتصافية.
واستضافت أخيرا خشبة مسرح المركز الثقافي العربي بمدينة الصنمين في درعا مسرحية “مملكة الأقزام” من إخراج أيمن العباس وسناء العلوه التي قامت بتأليفها. وذكر محمد خير أبوحوية رئيس مركز الصنمين أن العمل يدعو إلى بث روح التعاون بين الناشئة ويهدف إلى نشر البسمة والفرح على وجوههم.
أما مؤلفة العمل سناء العلوه فأوضحت بتصريح مماثل أن العمل يحكي عن مجموعة من الأقزام يعيشون في الغابة بسلام إلى أن يأتي من يهدد أمنهم واستقرارهم ليتمكنوا في النهاية من التغلب عليه بفضل تعاونهم، لافتة إلى أنها حاولت من خلال العمل إدخال السرور إلى نفوس الأطفال ضمن عملية الدعم النفسي.
وبيّن مخرج العمل أيمن العباس أن رسالة العرض مفادها أن القوة والتعاون مع الحب تنتج المعجزات وتتغلب على كل الصعاب.
وأعرب عدد من الحضور عن فرحتهم بهذا العمل الموجه الذي من شأنه أن يعزز ثقة الأطفال بأنفسهم ويدفعهم إلى التعاون وعدم العمل بشكل فردي. وتابع جمهور المهرجان في حمص عروضا لمسرح الدمى وخيال الظل في قسم الأطفال بالمركز الثقافي في المدينة.
وأشارت صبا وسوف رئيسة قسم الأطفال واليافعين بمديرية الثقافة إلى أن فقرات مسرح الدمى وخيال الظل تمحورت أفكارها حول أهمية الرفق بالحيوان وتغيير المفاهيم الخاطئة حولها وكيفية التعامل معها.
وتحدثت ريموندا إبراهيم مؤسسة مركز الدعم المجتمعي “سيرناي” عن مشاركة المركز بنشاط قدم خلاله مختصون فقرة مسرح دمى مع حيوانات الغابة بهدف تعزيز قيم التعامل الإنساني اللطيف مع الحيوانات وإيصال بعض المعلومات عن هذه الكائنات لافتة إلى أهمية المسرح بمختلف أنواعه كأداة لتقريب وإيصال المعلومات للأطفال.

وفي طرطوس قدمت المخرجة أمل العلي عملها المسرحي الكوميدي الهادف “المزرعة” على خشبة المسرح القومي بمشاركة 12 طفلاً وطفلة.
ويحكي العرض وفقاً لمخرجته قصة أطفال يعيشون في مزرعة ويخوضون مغامرات مع أميرة ابنة التاجر البخيل يتعلمون خلالها الكثير من القيم الإنسانية والاجتماعية كالتعاون والوفاء وعدم السماح للغرباء بالتدخل في حياتهم الهانئة والسعيدة.
وأوضحت العلي أن رسالة العمل هي تنمية روح المحبة والألفة والقيم الأخرى بين الأطفال إضافة إلى صقل موهبة التمثيل للأطفال المشاركين، مبينة أنها حرصت على تقديم عملها من خلال استخدام الشخصيات الكرتونية كونها محببة لدى الطفل ويستوعب مضمونها بطريقة سهلة ومبسطة.
ومن الأطفال المشاركين بالعرض تحدثت جنى التلاوي وأحمد خضر ونور بدور عن ضرورة الاستفادة من أوقات الفراغ وخصوصاً في العطلة ليتمكن التلاميذ من تنشيط هواياتهم ولاسيما من خلال المسرح الذي يجذب الأطفال وتقديمها أمام الجمهور لتنمية ثقتهم بأنفسهم.
وقدمت الكاتبة إيمان بازرباشي في نصها “مملكة النمل” الذي عرضه مسرح العرائس في دمشق مساء الثلاثاء مقاربة فكرية لحكاية للأطفال صاغتها لتدعوهم من خلالها إلى التعاون والصداقة.
النص الذي أخرجه خوشناف ظاظا وعرض ضمن مهرجان مسرح الطفل تدور أحداثه وفقا لمؤلفته حول “مملكة النمل”، حيث تتعاون النملات لتقديم الغذاء لإحدى زميلاتها باستثناء واحدة ترفض تقديم العون ولكنها تكتشف في نهاية العرض أهمية الأصدقاء والتعاون في ما بينهم وتشعر بالخجل من نفسها.
وأشارت بازرباشي التي فازت بجائزة القصة القصيرة الموجهة للطفل سنة 2020 إلى أنها تكتب لمسرح الأطفال للمرة الأولى، حيث قدمت مجموعة نصوص اختار منها مدير دائرة مسرح العرائس المخرج عبدالسلام بدوي نص “مملكة النمل” لأنه يتناسب مع هذا الفن.

وبينت أن قصة العرض موجهة إلى الفئة العمرية المبكرة بقالب من السهل الممتنع للطفل بغرض تقديم الفائدة مشيرة، إلى ضرورة قيام الأدباء بدورهم في ترسيخ القيم المجتمعية بالقصة والمسرح والفنون الأخرى في عقول أطفالنا في وجه ما يتعرضون له من تأثير فكري بوسائل التواصل الاجتماعي.
وينفتح المهرجان على محافظتي درعا وحمص بغرض تعزيز ثقافة المسرح عند الصغار وتشجيعهم على تطبيق السلوكيات الإيجابية بأسلوب حكائي شائق وجاذب.
وجاء العرض المسرحي الذي قدم على خشبة مسرح دار الثقافة بدرعا بعنوان “الغابة المسحورة” وفقاً لمؤلفه ومخرجه الفنان محمود عوض ضمن هذا السياق من خلال دعوة الأهالي والناشئة إلى العلم والتعليم ومواجهة الجهل. وأكد عوض في تصريح له أن العمل رسالة لدعم الأطفال نفسياً وثقافياً وبناء جيل واع وتجنب ضربهم أو تعنيفهم.
وإضافة إلى العروض استضافت مديرية الثقافة في حمص ضمن فعاليات المهرجان ورشة عمل تفاعلية تضمنت التعريف بعناصر المشهد المسرحي ومشاهد تطبيقية على نص “مغامرة في مدينة المستقبل” للكاتب السوري جوان جان.