مسرحيات اللبناني وجدي معوض متهمة بالترويج للتطبيع

بيروت - يواجه الفنان المسرحي اللبناني – الكندي وجدي معوض تهما بالترويج للتطبيع وبالحصول على تمويلات إسرائيلية لأعماله وتهديدات واسعة أدت إلى إلغاء عروض لأعماله كانت مبرمجة في شهري أبريل الجاري ومايو المقبل في بيروت. وأعلن مسرح "لو مونو" في بيروت أنه ألغى عروضا لمسرحية الفنان معوّض، بعد إخبار قضائي في حقه على خلفية اتهامه بالتطبيع مع إسرائيل و"تهديدات جدية" تلقّاها "بعض الفنانين والفنيين".
وطلب الإخبار القضائي توقيف معوّض، وهو مدير مسرح "لا كولّين" الفرنسي البارز، "بجرم التواصل مع العدو الإسرائيلي"، نظرا إلى ما وصفه بـ"تاريخه التطبيعي" معه. وأسف المسرح البيروتي "لإعلان إلغاء العرض العالمي لمسرحية ‘وليمة عرس عند رجال الكهف’ المقررة إقامته في الثلاثين من أبريل الجاري".
وأوضح المسرح في بيانه أن "هذا القرار الصعب اتُخذ بسبب الضغوط غير المسبوقة والتهديدات الجدية التي تعرض لها مسرح المونو وبعض الفنانين والفنيين (..) من قبل جهة لم تكتف باللجوء إلى كافة وسائل الترهيب وببث العبارات العدائية أو المزاعم التشهيرية فحسب، بل قامت أيضا بتقديم إخبار ضد الكاتب والمخرج العالمي وجدي معوض أمام النيابة العامة العسكرية". وأضاف "إن سلامة موظفينا والفرق التقنية وجمهورنا هي بالنسبة إلينا أولوية مطلقة".
وإذ أكّد المسرح التزامه "الدائم بحرية التعبير"، وعد "بالمضي قدما في تقديم أفضل الأعمال المسرحية، على رغم كل العراقيل". وقالت مديرة المسرح جوزيان بولس "تعرض الممثلون المشاركون في المسرحية لمضايقات عبر هواتفهم في الأسبوعين الأخيرين، وكذلك تعرضنا كمسرح لمضايقات (..) وبعد التقدّم بإخبار قضائي ضد معوّض لم نعد نستطيع المخاطرة". وأضافت “من المؤسف جدا أن نضطر إلى إلغاء عمل في هذا المستوى (..) وخصوصا أن الممثلين كلّهم لبنانيون".
◙ من الاتهامات التي تلاحق معوض أن مسرحية "الكل عصافير" عام 2017 كانت ممولة من السفارة الإسرائيلية في باريس ومسرح “كاميري” في تل أبيب.
وكانت “هيئة ممثلي الأسرى والمحررين" غير الحكومية أعلنت في بيان أن محاميا تقدّم بوكالته عن سبعة من المعتقلين السابقين لدى إسرائيل “بإخبار أمام النيابة العامة العسكرية بجرم التواصل مع العدو الإسرائيلي ومخالفة قانون مقاطعة إسرائيل” ضد معوّض، طلب فيه "تكليف السلطات المختصة بوقف عرض مسرحيته وتوقيف المخبر عنه بجرم التواصل مع العدو الإسرائيلي".
واعتبرت الهيئة أن مسرحيات معوّض "ممولة من العدو الإسرائيلي" وأنه ينشر "فكرة التطبيع" معه. وفي السادس من أبريل طالبت "حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان" بوقف عرض مسرحية معوّض متحدثة عن "تاريخه التطبيعي والترويجي للاحتلال الإسرائيلي". وطلبت الحملة من الجهات المعنية إيقاف هذا العمل "منعا للتطبيع ولتبييض جرائم العدو الإسرائيلي"، بحسب بيان رسمي أصدرته الحملة.
ومن الاتهامات التي تم التداول بها في بعض وسائل الإعلام أن مسرحية "الكل عصافير" عام 2017 كانت ممولة من السفارة الإسرائيلية في باريس ومسرح “كاميري” في تل أبيب. وكان يفترض أن تقدّم المسرحية التي كتبها معوض أساسا بالفرنسية باللهجة اللبنانية على الخشبة البيروتية، ويتولى معظم أدوارها ممثلون لبنانيون. وتتناول المسرحية التي كان مقررا عرضها حتى التاسع عشر من مايو المقبل قصة عائلة لبنانية تعيش وسط يوميات القصف وانقطاع التيار الكهربائي خلال الحرب التي شهدها لبنان بين العامين 1975 و1990، وتستعد لزفاف ابنتها المفترض.
ويحضر في العمل "الحنين إلى ماض مفقود وألم الغربة وشبح الحرب"، بحسب بيان سابق لـ"مونو" عن المسرحية. واتهمت جهات لبنانية من بينها حزب الكتائب، حزب الله بالوقوف خلف الحملة التي تستهدف معوض. وقال الكتائب في بيان إنه "ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يقف فيها هذا الفريق بوجه الفن والسينما والمسرح، تارة لأسباب أخلاقية دينية وطورا بسبب اتهامات بالعمالة أو علاقات مشبوهة ودائما تحت حجة مقاطعة إسرائيل علما أن لا علاقة لإسرائيل، لا من قريب ولا من بعيد، بهذا العمل المسرحي".
وناشد الكتائب "المنظمات الثقافية العالمية النظر والعمل على تحرير لبنان ثقافيا من براثن الظلمة والجهل، فمن منع أغنيات السيدة فيروز في الجامعة اللبنانية في الحدث سابقا تحت ستار ‘الغناء حرام’ ليس غريبا ومستغربا عليه أي شيء، وبالتالي نحن أمام معركة إعادة قرع أجراس الثقافة والفن في لبنان الآن وليس غدا وقبل فوات الأوان".