مستقبل غزة يثير خلافات بين إسرائيل وأميركا

الرئيس الإسرائيلي يشدد على ضرورة البقاء العسكري في غزة بعد الحرب ردا على موقف بايدن بضرورة عدم احتلال القطاع.
الخميس 2023/11/16
بايدن أظهر دعما قويا للعملية العسكرية في غزة

واشنطن -وافقت إسرائيل على فكرة طرحتها الولايات المتحدة بشأن نشر قوات دولية في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب فيها وفق إعلام عبري.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) الخميس إن مسؤولين إسرائيليين، لم تسمّهم "أبلغوا مبعوث البيت الأبيض للشرق الأوسط بريت ماكغورك بهذا القرار".
وكان ماكغورك وصل إسرائيل الأربعاء في إطار جولة تشمل عددًا من الدول والتقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت.
وقالت هيئة البث "التقى أمس مستشار الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط مع مسؤولين إسرائيليين كبار في ظل الحرب على غزة وناقش معهم، من بين أمور أخرى، قضية اليوم التالي (للحرب)".
ونقلت الهيئة عن مصدرين إسرائيليين مطلعين على التفاصيل، لم تسمّهما، قولهما إن "الجانبين بحثا في اللقاءات أن يكون من يسيطر على غزة في اليوم التالي هي قوة دولية".
وأضافت "بحسب المصادر فإن المسؤولين الإسرائيليين الذين التقاهم المبعوث الأميركي أبدوا موافقة على هذه الفكرة"، وأكدوا أن السلطة الفلسطينية في وضعها الحالي لا تستطيع السيطرة على قطاع غزة".

وقال بايدن يوم الأربعاء إنه أوضح لنتنياهو أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وأن احتلال غزة سيكون "خطأ كبيرا" فيما نقلت صحيفة فاينانشال تايمز الخميس عن رئيس إسرائيل إسحق هرتسوغ القول إن إسرائيل لا يمكنها ترك فراغ في قطاع غزة وسيتعين عليها الإبقاء على قوة قوية هناك في المستقبل القريب لمنع حماس من العودة للظهور في القطاع.
ويظهر من خلال التصريحات المتضاربة للمسؤولين الاميركيين والإسرائيليين وجود خلافات بين الطرفين بشان مستقبل غزة.
وتابع بايدن للصحفيين أنه يبذل كل ما في وسعه لتحرير المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، لكن هذا لا يعني إرسال الجيش الأميركي.
وسبق أن قال للصحفيين هذا الأسبوع إن رسالته إلى الرهائن هي "انتظروا، نحن قادمون"، مما أثار تساؤلات حول ما الذي كان يقصده.
وعندما طُلب منه توضيح التصريح، قال في مؤتمر صحفي "ما قصدته هو أنني أفعل كل ما في وسعي لإخراجكم. قادم لمساعدتكم، لإخراجكم. لا أقصد إرسال عسكريين إلى هناك... لم أكن أتحدث عن الجيش".
وقال إنه يواصل العمل على هذه القضية ولن يتوقف حتى يتم إطلاق سراح المحتجزين، ومن بينهم طفل أميركي يبلغ من العمر ثلاث سنوات مضيفا أن حماس ترتكب جرائم حرب بوجود مقرها العسكري تحت أحد المستشفيات، ليكرر تصريحا أدلى به متحدث باسم البيت الأبيض يوم الثلاثاء. وعبر عن ثقته في الاستخبارات الأميركية التي تدعم تلك "الحقيقة".
وأشار إلى أن إسرائيل دخلت مستشفى الشفاء بعدد محدود من الجنود المسلحين ولم تقصف الموقع بشكل مكثف.
وتابع "قيل لهم... ناقشنا ضرورة توخي الحذر الشديد"، مضيفا أن إسرائيل ملزمة بتوخي أكبر قدر ممكن من الحذر في ملاحقة الأهداف.
واستدرك بالقول إنه "من غير الواقعي" توقع أن توقف إسرائيل عملياتها العسكرية في ضوء تهديدات كبار قادة حماس بأنهم يعتزمون مهاجمة إسرائيل مرة أخرى قائلا إن إسرائيل نقلت أيضا حضانات ومعدات أخرى لمساعدة الأفراد وتمنح الأطباء وأطقم التمريض وغيرهم من الموظفين الفرصة "للابتعاد عن الأذى".
وذكرت إسرائيل يوم الأربعاء أن قواتها عثرت على أسلحة تابعة لحماس ومعدات قتالية في مستشفى الشفاء خلال عملية تفتيش، وهو ما وصفته حماس بأنه "رواية مفبركة".
وأشار بايدن إلى أنه أبلغ نتنياهو بأنه لا يعتقد أن الحرب ستنتهي قبل التوصل إلى حل الدولتين قائلا "لقد أوضحت لإسرائيل أنني أعتقد أنه من الخطأ الكبير أن يحتلوا غزة".
لكن الرئيس الإسرائيلي تسائل في مقابلة مع صحيفة فاينانشال تايمز "إذا انسحبنا فمن سيتولى المسؤولية؟ لا يمكننا أن نترك فراغا. علينا أن نفكر في ما الذي ستكون عليه الآلية. هناك أفكار كثيرة مطروحة".
وتابع "لكن لا يوجد أحد يرغب في تحول هذا المكان، غزة، إلى قاعدة للإرهاب مرة أخرى".
وفي الأسبوع الماضي، قال نتنياهو لمحطة إيه.بي.سي نيوز إن إسرائيل "ولفترة غير محددة" ستتولى المسؤولية الأمنية في القطاع بعد الحرب لكن الولايات المتحدة رفضت ذلك وقالت إن الفلسطينيين يجب أن يحكموا القطاع بمجرد إنهاء إسرائيل الحرب على حماس.
وأضاف هرتسوغ أن الحكومة الإسرائيلية تناقش العديد من الأفكار بشأن سبل إدارة قطاع غزة بمجرد انتهاء الحرب مشيرا إلى أنه يفترض أن الولايات المتحدة و"جيراننا في المنطقة" سيكون لهم بعض المشاركة في النظام الذي سيفرض بعد فترة الصراع.