مستشفى ميداني بالمغرب في إطار مناورات الأسد الأفريقي

المملكة المغربية تولي أهمية كبرى للمساهمة في استتباب الأمن والاستقرار على مستوى القارة الأفريقية وإقليميا.
الاثنين 2024/05/27
نحو تدعيم الأنشطة الإنسانية الموازية

إقليم طاطا (المغرب) - أقيم مستشفى طبي جراحي ميداني على مستوى الجماعة الترابية أقا (إقليم طاطا) بالمغرب، وذلك في إطار الأنشطة الإنسانية الموازية للتدريبات المغربية – الأميركية المشتركة "الأسد الأفريقي 2024"، التي تنظم بناء على تعليمات العاهل المغربي الملك محمد السادس، والقائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية.

ويقدم هذا المستشفى، الذي شرع في تقديم خدماته منذ السادس عشر من مايو الجاري، خدمات طبية وجراحية واجتماعية لفائدة السكان المحليين، عبر فرق طبية مكونة من أطباء وممرضين من القوات المسلحة الملكية والجيش الأميركي. وأكد الطبيب العقيد خالد فتوح، رئيس المستشفى الميداني بأقا، أن هذا المستشفى يوفر خدمات طبية وجراحية تهم على الخصوص تخصصات أمراض القلب، الأنف والأذن والحنجرة، طب الأطفال، الطب الباطني، أمراض النساء، الفحص بالأشعة، طب الأسنان وطب العيون.

وأشار في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إلى أن هذا المستشفى تمكن إلى حدود السبت، من تقديم ما يناهز 28 ألف خدمة طبية، لـ7600 مريض، كما تم إجراء 122 عملية جراحية، وتوزيع نظارات طبية على 1213 شخصا، علاوة على استفادة 5600 شخص من الأدوية، و17 آخرين من التلقيح ضد وباء الحصبة. كما تم تنظيم العديد من الدورات التكوينية في مجال تقنيات التحقيقات الجنائية، والأمن السيبراني، وفي مجال المظاهر القانونية لفائدة عدة مشاركين من القوات المسلحة الملكية.

وأوضح مقدم محمد لغوي، رئيس البعثة الطبية للمستشفى العسكري الجديد، أن المستشفى يتوفر على وسائل لوجستية وبشرية مهمة، ويتكون من وحدات طبية وجراحية ذات سعة سريرية تقدر بـ20 سريرا قابلا للتمديد ووحدة للمصالح الاجتماعية ووحدة للدعم الطبي. وأضاف المتحدث، في تصريح لوسائل إعلام محلية أنه، وبحسب الإحصائيات المتوفرة حتى الآن، تم تقديم 28 ألف خدمة طبية منها 122 عملية جراحية.

◙ المستشفى يقدم خدمات طبية وجراحية واجتماعية لفائدة السكان المحليين عبر فرق طبية مكونة من أطباء وممرضين من القوات المسلحة الملكية والجيش الأميركي

وتعرف المناورات العسكرية واسعة النطاق “الأسد الأفريقي 2024” (من 20 إلى 31 مايو الجاري)، مشاركة نحو 7000 عنصر من القوات المسلحة من حوالي عشرين دولة، بالإضافة إلى منظمة حلف شمال الأطلسي “الناتو”، إلى جانب القوات المسلحة الملكية ونظيرتها الأميركية.

ويعد تمرين "الأسد الأفريقي 2024"، من خلال إسهامه في تعزيز قابلية التشغيل المشترك العملياتي، والتقني والإجرائي بين الجيوش المشاركة، أكبر مناورة تجرى في أفريقيا، وملتقى هاما تتبادل فيه الأطر العسكرية المعلومات والإجراءات والخبرات، لاسيما في مجالي التكوين والتدريب المشترك.

وتؤكد الدورة العشرون من تمرين الأسد الأفريقي استدامة التعاون بين القوات المسلحة الملكية والقوات المسلحة الأميركية، انسجاما مع الروابط التاريخية المتينة القائمة بين البلدين. وتولي المملكة المغربية أهمية كبرى للمساهمة في استتباب الأمن والاستقرار على مستوى القارة الأفريقية، وذلك من خلال تدعيم الشراكة جنوب – جنوب واستقبال كوادر تابعة لعدة جيوش دول أفريقية، للمشاركة في الأنشطة المبرمجة ضمن فعاليات التمرين.

وفي وقت سابق، شدد اللواء ويليام ويلكرسون عن الجيش الأميركي، بقيادة المنطقة الجنوبية بأغادير، جنوبا، على أن “تمرين الأسد الأفريقي لا يزال يمثل التمرين الأول متعدد الجنسيات في أفريقيا ويساعدنا جميعا على تعزيز التبادل من خلال التعاون وتبادل الأفكار”.

وتعتبر هذه المناورات، التي هي أيضا أكبر تمرين عسكري بين المغرب والولايات المتحدة الأميركية، انعكاسا مهما لمجالات التعاون العسكري بين الرباط وواشنطن، خاصة منذ توقيع البلدين في أكتوبر 2020 على خارطة طريق تتعلق بمجال الدفاع العسكري، لاسيما تحسين درجة الاستعداد العسكري وتعزيز الكفاءات وتطوير قابلية التشغيل البيني للقوات، على امتداد السنوات العشر المقبلة، وكذلك مواجهة التحديات الطارئة في القارة الأفريقية، خصوصا في منطقة الساحل والصحراء.

وتراهن قيادة الجيش الأميركي من وراء تنظيم هذه التدريبات في أفريقيا على تعزيز الجاهزية المشتركة أثناء الأزمات والعمليات لتكريس الأمن والاستقرار في المنطقة وتقوية أواصر التعاون لمواجهة التهديدات العابرة للحدود والمنظمات المتطرفة والعنيفة.

 

4