مساهمات مؤسسات قطرية وكويتية في تغيير هوية عفرين تثير غضب أكراد سوريا

عفرين (سوريا) - يثير قيام مؤسسات قطرية وكويتية ببناء تجمعات سكنية لتوطين النازحين من العرب والتركمان في مدينة عفرين على الحدود السورية التركية غضب الإدارة الذاتية الكردية.
وترى الإدارة الذاتية أن الخطوة تستهدف دعم مشاريع تركيا في تغيير الطبيعة الديمغرافية للمنطقة ذات الغالبية الكردية.
ويقوم عدد من المؤسسات القطرية والتركية وفي مقدمتها الهلال الأحمر القطري ببناء وحدات سكنية في عفرين تحت غطاء إنساني، وهو مساعدة النازحين السوريين، لكن الأكراد يتشككون في الخطوة، حيث كان من الممكن بناء تلك التجمعات والوحدات في مناطق أخرى تسيطر عليها فصائل المعارضة السورية.
وتعد مدينة عفرين التي سيطرت عليها القوات التركية في عملية عسكرية في منتصف العام 2018، الجسر الجغرافي الذي يربط مناطق سيطرة الإدارة الذاتية في شمال سوريا.
وتعرض سكان المدينة منذ طرد قوات سوريا الديمقراطية الذراع العسكرية للإدارة الذاتية لعملية تهجير ممنهجة قادتها فصائل معارضة سورية تحت إشراف تركيا.
وقد بدأت في السنوات الأخيرة مشاريع بناء العديد من التجمعات السكانية لتوطين اللاجئين من العرب والتركمان، وبدا الغرض من ذلك تكريس واقع ديمغرافي جديد في المنطقة.
بناء تجمعات سكنية لتوطين النازحين من العرب والتركمان في عفرين، خطوة تكرس واقعا ديمغرافيا جديدا
وقالت الإدارة الذاتية في بيان صدر الأسبوع الجاري إنه “مع مرور ست سنوات على احتلال عفرين والتغيير الديمغرافي والإبادة المستمرة على كافة الأصعدة، تقوم جهات ومؤسسات بالتعاون مع تركيا بتكريس الاحتلال التركي وسياساته في توطين المرتزقة الإرهابيين وعوائلهم وتغيير هوية عفرين”.
وأضافت الإدارة أن الهلال الأحمر القطري من ضمن هذه المؤسسات، خصوصًا أنه أكد دعمه لـ”مستوطنات” في عفرين، وكذلك مؤسسات كويتية، تعمل في الإطار نفسه، مشيرة إلى أن هذه النشاطات هي “عمل غير أخلاقي”.
وافتتح الهلال الأحمر القطري في 29 أبريل الماضي تجمعًا سكنيًا للنازحين في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، بعد مضي أكثر من عام على وضع حجر الأساس.
وقالت الإدارة الذاتية إن ماهية منظمة الهلال الأحمر والمواثيق المعروفة تفيد بأنها مؤسسة إنسانية تُعنى بشؤون العون والمساعدة، محملة مسؤولية “تكريس الاحتلال” لقطر، إذ أشارت إلى أن نشاط “الهلال الأحمر” لا يمكن أن يتم دون موافقة الحكومة القطرية.
وأضافت أنها ستتحرك في كافة المجالات لفتح تحقيق دولي ومحاسبة الجهات المتورطة في هذه السياسات، معتبرة أن ما يحدث في عفرين من احتلال وانتهاكات هو استهداف مباشر للهوية السورية.
وتساءلت الإدارة عن دور الحكومة السورية التي لطالما تحدثت عن السيادة وعن الوحدة السورية، على اعتبار أن مدينة عفرين الواقعة شمالي حلب جزء من الأراضي السورية.
وبدأ الجيش التركي في 20 يناير 2018، بمساندة من فصائل المعارضة السورية هجومًا عسكريًا على مدينة عفرين تحت عنوان “غصن الزيتون”، وفي منتصف مارس 2018 أعلن السيطرة على المدينة وطرد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) منها.
وعفرين إحدى المقاطعات الكردية الثلاث في سوريا (إلى جانب الجزيرة وعين العرب “كوباني”)، والمحافظة عليها تعتبر مسألة وجودية بالنسبة إلى الإدارة الذاتية.
وتكتسي المدينة أهمية إستراتيجية في المشروع الكردي لكونها تشكل الجسر الجغرافي لوصل هذا المشروع بالبحر الأبيض المتوسط إذا أتاحت الظروف ذلك، وبتغيير هويتها السكانية فإن تركيا تسدد ضربة قوية للمشروع.