مسافرون عالقون في مطار بيروت بعد إلغاء أو تأجيل رحلاتهم

طيران الشرق الأوسط: عدم انتظام مواعيد الرحلات الجوية يتعلق بمخاطر التأمين في ظل تصاعد التوتر بين إسرائيل وحزب الله.
الثلاثاء 2024/07/30
معاناة الانتظار

بيروت - مع إعلان شركات طيران عالمية الاثنين تعليق رحلاتها إلى مطار رفيق الحريري بالعاصمة بيروت لفترات متباينة، تجنبا لتبعات تصعيد محتمل بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، غصّت صالة المغادرة بالمسافرين الذين ألغيت أو تأجلت رحلاتهم.

وذكرت شركة “طيران الشرق الأوسط” اللبنانية في بيان الاثنين، أن عدم انتظام مواعيد رحلاتها الجوية يتعلق بمخاطر التأمين في ظل تصاعد التوتر بين إسرائيل وحزب الله.

ومطار رفيق الحريري هو الوحيد في لبنان، وسبق أن استُهدف خلال الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد (1975 – 1989)، وفي حروب سابقة مع إسرائيل، كان آخرها حرب تموز 2006 (يشار إليها في تل أبيب بحرب لبنان الثانية) بين “حزب الله” وإسرائيل.

وصباح الاثنين، أعلنت شركة لوفتهانزا الألمانية في بيان تعليق رحلاتها إلى لبنان حتى الخامس من أغسطس المقبل، وهو الموعد ذاته الذي أعلنته شركة الطيران السويسرية.

وأعلنت شركة “إير فرانس” تعليق رحلاتها الاثنين والثلاثاء إلى لبنان، بعد تأجيل رحلات تتبع خطوط الشرق الأوسط اللبنانية، وإلغاء رحلات كانت مجدولة من ألمانيا وهولندا والسويد.

ومساء الأحد، أعلنت شركة “طيران الشرق الأوسط” تأخير عودة بعض رحلاتها إلى بيروت من مساء الأحد إلى صباح الاثنين التاسع والعشرين من يوليو، في ظل التهديدات الإسرائيلية بشن ضربة عسكرية ضد لبنان.

مطار رفيق الحريري هو الوحيد في لبنان، وسبق أن استهدف في حروب مع إسرائيل، كان آخرها حرب تموز

كما أفادت وسائل إعلام محلية بأن عددا من شركات الطيران الأجنبية ألغت رحلاتها إلى بيروت مساء الأحد، من بينها الطيران القطري، و”ترانسافيا” من هولندا و”يورو وينغز” من ألمانيا.

وارتفعت وتيرة التهديدات الإسرائيلية بشن ضربة موسعة على لبنان عقب هجوم صاروخي السبت استهدف بلدة مجدل شمس بهضبة الجولان السورية المحتلة، وأسفر عن مقتل 12 شخصا من الطائفة الدرزية، وإصابة نحو 40 آخرين.

وقال المسافر موسى أحمد “أنا مسافر إلى العاصمة الألمانية برلين عبر شركة سان إكسبرس، وعندما وصلتُ إلى المطار تفاجأت بإلغاء الرحلة”.

وأضاف أحمد (54 عاما) وهو ألماني من أصل سوري “بحثت عن حجوزات أخرى فعاودت الحجز عبر الخطوط التركية في المساء لأسافر عبر إسطنبول إلى برلين”.

ولفت إلى أن “الوضع عادي في المطار، وهناك طائرات تقلع حاليا، وكان حجزي مجدولا من قبل وليس خوفا من الحرب، كنت في إجازة لأسبوعين، وأنا الآن عائد إلى ألمانيا لأن عائلتي هناك”.

من جهته، قال المسافر الفرنسي من أصل لبناني خليل بحر (70 عاما)، “كانت رحلتي مجدولة عند الساعة الواحدة ظهرا عبر الطيران اليوناني ترونسافيا، وتأجّلت إلى الساعة السادسة، ومن ثم ألغيت”.

وأضاف “اضطررت إلى الحجز من جديد إلى قبرص، ومن ثم سأحجز مقاعد مع أحفادي الخمسة على طائرة متجهة إلى أوروبا قاصدا باريس حيث نعيش”.

وتيرة التهديدات الإسرائيلية بشن ضربة موسعة على لبنان ارتفعت عقب هجوم صاروخي السبت استهدف بلدة مجدل شمس بهضبة الجولان

وعن سبب زيارته للبنان، قال “أتينا إلى لبنان لأن أخي كان مريضا وتوفي، وجئنا لواجب العزاء، وسنعود حسب ما كان مخططا من قبل، لم نقدم أو نؤخر موعد سفرنا”.

وذكر أنه كان لديه شعور بالقلق من أن يقفل المطار نتيجة التصعيد الأخير بين إسرائيل وحزب الله وأنه كان يدرك أن إسرائيل ستضرب المطار.

وصدرت عدة دعوات من دول غربية لرعاياها بمغادرة لبنان، فيما تكررت أخرى سابقة.

وصرح المواطن الهولندي من أصل سوري يزن كنعان (37 عاما)، “أنا هنا في مطار بيروت منذ الصباح، كان موعد إقلاع طائرتي عند الساعة الثامنة صباحا، ولكن تأجلت إلى اليوم الثلاثاء في التوقيت نفسه”.

وأضاف “هذا غير مقبول، لدينا ارتباطات وأشغال، وتأخير مواعيد سفرنا سيؤثر علينا كثيرا، كما أمس ألغيت رحلة أخي، فالأمر صعب علينا”.

وتابع “سننتظر هنا في المطار، ونشعر بالخوف من تأجيل سفرنا مرة أخرى.. لدينا أعمال أيضا، أتمنى أن يكون هناك حل سريع لهذه المشكلة”.

وعلى خلفية مقتل 12 درزيا معظمهم أطفال وإصابة آخرين السبت جراء سقوط صاروخ على ملعب لكرة القدم ببلدة مجدل شمس بهضبة الجولان السورية، تتزايد توقعات بتصعيد كبير مرتقب بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله.

وبينما اتهم الجيش الإسرائيلي حزب الله بالوقوف خلف هذه الحادثة ويتوعد بالرد، نفى الحزب اللبناني أي مسؤولية عنها.

2