مساع سودانية للتغلب على أزمة الكهرباء بالطاقة المتجددة

نيالا (السودان)- اتسعت فرص السودان للحد من تفاقم أزمة نقص الكهرباء بعد أن لاحت بوادر إيجابية للتخفيف من وقع هذه المشكلة المزمنة عبر التوسع في بناء محطات إنتاج من المصادر المستدامة رغم الضبابية التي تلف مناخ الأعمال.
وتعاني شبكة الكهرباء المحلية منذ عقود من الإهمال وصعوبة سداد تكاليف الوقود وقطع الغيار، مما أدى إلى انقطاع التيار لفترات طويلة خاصة في فصل الصيف حيث درجات الحرارة المرتفعة.
وأعلنت حكومة ولاية جنوب دارفور عن توقيع اتفاقية مع شركة ذبرا لخدمات الاستثمار المحدودة المحلية لإنشاء محطة كهرباء جزء منها سيتم إنتاجه من الشمس بمدينة نيالا، علاوة على تكملة مشروعات تنموية خدمية أخرى بالمنطقة.
الخرطوم تستهدف إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بنحو 4500 ميغاواط منها 2500 ميغاواط من شمال أم درمان إلى وادي حلفا
ووفق وكالة الأنباء السودانية الرسمية، تنص الاتفاقية على إنشاء محطة بطاقة إجمالية 100 ميغاواط ومحطة أخرى تعمل بالتناوب مع المحطة الشمسية بطاقة 60 ميغاواط وفقا للمواصفات الفنية والتشغيلية للشركة السودانية، بجانب إنارة كل طرق مدينة نيالا بطول ثلاثين كيلومترا بأعمدة إنارة تعمل بالطاقة الشمسية.
ومن المتوقع أن تقوم شركة ذبرا بتنفيذ مشروعي الكهرباء وإنارة الطرق بنظام البوت وفقا لعقد مالي يوقع مع وزارة المالية الاتحادية التي تلتزم بالحصول على المواصفات الفنية من الجهات المعنية مع توفير الأراضي لإقامة المزرعة الجديدة.
وكان السودان قد دشن أول محطة للطاقة للشمسية في أكتوبر 2020 بطاقة إنتاج تبلغ خمسة ميغاواط وهي بالشراكة بين الشركة السودانية للتوليد المائي والطاقات المتجددة وشركة توب غير.
ويأتي الإعلان عن المشروع الجديد الذي لم تكشف سلطات جنوب دارفور عن تكلفته التقديرية بعد نحو ثلاثة أسابيع من قرار حكومي يقضي برفع أسعار، وهي من بين عدد قليل من السلع التي لا تزال مدعومة، في إطار حزمة إصلاحات اقتصادية جارية.
ووضعت وزارة الطاقة والتعدين منتصف 2020 خطة طموحة تستهدف زيادة تغطية الكهرباء من المصادر النظيفة لرفعها من 32 في المئة حاليا إلى مئة في المئة بنهاية 2035.
وتستهدف الخرطوم إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بنحو 4500 ميغاواط منها 2500 ميغاواط من شمال أم درمان إلى وادي حلفا و1500 ميغاواط بالبحر الأحمر و500 ميغاواط في كردفان ودارفور.
100 ميغاواط قدرة إنتاج المحطة التي ستبنى في جنوب دارفور بالشراكة بين القطاعين العام والخاص
أما بالنسبة إلى طاقة الرياح فتريد إنتاج كمية كهرباء تصل إلى ثلاثة آلاف ميغاواط نصفها سيتم إنتاجه من المنطقة الشمالية وألف ميغاواط في البحر الأحمر و500 ميغاواط في كردفان ودارفور.
ويحتاج البرنامج إلى الملايين من الدولارات كاستثمارات من القطاع الخاص لإطلاق حزمة من المشاريع المزمعة، إلى جانب رصد تمويل حكومي لمساعدة الأقاليم لتنفيذ هذا البرنامج.
ولا يزال السودان من بين البلدان المتأخرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هذا المجال، وقد كانت لسياسة نظام الرئيس المخلوع عمر البشير الأثر الكبير في عدم تركيز مشاريع بيئية تساهم في خفض الإنفاق السنوي.
وكانت وزارة الاستثمار قد أكدت في مارس الماضي أن شركة لافنو فو الهندية المتخصصة في الطاقة الشمسية وحلول الكهرباء تعتزم إطلاق مشروع بالشراكة مع مجموعة تالين العالمية بقيمة 200 مليون دولار.
ووقعت الحكومة أواخر 2020 مذكرة تفاهم مع شركة جنرال إلكتريك الأميركية هي الأولى من نوعها منذ ثلاثة عقود بهدف زيادة توليد الكهرباء بالبلاد بما يصل إلى 470 ميغاواط.