مساع روسية لعقد لقاء بين أردوغان والأسد في أوزبكستان

رئيس "حزب الوطن" التركي دوغو برينجك يعتزم إجراء زيارة قريبة إلى دمشق على رأس وفد سياسي ودبلوماسي، للقاء الرئيس السوري.
الأحد 2022/08/21
خطوط تقارب على مسار العودة

طهران ـ كشفت وكالة "تسنيم" الإيرانية عن سعي روسيا لعقد لقاء بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس السوري بشار الأسد، خلال اجتماع مرتقب لقادة منظمة شنغهاي للتعاون منتصف الشهر المقبل في مدينة سمرقند بأوزبكستان.

وقالت الوكالة إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعا أردوغان والأسد إلى المشاركة في هذه القمة، مشيرة إلى احتمال لقاء بين الطرفين على هامش القمة.

وأشارت إلى أن رئيس "حزب الوطن" التركي دوغو برينجك بصدد إجراء زيارة قريبة إلى دمشق على رأس وفد سياسي ودبلوماسي، يلتقي فيها الأسد.

وأضافت أن عددا من الوزراء السابقين والدبلوماسيين المخضرمين الأتراك سيرافقون برينجك في هذه الزيارة، مشيرة إلى أن الزيارة ستتم عبر طائرة خاصة، وهي أول رحلة طيران مباشرة من تركيا إلى دمشق منذ 2011.

وتابعت الوكالة الإيرانية أن بحسب المعلومات التي وصلت إليها، فإنه "في حال كانت هذه الزيارة إيجابية، والتقرير المرفوع بشأنها وتقييم كل من دمشق وأنقرة لها إيجابيين، فسيكون هناك احتمال لعقد لقاء بين زعيمي البلدين على هامش الاجتماع المقبل لمنظمة شنغهاي في أوزبكستان".

وتعقد قمة دول منظمة "شنغهاي"، على مستوى الزعماء والرؤساء، في العاصمة الأوزبكية سمرقند، برعاية روسيا ومن المقرّر إعلان قبول عشر دول كأعضاء في المنظمة، منها سوريا والسعودية ودول أخرى، حيث يسعى النظام لبحث العقوبات الغربية المفروضة عليه ومحاولة الالتفاف عليها.

وتأسست منظمة شانغهاي للتعاون "SCO" كرابطة متعددة الأطراف في السادس والعشرين من أبريل 1996 بوصفها تكتلا إقليميا أوراسيا باسم "خماسية شنغهاي"، يضم الصين وكازاخستان وقرغيزستان وروسيا وطاجيكستان، وقد انضمت إليه إيران لاحقا لتكون الدولة "التاسعة" في المنظمة كعضو كامل بدعم روسي وصيني، بعد أن كانت عضوا بصفة مراقبة. وانضمت قبلها الهند وباكستان.

وتأتي هذه التطورات تزامنا مع كشف الحكومة التركية عن مرحلة جديدة في التعاطي السياسي مع النظام السوري، وفق ما صرح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قبل أيام.

والجمعة، أكد الرئيس التركي ضرورة "الإقدام على خطوات متقدمة مع سوريا"، وقال إن هدف بلاده "مكافحة الإرهاب في شمال شرقي سوريا وليس الفوز على نظام الأسد"، مضيفا أن "الولايات المتحدة وقوات التحالف هي التي تغذي الإرهاب في سوريا بشكل أساسي، من خلال تزويد وحدات حماية الشعب بالآلاف من الشاحنات المحملة بالذخيرة والأسلحة والمعدات".

ومنذ مطلع الشهر الجاري، شهدت عدة مدن وبلدات على طول الشريط الحدودي شمالي الحسكة، قصفا متبادلا بين قوات سوريا الديمقراطية والجيش التركي، الذي يعلن بشكل شبه يومي أن مسيّراته تستهدف قياديين وعناصر من قسد شمال شرقي سوريا.

وفي ظل تصاعد وتيرة التهديدات التركية ببدء عملية عسكرية شمالي سوريا، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الثامن من الشهر الحالي إصرار بلاده على إقامة "منطقة آمنة" بعمق 30 كم، و"ربط حلقات الحزام الأمني" شمالي سوريا، مشيرا إلى أنه سيجري اتخاذ قرار بهذا الشأن قريبا.

وفي المقابل، اعتبر مسؤولون أميركيون منتصف الشهر الماضي أن "شن تركيا عملية عسكرية شمال شرقي سوريا سيعرض القوات الأميركية في المنطقة للخطر وستكون له عواقب وخيمة على قتال داعش".

وتنفّذ تركيا منذ مدة هجمات في العراق وسوريا على وحدات حماية الشعب الكردية وحزب العمال الكردستاني، بزعم منع التهديدات من جانب الفصائل الكردية المعادية لها.