مساع أوروبية لمكافحة التمييز ضد المسلمين

بروكسل – استضافت المفوضية الأوروبية في بروكسل الاثنين، مؤتمراً رفيع المستوى لمعالجة التمييز وخطاب الكراهية وانعدام التسامح الذي يؤثر على المسلمين في الاتحاد الأوروبي، فيما تعول أحزاب اليمين المتطرف الأوروبي على عداء المسلمين لتحقق مكاسب سياسية أوصلت بعضهم الى سدة الحكم على غرار إيطاليا والنمسا.
وقال النائب الأول لرئيس المفوضية فرانس تيمرمانس إن الدراسات الاستقصائية الأخيرة أكدت أن انعدام التسامح تجاه المسلمين ينمو في الاتحاد الأوروبي وأن حماية حقوقهم الأساسية يجري تقليصها، مؤكدا أنه لا يجب أن يوجد مكان للتمييز ضد أي أقلية.
وقالت المفوضة، فيرا جورافا، مسؤولة قطاع العدل إن التمييز وأعمال التعصب أو العنصرية ضد 25 مليون مسلم يعيشون في الاتحاد الأوروبي كلها عوامل تشكل انتهاكًا للحقوق الأساسية ويغذي التهميش والانعزال.
وأوضحت أن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى محاربة هذا التمييز ضد المسلمين لأن هذه الأمور تجعل المجتمع أكثر ضعفاً وهشاشة. وعلى هامش المؤتمر قدمت وكالة الحقوق الأساسية الأوروبية قاعدة بيانات جديدة تقدم نظرة عامة عن جرائم الكراهية، وخطاب الكراهية والتمييز ضد المسلمين في الاتحاد الأوروبي من عام 2012 إلى عام 2017. وطالبت الكتلة البرلمانية لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي الحكومة الألمانية بـ”اتخاذ الإجراءات المناسبة لمنع انتشار المضامين والدعوات المخالفة للدستور الألماني في القرآن”.
و يطالب الحزب، الذي حقق اكتساحا في الانتخابات الألمانية الماضية بحلوله ثالثا، بإلقاء نظرة ناقدة على حصص الدين الإسلامي في المدارس، حيث تقرر حصص الدين الإسلامي بالتنسيق مع حكومات الولايات الألمانية. وعلى سبيل المثال، تتضمن الخطة الدراسية لحصص الدين الإسلامي في المدارس الابتدائية بولاية شمال الراين- يستفاليا منذ عام 2013 الفقرة التالية، “يتعين توعية الأطفال بالتعامل مع الممارسات الدينية المختلفة للأديان الأخرى بتسامح والشعور بترابط قائم على الاحترام مع كافة الأفراد الذين يصلون لله في كافة أنحاء العالم”.
وحمل مفوض الحكومة الألمانية لشؤون حرية العقيدة ماركوس غروبيل، حزب البديل من أجل ألمانيا، مسؤولية الاعتداءات المستقبلية بحق المسلمين.
وقال غروبيل “تتراجع في ألمانيا منذ أعوام، الإجراءات الرادعة ضد الخطابات المعادية للأجانب ولم نكن نسمع هذه الخطابات من قبل”، مضيفا “يجب أن يسمح لكل شخص في ألمانيا بإظهار انتماءاته الدينية، بغض النظر عمّا يرتديه، سواء كان كيباه أو صليبا أو حجابا”.