مساع أممية لمساعدة الاجئين السودانيين الفارين إلى ليبيا وأوغندا

جنيف - أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اليوم الثلاثاء أنها قررت توسيع خطتها لمساعدة السودان لتشمل دولتين أخريين هما ليبيا وأوغندا بعد وصول عشرات الآلاف من اللاجئين إليهما في الأشهر الماضية.
ويشهد السودان بالفعل أسوأ أزمة نزوح في العالم بعد أن اضطر نحو 12 مليون شخص إلى النزوح بسبب الحرب الأهلية في حين فر ما يزيد على مليونين منهم عبر الحدود.
ومع التوسع الأحدث في خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية للسودان، يرتفع العدد الإجمالي للدول الأفريقية التي تستقبل أعدادا كبيرة من اللاجئين السودانيين إلى سبع دول.
ويثير وصول الوافدين إلى ليبيا احتمال أن يواصل اللاجئون رحلتهم إلى أوروبا، وهو السيناريو الذي حذر منه بالفعل المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي إذا لم يتم تقديم يد المساعدة لهم.
وأظهرت وثيقة للمفوضية نُشرت اليوم الثلاثاء أنها تتوقع وصول 149 ألف لاجئ سوداني إلى ليبيا قبل نهاية العام الحالي و55 ألفا إلى أوغندا التي ليس لها حدود مشتركة مباشرة مع السودان.
وقال إيوان واتسون من المفوضية للصحفيين في جنيف "هذا لا يشير سوى إلى الوضع البائس والقرارات اليائسة التي يتخذها من ينتهي بهم المطاف إلى مكان مثل ليبيا وهي بالطبع صعبة للغاية بالنسبة للاجئين في الوقت الحالي".
وأضاف أن ما لا يقل عن 20 ألف لاجئ وصلوا إلى ليبيا منذ العام الماضي، مع تسارع عدد الوافدين في الأشهر القليلة الماضية فضلا عن عدم تسجيل آلاف آخرين. وتابع أنه وصل ما لا يقل عن 39 ألف لاجئ سوداني إلى أوغندا منذ بدء الحرب.
ويشهد السودان منذ 15 بريل 2023 حربا دامية بين الجيش بقيادة الفريق الأول عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق الأول محمد حمدان دقلو، أدت إلى أزمة إنسانية كبرى.
وأسفرت الحرب في السودان عن عشرات آلاف القتلى، لكن لم تتّضح بعد الحصيلة الفعلية للنزاع في حين تفيد تقديرات بأنها تصل إلى "150 ألفا" وفقا للمبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو.
ونزح نحو عشرة ملايين شخص داخل البلاد وخارجها منذ اندلاع المعارك، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة. ودمرت المعارك إلى حد كبير البنية التحتية للبلاد التي بات سكانها مهددين بالمجاعة.
وتزايدت دعوات أممية ودولية إلى تجنيب البلاد كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت، جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية بالبلاد من أصل 18.
ونتيجة المعارك أصبح 70 بالمئة من المرافق الصحية السودانية خارج الخدمة، بحسب بيانات الأمم المتحدة، كذلك ويواجه 1.7 مليون سوداني في دارفور خطر المجاعة.
وفي الأثناء، تتواصل منذ 10 مايو الماضي معارك شرسة في مدينة الفاشر، وسط تحذيرات دولية من كارثة إنسانية بالمدينة التي تضم أكثر من 1.5مليون يعانون نقصا في الغذاء.
وبعد يوم من دخولها حيز التنفيذ في مايو 2023، انهارت مبادرة جدة للسلام التي رعتها السعودية والولايات المتحدة لإنهاء الحرب، وسط اتهامات متبادلة بين الجيش وقوات الدعم السريع بشأن المسؤولية عن خروقات.