مساع أممية لتحييد غزة عن التصعيد في الضفة الغربية

حماس تتخذ موقفا حذرا من شرارة التصعيد في الضفة الغربية.
الجمعة 2023/02/24
شعلة التصعيد مستمرة

غزة - تعكس الزيارة المفاجئة للمنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند الخميس إلى غزة مساع أممية لتحييد غزة عن الانخراط في التصعيد بين الإسرائيليين والفلسطينيين في الضفة الغربية، في وقت كشفت فيه مصادر فلسطينية عن اجتماع مرتقب الأسبوع المقبل في الأردن بين الفلسطينيين والإسرائيليين بحضور مصر والولايات المتحدة لمناقشة التهدئة واستئناف عملية السلام المتوقفة.

ويقول مراقبون إن انخراط حركة حماس في التصعيد بالضفة الغربية في الوقت الراهن من شأنه نسف جهود معقدة لجلوس الإسرائيليين والفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات ومساعي تحريك العملية السياسية.

واتخذت حماس موقفا حذرا من شرارة التصعيد في الضفة الغربية ما يعكس عدم رغبتها في الدخول في توتر جديد مع إسرائيل، لكن مراقبين يقولون إن ازدياد الغضب من وقوف حماس موقف المتفرج على الأوضاع في الضفة الغربية قد يدفعها لتغيير موقفها.

وتأتي زيارة المبعوث الأممي في ظل توتر الأوضاع بين قطاع غزة وإسرائيل على خلفية عملية نفذها الجيش الإسرائيلي بمدينة نابلس في الضفة الغربية قتل فيها 11 فلسطينيا.

انخراط غزة في التصعيد بالضفة الغربية من شأنه إجهاض ترتيبات أممية لوقف التصعيد وتحريك عملية السلام المتوقفة

وتبادلت إسرائيل وفصائل فلسطينية مسلحة في قطاع غزة عمليات قصف الخميس في أعقاب مقتل أحد عشر فلسطينيا في عملية للجيش الإسرائيلي في مدينة نابلس في الضفة الغربية.

وقتل الفلسطينيون الـ11 ومن بينهم فتى في السادسة عشرة فيما جرح أكثر من ثمانين آخرين بالرصاص خلال العملية الإسرائيلية التي جرت في مدينة نابلس وسقط فيها أكبر عدد من القتلى في عملية إسرائيلية في الضفة الغربية منذ 2005.

وفيما قالت إسرائيل إن العملية استهدفت “نشطاء مشتبها بهم” وصفتها منظمة التحرير الفلسطينية بأنها “مجزرة” وأدانتها الرئاسة الفلسطينية.

وأطلقت فجر الخميس صواريخ من قطاع غزة في اتجاه الدولة العبرية تلتها ضربات جوية إسرائيلية على القطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس الإسلامية منذ العام 2007.

وقالت الدولة العبرية إنها اعترضت خمسة صواريخ من أصل ستة أطلقت من قطاع غزة، فيما سقط السادس في منطقة غير مأهولة. لكن شهود عيان في قطاع غزة أشاروا إلى أن ثمانية صواريخ أطلقت من هناك.

ولم يسجل سقوط إصابات أو قتلى في تبادل القصف هذا الذي دوت بسببه صفّارات الإنذار في مدينتي سديروت وعسقلان الواقعتين في جنوب الدولة العبرية قرب قطاع غزة.

وقال الجيش الإسرائيلي إن صواريخه استهدفت “مصنعا لإنتاج أسلحة” و”معسكرا” تابعين لحركة حماس.

وتبنت حركة الجهاد الإسلامي إطلاق الصواريخ. وقال مصدر في الجهاد الإسلامي إن عناصر من الحركة “أطلقوا رشقة صواريخ باتجاه مستوطنات غلاف غزة ردا على مجزرة نابلس”.

وكانت الحركة قد أكدت مقتل أحد قيادييها في العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة نابلس.

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس خلال جلسة للحكومة على “ضرب الإرهاب”. وقال “لدينا سياسة واضحة، ضرب الإرهاب بالقوة (..) سيدفع من يسعون لمهاجمتنا الثمن”.

وقبل هذه التطورات الليلية، عبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه من أن الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة “قابل للاشتعال” اليوم أكثر من أيّ وقت مضى منذ سنوات.

ودعا الاتحاد الأوروبي “كل الأطراف (إلى العمل) من أجل عودة الهدوء وخفض تصعيد التوتر”.

زيارة المبعوث الأممي تأتي في ظل توتر الأوضاع بين قطاع غزة وإسرائيل على خلفية عملية نفذها الجيش الإسرائيلي بمدينة نابلس في الضفة الغربية
زيارة المبعوث الأممي تأتي في ظل توتر الأوضاع بين قطاع غزة وإسرائيل على خلفية عملية نفذها الجيش الإسرائيلي بمدينة نابلس في الضفة الغربية

من جهتها، حثت باريس “كل الأطراف الفاعلة إلى الامتناع عن أيّ عمل يمكن أن يغذي” العنف، بينما عبرت الولايات المتحدة عن “قلقها العميق” من مستوى العنف في الضفة الغربية.

والخميس، عم الإضراب مناطق عدة من الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وذلك بدعوة من لجنة التنسيق الفصائلي التي تضم ممثلين عن فصائل فلسطينية، تعبيرا عن “الغضب على مجزرة الاحتلال في نابلس جبل النار والثوار والأحرار وإكراما لأرواح الشهداء الأبطال”.

وبالإضافة إلى القتلى، أسفرت العملية العسكرية الإسرائيلية في نابلس الأربعاء عن إصابة 82 فلسطينيا بالرصاص الحي وفق معطيات وزارة الصحة الفلسطينية.

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن مسعفيها عالجوا 250 حالة استنشاق للغاز المسيل للدموع وعشرات الجروح من طلقات نارية.

وانتهت العملية الإسرائيلية التي استمرت أكثر من ثلاث ساعات بعد ظهر الأربعاء، قبل أن تعلن وزارة الصحة الفلسطينية مساء الأربعاء عن مقتل “المسن عنان عناب (66 عاما)…جراء الاختناق بالغاز المسيل للدموع”.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ “عملية لمكافحة الإرهاب” في المنطقة تم خلالها “تحييد ثلاثة مشتبه بهم مطلوبين ومتورطين في هجمات مسلحة (في الضفة الغربية) والتخطيط لهجمات في المستقبل القريب”.

وأضاف الجيش أنه خلال العملية رُشق الجنود بالحجارة وألقيت باتجاههم عبوات ناسفة لكن لم يسبب ذلك إصابات في صفوفهم.

وفي بيان لها، نعت مجموعة عرين الأسود المحلية ستة قتلى قالت إنهم “من أبناء العرين وكتيبة بلاطة وكتيبة نابلس”.

ومنذ مطلع العام، قتل في أعمال العنف والمواجهات 61 فلسطينيا من بينهم مقاتلون ومدنيّون بعضهم قصّر، وعشرة إسرائيليين هم تسعة مدنيين من بينهم ثلاثة قاصرين وشرطي واحد، فضلا عن امرأة أوكرانية، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى مصادر رسمية إسرائيلية وفلسطينية.

2