مساع أردنية لجذب استثمارات إماراتية جديدة في قطاع الطاقة

أبوظبي - يتطلع الأردن إلى جذب المزيد من رؤوس الأموال الإماراتية الباحثة عن مقاصد استثمارية خارج الحدود، لتطوير قطاع الطاقة المتعطش إلى النمو وفق خطة طويلة المدى، بفضل المقومات التي يتمتع بها مناخ الأعمال.

وبحث وزير الطاقة والثروة المعدنية صالح الخرابشة على هامش اليوم الثاني من مؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك 2024) فرص التعاون الاستثماري في مجالي تخزين الطاقة وإنتاج الطاقة النظيفة في الأردن.

وبحسب بيان صادر عن وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأربعاء، أوردته وكالة الأنباء الأردنية الرسمية، فقد ناقش الخرابشة مع شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر) مسألة تخزين الطاقة، وهو مجال تمتلك فيه الشركة الإماراتية خبرة واسعة وتجارب ناجحة.

كما تطرق الجانبان إلى إمكانية إنتاج الطاقة من الرياح لدعم مشاريع الهيدروجين الأخضر في الأردن، ما يعزز أهداف البلد لتحقيق استدامة الطاقة وتوفير مصادر نظيفة تساهم في تحقيق متطلبات مواجهة التغير المناخي.

ويسعى المسؤولون الأردنيون إلى تعزيز مستويات الاستثمار في مشاريع الطاقة بما فيها الخضراء، لاسيما وأن هناك العديد من المبادرات لجذب المزيد من التدفقات الرأسمالية الإقليمية إلى هذه السوق الآخذة في النمو.

ويكثّف البلد جهوده نحو تحقيق أمن الطاقة وخاصة الكهرباء عبر زيادة مساهمة الطاقة المستدامة في مزيج استهلاك الطاقة، في ظل تسارع نمو الطلب وارتفاع مستوى معيشة السكان.

ويتجه الأردن، الذي يعتمد بشكل مفرط على المساعدات الدولية لتنمية اقتصاده الهش، لزيادة حصة الطاقة النظيفة إلى النصف بنهاية العقد الحالي، مقارنة مع واحد في المئة في عام 2014.

ويتسلح صناع القرار السياسي بخطة التحديث الاقتصادي لتذليل التحديات أمام إغراء المستثمرين، سواء منها المرتبطة بالعوامل والمؤشرات الداخلية أو المرتبطة بتداعيات الأوضاع الإقليمية والدولية.

وتبرز الإمارات كمساهم رئيسي في حجم الاستثمارات العربية الموجهة إلى قطاع الطاقة الأردني بعدما شهدت العلاقات بين البلدين تطورا كبيرا على مختلف الأصعدة والمجالات، خاصة الاقتصادية والاستثمارية، خلال السنوات الأخيرة.

وعلى مدى سنوات عقد الطرفان حزمة شراكات من شأنها الإسهام في فتح آفاق أوسع للتعاون المثمر، والتي كان لها الأثر في زيادة حجم استثمار البلد الخليجي في الأردن ليبلغ 22.5 مليار دولار، بحسب بيانات وزارة الاستثمار.

وتدعيما لهذا الاتجاه، تبدي شركة مصدر رغبة قوية في الاستمرار بتقديم مشاريع استثمارية جديدة في الأردن، مؤكدة أهمية البيئة الاستثمارية الجاذبة والاستقرار السياسي والأمني الذي يميّز السوق الأردني.

ويعد مشروع بينونة من أبرز مشاريع مصدر في الأردن، بحجم 200 ميغاواط، وهي أكبر محطة طاقة شمسية عاملة في البلاد لغاية الآن بحجم استثمار يبلغ 240 مليون دولار، حيث تم التنفيذ والربط والتشغيل التجاري للمشروع في ديسمبر 2020.

وفي اجتماع آخر، التقى الخرابشة، ممثلي شركة مجموعة الطاقة المتحدة الصينية يونايتد إنيرجي غروب التي تعمل في مجال النفط والغاز ومهتمة بإنتاج الهيدروجين الأخضر.

وكانت الشركة الصينية قد وقّعت سابقاً مذكرة تفاهم مع الأردن لإنتاج الهيدروجين، وأبدت اهتماما بالعرض الذي قدمه الخرابشة حول الفرص الاستثمارية في مجالات استكشاف النفط والغاز في الأردن.

وتم الاتفاق على عقد اجتماع فني موسع بين الجانبين لتزويد الشركة بمعلومات موسعة حول المناطق المفتوحة لاستكشافات النفط والغاز في الأردن.

وأكدت يونايتد إنيرجي غروب اهتمامها بالسوق الأردني، سواء في مجال البحث عن النفط والغاز أو مشاريع الهيدروجين الأخضر، ما يعكس التوجه نحو توسيع الاستثمارات في قطاع الطاقة المتجددة ودعم أهداف الأردن في التحول إلى الطاقة النظيفة.

وتأتي هذه الاجتماعات ضمن جهود وزارة الطاقة الأردنية لتعزيز التعاون الإقليمي وجذب الاستثمارات الأجنبية، بما يسهم في تطوير القطاع وتحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية.