مساعي هوكشتاين للتهدئة على الجبهة اللبنانية تصطدم برسائل حزب الله

مبعوث الرئيس الأميركي الخاص يشدد على على أنّ انهاء النزاع بين حزب الله وإسرائيل بطريقة دبلوماسية وبسرعة هو أمر ملح.
الثلاثاء 2024/06/18
واشنطن تسعى إلى تجنب حرب أكبر على حدود لبنان وإسرائيل

بيروت – شدد المبعوث الأميركي الخاص إلى لبنان عاموس هوكشتاين، من بيروت اليوم الثلاثاء على أنّ انهاء النزاع بين حزب الله وإسرائيل بطريقة دبلوماسية وبسرعة هو أمر "ملح"، بعد التصعيد المتواصل بين الطرفين منذ أكثر من ثمانية أشهر على وقع الحرب في غزة.

وتأتي زيارة المبعوث الأميركي إلى بيروت بعد محادثات أجراها الاثنين مع المسؤولين الإسرائيلين في مهمة تسابق التصعيد الميداني على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية، لكن لم تظهر معطيات مشجعة أو مرنة في شأن نجاحه في تبريد الجبهة خصوصا أن حزب الله استبق وصوله بتكرار مقولة ربط التهدئة على الحدود بوقف الحرب في غزة وبرفضه أي منطقة عازلة ينسحب منها عن الخط الأزرق.

وقال هوكشتاين بعد لقائه رئيس البرلمان نبيه بري، فور وصوله الى بيروت آتياً من إسرائيل، "اسمحوا لي أن أكون واضحاً، إن النزاع على طول الخط الأزرق قد استمر طويلاً وبما فيه الكفاية" منبهاً الى أنه "من مصلحة الجميع حلّ هذه المشكلة سريعاً ودبلوماسياً، وهو أمر يمكن تحقيقه وملح في آن معاً".

ووصف هوكشتاين الوضع على طول الحدود بين لبنان وإسرائيل بأنه "خطير"، وقال إن هذا هو السبب الذي دفع الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى إرساله إلى لبنان.

ووصل المبعوث الأميركي صباح الثلاثاء إلى بيروت في إطار زيارة تستمر ليوم واحد لعقد اجتماعات بعد زيارة قصيرة إلى إسرائيل.

والتقى هوكشتاين برئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وبقائد الجيش العماد جوزيف عون.

ولفت هوكشتاين إلى أن المنطقة تمر بأوقات صعبة، وأن المقترح الذي قدمه بايدن للتهدئة في قطاع غزة قبِله الوسطاء وإسرائيل، ويجب على حركة حماس قبوله، مؤكدا أن "وقف إطلاق النار ينهي الحرب ويفتح المجال للحلول الدبلوماسية، وهذا قد يضع أيضا حدا للنّزاع على طول الخط الأزرق".

وقال هوكشتاين وهو كبير مستشاري الولايات المتحدة لأمن الطاقة العالمي أيضا، "مدنيون أبرياء يموتون، ممتلكات تتضرر، الاقتصاد اللبناني ينحدر، البلاد تعاني من دون سبب وجيه، ومن مصلحة الجميع وضع حلول حاسمة".

وأكد على أن "التهدئة على الحدود ستسمح بعودة السكان إلى جنوب لبنان وشمال إسرائيل"، موضحا أن المحادثات التي أجراها في بيروت وإسرائيل هدفها "تجنب التصعيد أكثر وتوسع الحرب".

واستبق حزب الله وصول هوكشتاين وأعلن عبر عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله أن "المطلوب من الإدارة الأميركية أمر واحد، وهو وقف الحرب على غزة، لأن القرار بيدها لو كانت جادة، وبدل نقل رسائل التهويل، عليها إبلاغ نتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي) قرارا فعلياً بوقف الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، وعندها تتوقف بقية الجبهات بما فيها لبنان، وغير ذلك لن يجدي نفعاً، لأن المقاومة في لبنان لا تخضع للتهديد، وهي مستعدة لكل الاحتمالات، وما تقوم به هو للضغط على حكومة نتنياهو كي توقف عدوانها على غزة".

وقال إن "فكرة المنطقة العازلة، هي أوهام تراود قادة العدو، وليست موضوعاً للنقاش، لأن المقاومة موجودة في أرضها وتدافع عنها، بينما العدو هو من يحتل أرض الشعب الفلسطيني والسوري واللبناني، وعليه أن يخرج منها، والطرح الوحيد القابل للحياة هو وقف العدوان وفق ما تقبل به المقاومة في فلسطين لتقف جبهة لبنان".

وأعقب تصاعد تبادل إطلاق النار الأسبوع الماضي فترة هدوء قصيرة خلال عطلة عيد الأضحى التي تنتهي اليوم الثلاثاء. وأعلنت جماعة حزب الله عن تنفيذ هجوم بطائرة مسيرة على دبابة إسرائيلية بعد ظهر اليوم في أول هجوم يعلن عنه منذ يوم السبت.

واستخدمت الجماعة المزيد من ترسانتها الواسعة ضد إسرائيل الأسبوع الماضي، ما دفع مسؤولي الأمم المتحدة في لبنان إلى التحذير في مطلع الأسبوع من أن "خطر سوء التقدير المؤدي إلى صراع مفاجئ وأوسع واقعي جدا".

وقال فولكر تورك مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان اليوم الثلاثاء إنه يشعر بالقلق أيضا بشأن التصعيد ودعا "إلى وقف الأعمال القتالية وإلى قيام الأطراف ذات النفوذ باتخاذ جميع الإجراءات الممكنة لتفادي حرب واسعة النطاق".

وشن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة عنيفة مستهدفا أطراف بلدة عيترون، كما شن غارة اخرى على بلدة شقرا، استهدفت منزلا كان قد استهدف بغارة من مسيرة الاثنين، وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بإصابة 3 أشخاص على الأقل بينهم طفل.

وكان عدد من سكان بلدات الناقورة ومروحين والضهيرة والبستان ويارين تقاطروا إلى بلداتهم، صباح عيد الأضحى، لزيارة المقابر ومَن تبقى من السكان فيها، مستفيدين من تهدئة غير معلنة ظهرت مؤشراتها في تراجع تبادل القصف منذ منتصف ليل السبت - الأحد، وحتى بعد ظهر الأحد حيث شهدت المنطقة قصفاً محدوداً.

وأفاد إعلام إسرائيلي بأن نتنياهو التقى المبعوث الاميركي وبحثا الوضع في غزة والجبهة الشمالية. وقال نتنياهو لهوكشتاين "ستنقلون رسالة واحدة لرئيس وزراء لبنان، إما عودة حزب الله إلى ما وراء الليطاني الآن أو الحرب".

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن هوكشتاين أبلغ المسؤولين الإسرائيليين أنه من دون خطة لليوم التالي للحرب في غزة من الصعب التوصل لاتفاق بشأن الجبهة مع لبنان.

ولاحقاً، التقى هوكشتاين زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، وتناول اللقاء موضوع الحدود الشمالية وعودة السلام والأمن لسكان الشمال. وقال لابيد "على سكان الشمال العودة إلى منازلهم"، مشيراً إلى أنه "لا يمكن للمجتمع الدولي أن يتجاهل منطقة بأكملها تتعرض لإطلاق النار منذ ثمانية أشهر".

وأضاف "تحتاج إسرائيل إلى إبعاد "حزب الله" عن الحدود، سواء من خلال تسوية سياسية أو من خلال العمل العسكري، ويجب أن تتوقف الفوضى في الشمال".

وأوضح متحدث باسم السفارة الأميركية في إسرائيل أن هوكشتاين موجود في إسرائيل "كجزء من جهود إدارة بايدن لمواصلة منع التصعيد على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية".

وكان مسؤولون إسرائيليون كشفوا في وقت سابق عن زيارة هوكشتاين إلى إسرائيل في محاولة لمنع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله من التحول إلى حرب شاملة، وفق موقع "آكسيوس".

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن مصادر ان "هوكشتاين أجرى محادثات غير مباشرة مع حزب الله بوساطة بري".

وأشارت المصادر، إلى أن "الأطراف تناقش التوصل لاتفاق مبدئي لإنهاء الأعمال العدائية يكون مرتبطا بوقف إطلاق النار في غزة".

وأفادت الصحيفة، بأن "هوكشتاين وحزب الله ناقشا التوصل لاتفاق ينهي التوتر مع إسرائيل".

وبحسب خبراء مطلعين، فإن هوكشتاين لا يستطيع منع التصعيد بين إسرائيل و"حزب الله"، لكنه سيسعى إلى ذلك، لأن تأثيره على حزب الله يعتبر هامشيا.

وقال المتحدث باسم البنتاغون إنه رغم زيادة حدة المواجهات عند الحدود الشمالية لإسرائيل نعتقد أن القتال لا يزال قيد الاحتواء، وتقييمنا أن الحرب في غزة لم تتمدد لتشمل إسرائيل ولبنان لكننا نحث على تلافي التصعيد.

وفي موقف فرنسي لافت أوردته صحيفة "النهار" اللبنانية بأن مصدر فرنسي رفيع القى المسؤولية على حزب الله في التصعيد واستمرار تهديد لبنان بتوسيع الحرب الاسرائيلية عليه،

وقال المصدر الفرنسي إن المشكلة الأساسية اليوم هي أن حزب الله ليس مستعدا لاتخاذ اجراءات ضرورية لإبعاد التهديد طالما الحرب مستمرة، وبمثل هذا الموقف يمنع أي تحرك وما تقوله باريس للحزب أن عليه أن يهتم أولا بلبنان فضلا عن اهتمامه بأمور المنطقة واذا كان لا يوافق على التحرك الآن فإن الخطر هو تصعيد الحرب على لبنان، وباريس أعطت خارطة الطريق في المراحل الثلاث لتخفيف التوتر ولكن السؤال من يقنع حزب الله بأنه يجب تنفيذ هذه الإجراءات؟"

وأشار المصدر إلى أن ما تم التوصل اليه بين الرئيسين الفرنسي ايمانويل ماكرون والأميركي جو بايدن في ايطاليا على هامش قمة السبع هو أن يبحث خبراء فرنسيون وأميركيون وإسرائيليون في تفصيل إجراءات لتخفيف التصعيد اما اذا كان حزب الله غير موافق فهذا لا يمكن العمل به .