مساعي الميليشيات لضرب التفاهمات الليبية لا تهدأ

مجموعة من المسلحين التابعين للميليشيات تختطف ركاب طائرة ليبية بعد وصولها إلى مطار معيتيقة.
السبت 2020/11/07
توسيع دائرة الفوضى من اختصاص الميليشيات

طرابلس- لا تنفك الميليشيات في ليبيا عن مواصلة مساعيها لعرقلة مساعي السلام المتواصلة لدفع العملية السياسية التي تفضي للتوصل إلى تسوية شاملة للأزمة الليبية.

وأقرت حكومة الوفاق الليبية بقيام مسلحين تابعين للميليشيات باختطاف ركاب طائرة ليبية فور وصولها إلى مطار معيتيقة الدولي في طرابلس قادمة من المنطقة الشرقية في بنغازي عبر مطار بنينا.

وفي بيان لها أدانت حكومة الوفاق هذه العملية واعتبرت أن "هذه الأفعال ترتكبها مجموعة من الأشخاص لخدمة مصالح ومآرب شخصية لهم لا تمثل حكومة الوفاق الوطني ولا تخدم الصالح العام للبلاد".

وأكدت داخلية الوفاق "إن هذا العمل غير المسؤول لا يصب في مصلحة الوطن بل يزيد الفرقة بين أبناء الوطن الواحد ويقوض مسار المفاوضات الجارية حاليا لإيجاد حل للأزمة الليبية والخروج بالبلاد إلى بر الأمان".

ولا تخفي الميليشيات التي بدأت تستشعر تقلص سطوة نفوذها رفضها للتفاهمات والاتفاقيات التي أفرزتها منصات الحوار الليبي – الليبي بشقيه السياسي والعسكري، وهو ما يجعلها متأهبة لنسف أي اختراقات تحققها جولات المحادثات الليبية والتي تتابعها كل من تركيا وقطر بقلق ملحوظ.

وتعكس حالة القلق من قبل تركيا وقطر استنفارا لدى الميليشيات المتخوفة من إنهاء حالة الانقسام وإعادة قوة الدولة وهو ما لا تستسيغه خاصة وأن من أهم بنود تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار هو إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد، وحل الميليشيات، وتعليق العمل بالاتفاقيات المبرمة بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ورئيس مجلس الرئاسة بحكومة الوفاق، فايز السراج.

واجتمع الفرقاء الليبيون في عدة جولات حوارية في المغرب ومصر وجنيف أدت إلى توافقات بينها إقرار وقف إطلاق النار وتحديد طبيعة النظام السياسي والدستور الليبي القادم.

ويُعلق الفرقاء الليبيون، والأمم المتحدة وبقية الأطراف الإقليمية والدولية، آمالا على هذه التوافقات لإنهاء حالة الفوضى وتوفير مناخات إيجابية لإنجاح ملتقى الحوار السياسي المباشر في تونس.

واستأنفت الرحلات الجوية بين مطاري طرابلس وبنغازي في 23 أكتوبر بواقع رحلتين أسبوعيا بعد توّقف دام لأكثر من عام ونصف العام.

وجاء استئناف الطيران بين العاصمة وبنغازي (شرق البلاد) بعد أن استأنفت ليبيا تصدير النفط في الشهر الماضي، إثر إبرام اتفاق بين قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر وأحمد معيتيق نائب رئيس حكومة الوفاق، ينص على استئناف إنتاج وتصدير النفط، ورفع حالة القوة القاهرة في ميناء الزويتينة النفطي في شرق البلاد بعد إجراء تقييم أمني للوضع في الميناء والحقول المتصلة.

وتراجعت حدة التوترات بعد الإعلان عن وقف لإطلاق النار من قبل رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، في بيانين منفصلين، ما فتح أبوابا لحلّ الأزمة.