مساعدة الوالدين الدائمة لصغارهما تشعرهم بعدم أهليتهم

لندن - يؤكد خبراء التربية أن تدخل الآباء في إنجاز مهام أطفالهم لا يجعل منهم أطفالا صالحين ولا بالغين مستقلين بل يشعرهم بأنهم غير مؤهلين في مختلف نواحي الحياة.
ويشير خبراء التربية إلى أن سعادة الطفل بإنجاز مهمة كان يعتقد أنه لن يستطيع إنجازها إلا بمساعدة الكبار تجعله يميل في ما بعد إلى محاولة إنجاز الكثير من المهام الأخرى وحده.
كما أن عدم السماح للأطفال بالدخول في تجارب تتحدى قدراتهم أو إنجاز مهام تبدو ظاهريا صعبة تحد من عزيمتهم ولا تسمح لهم بالتطور الكافي.
ويؤكد خبراء التربية على وجوب تعليم الطفل المسؤولية منذ الصغر، وتلقينه أن عليه أن يكون فردا مشاركا في المهام المنزلية بداية من عمر 3 أو 4 سنوات بحد أقصى وينصحون الأمهات بعدم القيام بكل المهام عنه.
وتسعى أغلب الأمهات إلى تحقيق المثالية في تربيتهن لأبنائهن، فيحاولن طوال الوقت أن يتواجدن في حياة أطفالهن لتلبية رغباتهم المختلفة، معتقدات أنهن بذلك يعملن لصالح الأبناء، لكن الخبراء لا يستحسن هذه الطريقة في التربية.
عدم السماح للأطفال بالدخول في تجارب تتحدى قدراتهم أمر يحد من عزيمتهم ولا يسمح لهم بالتطور الكافي
كما يرى خبراء علم النفس أن ممارسة الأهل الحصار على الطفل وتقييده أمور تجعله يفقد رغبته في البحث والاكتشاف والمحاولة، وبالتالي يشعر بالتعاسة والحزن تجاه هذه التدخلات الكثيرة والتي يكون منشؤها الخوف الزائد على الأبناء.
ويفسر خبراء علم النفس ذلك بأن الطفل يحاول جاهداً أن يتخلص من القيود والضوابط لينطلق من عالمه الخاص لمعرفة واكتشاف العالم الواسع، وشيئاً فشيئاً يتعلم أموراً عديدة تكسبه خبرة حياتية وتعطيه قوة وانضباطاً ذاتيين يستطيع من خلالهما مواجهة تحديات الحياة وصعوباتها.
وحتى في ما يتعلق بفائدة مساعدة الآباء في حل واجبات أبنائهم، بيّن عدد كبير من الدراسات العلمية أن نتائجها ضئيلة للغاية أو تكاد تكون معدومة.
كما كشفت وجود علاقة إيجابية بسيطة بين مساعدة الوالدين في الواجبات المنزلية والتحصيل الدراسي لأبنائهم، والتحفيز، وحتى التكيف الاجتماعي والعاطفي.
وتبيّن الدراسات العلمية أن مشاركة الآباء لأطفالهم في القيام بالأنشطة المدرسية، أو إظهار اهتمامهم وتشجيعهم للقيام بأنشطة فكرية مثل قراءة كتاب معا، يسهم في تحسين التحصيل الدراسي والشعور بدافع أكبر للتعلم.
كما، يرتبط تقديم المساعدة في الواجبات المنزلية بتراجع التحصيل الدراسي للأبناء، عوضا عن تحفيزهم. وتتمثل بعض التفسيرات المحتملة لذلك في أن الأولياء يتدخلون حينما يسعى أبناؤهم لحل واجباتهم المنزلية بمفردهم دون مساعدة، ما يخلق لديهم شعورا بالاستياء والغضب.
ويشير خبراء البيداغوجيا إلى أن الاهتمام بالواجبات المنزلية للطفل ومساعدته في إنجاز مهامه التعليمية يجعلانه شخصا غير منظم لا يستطيع متابعة أموره الشخصية البسيطة. وينصحون الآباء والأمهات بترك الطفل يقوم بنفسه بمعرفة واجباته المنزلية من المعلم مباشرة دون اللجوء إلى أصدقائه أو أهلهم لمعرفة واجباته، حتى يكون واعيا لما يحدث حوله ومدركا لما يندرج تحت مسؤوليته.